جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سَبعونَ ثَكْلَى
***
سَبعونَ ثَكْلَى رَاوَدَتْ
حُمْقَ الأَنِيْنْ
مَا عَادَ للدَّمْعِ الُمُّؤَمِلِ
بالحَنيْنْ
حَصَدَتْ مَناجِلُ جَدَّتيْ
خِزْيَ العُروبَةِ
حَيْثُ سَطَّرَهُ الصَّغيرُ
عَلَى
جَبينِ الذُّلِ تَعْزِفُهُ الشَّجِيْنْ
وَتَوارى طَيْفٌ مِنْ رُواقِ البَيْتِ
حَيْثُ امْتَطَى بُعْدَ الجُنونْ
والأرضُ تَاهَتْ في مَعابِرِ ذِلَّةٍ
وَتَوَشَّحَتْ تَتَلُو فَراقَاً للأَحِبَّةِ
عِنْدَ فَجْرِ الشَّمْسِ
يَعْقُبُهَا الرَّحِيْلْ
حِيْنَ تاهَتْ في حُقولِ القَمْحِ وَامْتَزَجْتْ
تلكَ الطَّهارَةُ مَعْ أَنين الثُكْلِ
مَعْ لَعْنَةٍ قَدْ تَمادَتْ
عِندمَا عَبَثَتْ تِلْكَ الخيانَةُ
حَيْثُ نَادَى الهَجْرُ يُعْلِمُنَا يَقِيْنْ
***
سَبعونَ ثَكْلَى وَالمرارَةُ تَنْتِشيْ
قُبحَ السنينْ
وَتَحاصِرُ الأَمَلَ المُضَيَّعَ
خَلفْ أَستارِ العُرُوبَةِ لا يَبيْنْ
وَتُصارِعُ الآمالُ أَطيافَ الرُّجوعِ
مُغَلَّفَاً بِضَبابَ صَيْفٍ
قَدْ أَحاطَ بِوَجْهِهِ القُبْحُ
الذي يَتلوهُ زَيفٌ كُلُّ حِينْ
والحارَةُ الثَّكْلى يُراوِدُها
السِّفَاحُ بِليْلَةٍ
وكأَنَّ قُبحَ الوجْهِ
صادَقَهُ قَريْنْ
***
سَبعونَ ثَكلى لم يُفارِقُها النَّزيْفْ
حَتى الرَّبيعُ قد ارتَوَى
ظُلمَ الكآبَةِ في الليالي
لَمْ يُجامِلُه الخَريْفْ
والجَدُّ يَصرُخُ عَائداً وَمُردِّدَاً
بَيتي الذَّيْ بيتي الذي
قَدْ صَارَ يُبْنَى
مِنْ جِدارِ الغَدْرِ
تَلفِظُهُ المعَاوِلُ .
ما كانَ يَومَاً
يَرتِديْ جُبَّةَ الجُبْنِ
الذي حَاوَلَ الغَادِرُ
جُهْدَاً كَيْ يراوِدَهُ اللصوصْ
***
سَبعونَ ثَكلى لا لم يُفارِقُهَا البُكاءْ
في كُلِّ يومٍ تَرتَديْ
ثَوبَ الشَّقاءِ
لِكَيْ تُصافِحُ وَرْدَةً
حَمراءَ قَدْ فَقَدَتْ مَعنى الرَّجاءْ
أَوْ تَنْتَشيْ تلكَ الدُّموعُ
بِحِيْرَةٍ
لِتُعانِقَ الشَّفَقَ المُلَطَّخً بالدمَاءْ
وَكَأَنَّ هَاتِفَ قَلبِهَا
قَدْ خَطَّ في اللَّوْحِ المُغَيَّبِ أَنْ لا رَجَاءْ
أَنْ لا رَجَاءْ
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * الخليل *
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية