دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

مناقشة رواية "أسطورة الأموات"
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق تمت مناقشة رواية "أسطورة الأموات" للروائية الفلسطينية انشراح لدادوه، وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" منوها إلى أن هذه الرواية قد حصلت على المرتبة الثالثة في مسابقة "عزت الغزاوي للرواية" التي عقدتها دار الفاروق، فالكاتبة وجدت نفسها كاتبة بالصدفة، بعد أن كتبت "أسطورة الأموات"، فعندما قرأت الرواية لأول مرة وجدتها رواية تستحق التوقف عندها لما فيها من خيال جامح، ولأهميتها من ناحية الفئة التي تستهدفها، فنحن بأمس الحاجة إلى أدب الفتيان حيث هناك شح كبير في إنتاج هذا النوع من الأدب، وقبل أن نبدأ النقاش نتمنى الشفاء لزميلنا الشاعر "جميل دويكات" الذي عاد إلى أرض الوطن بعد سفره إلى الأردن للعلاج.
ثم فتح باب النقاش فتحدثت الروائية "خلود نزال" والتي قالت: أننا أمام رواية للفتيان، وهذا واضح من خلال اللغة السهلة والسلسة، من هنا يمكننا أن نقرأها في جلسة واحدة، لكن لي بعض الملاحظات، رغم وجود الغابات في بلادنا إلا أن وجود شجرة الزيتون فيها لم يكن منسجما مع الواقع، كما أنني وجدت حديثاً غير منسجم أو متماثل مع دور الأم ومكانتها، وعلى مستوى الفكرة فإنني أطرح سؤالا عن الهدف من الرواية، والمغامرة التي جاءت فيها؟، كما أنني وجدت لغة في بعض مقاطع الحوار أكبر من عمر الطفلة والتي لم تتجاوز العشر السنوات ولا تتناسب وعمرها كما هي الحال في الصفحة 37، على العموم تبقى اللغة السهلة كافية لتجعل من الرواية شيقة وسهلة التناول.
ثم تحدث الأستاذ سامي مروح قائلا: نرحب بالكاتبة ونهنئها على الرواية وفوزها بالمرتبة الثالثة، في ما يتعلق بالرواية رغم أنها كتبت للفتيان وجدتها تحمل شيئا من الفلسفة مثل العلاقة بين الموت والحياة، كما أن للفراش حياة تتكون من ثلاثة أطوار، وتجد فيها ـ إذا ما أخذنا عمرها القصير جدا والذي لا يتجاوز سبعة أيام ـ ما يتماثل وعمر الإنسان الذي يعمر ستين سنة، فالموت لم يكن فعلا أو حدثا عبثا ليس له غاية، "كان جدي يجد في الموت منفعة" وهذا يؤكد أهمية دورة الحياة على الأرض، كما أننا نجد في صوت الأب والأم مع الأطفال بعض الدلالات التي تشير إلى علاقة الكاتبة بالأطفال، فتبدو كأنها متمرسة في التعامل مع الأطفال ولهذا وجدنا الرواية موجهة إلهم، ونجد الفانتازيا في الرواية من خلال حديثها عن الصخور، أما بخصوص الشخصيات فكانت لغتها مستقلة ولم تتدخل الكاتبة فيها، وبخصوص الزمان والمكان فقد كانا مفتوحين ولم تحددهما الكاتبة، ما يجعل الرواية تميل نحو الإنسانية وليس إلى منطقة بعينها.
وتحدث الأستاذ "محمد شحادة" قائلا: نحي الكاتبة على هذه الرواية ولتي تتناول مغامرة الأطفال في غابة مجهولة المكان، وفي زمن غير محدد، ففكرة الموت فكرة تؤرق الإنسان منذ بداية تشكيل الفكر الإنساني، وهذا بحد ذاته يعد طرح يستوقف القارئ ويجعله يفكر في الحياة والموت، واعتقد أن فكرة الموت والنوم قريبتان من بعضهما، فيمكن للإنسان أن تأتيه العديد من الأشياء/الأفكار/الأحلام وهو نائم، مما يجعله ـ يخرج ويتحرر ـ من الواقع إلى ما هو أبعد منه بكثير، ففكرة الرواية التي تتحدث عن دخول أطفال إلى مكان محظور وخطر تعد فكرة تتجاوز الأفكار المحافظة والتقليدية، فهذا الدخول للغابة يعد سبرا لأغوار المجهول وعدم البقاء أمامه، لهذا فإن فكرة الرواية فكرة تنويرية، كما أننا نجد في غابة التوت عالما يتماثل مع واقع الحياة، ونجد فيها بعض الرموز مثل "عصا الجد، غابة التوت، اليرقات، الفراشات، وفي الختام نقول أن هناك بعض الأخطاء المطبعية كان يمكن تلاشيها.
أما الأستاذ "رائد الحواري" فقال أننا بالتأكيد أمام عمل روائي مهم وحيوي لأننا نفتقد هذا النوع من الأدب الموجه للفتيان تحديدا، فاللغة السهلة كانت عامل جذب وإمتاع للقارئ، لكن أحب أن أسأل الكاتبة بما أنها حاضرة: كيف أمكنها أن تكتب هذه الرواية وبهذا الإبداع؟ وهل هناك تأثيرات معينة من كتب أو أفلام أثرت عليها؟ وهل كانت تتوقع أن تكون روايتها بهذه الجودة قبل أن تكتبها؟.
أما الاستاذ "نضال دروزة" فقال: نرحب بالكاتبة ونحييها على الإنجاز، فالعنوان "أسطورة الأموات" وجدته صعبًا على الكبار فكيف سيكون أثره على الصغار؟ والعنوان الأنسب هو "مغامرة الفراشات" لأنه يعطي الطفل فكرة المغامرة والدخول إلى عالمها المجهول، فالرواية من هذا المنطلق مهمة وحيوية وذات أثر إيجابي على المتلقي، لكن لي ملاحظة تتمثل في أنني وجدت ـ أحيانًا ـ أن هناك فصولاً أكبر من مفهوم الفئة المستهدفة، فئة الفتيان. وقالت الأستاذة "عائشة سلامة" قرأت الرواية قبل أن تكون في كتاب، فوجدت "انشراح" الطفلة المغامرة، التي تبحث في وعن المجهول، فالخيال الواسع كان الأهم في الرواية، لأنه يمثل التحرر وتجاوز الواقع إلى ما هو أبعد منه، فاللغة السهلة وطريقة تقديمها الأحداث كلها جعلت الرواية عملاً جميلاً وممتعًا وسهل التناول .وفي الختام تحدثت "انشراح لدادوه" فقالت: العنوان مناسب تمامًا، لولا خيرت مرة ثانية قبل طباعة الرواية اخترته مرة ثانية، هناك أفكار كثيرة تحملها الرواية وعلى القارئ البحث عنها وفيها، أما بخصوص تأثري بأعمال روائية أو أفلام معينة، فبالتأكيد هناك أثر لسلسلة الألغاز "المغامرون الثلاثة والمغامرون الخمسة والشياطين الثلاثة عشر"، فعقل الطفل يبقى يحتفظ بما يأخذ من أفكار ومشاهد وصور، لهذا تجد الرواية سهلة اللغة وتتناسب وعقل الطفل، أما بخصوص الأمهات فأحيانًا نجدهن يقفن حائلاً أمام طموح الأبناء، لهذا قدمت الأم حسب الزمن والظرف الذي يخدم فكرة الرواية ـ فكرة دخول الأطفال إلى غابة التوت ـ وأخيرًا ورغم حرصي على أن تكون الرواية كاملة فقد حدثت بعض الأخطاء التي أعتذر عنها. وقد تقرر مناقشة رواية "سكوربيو"لعادل محمد فودة" في أول يوم سبت بعد عيد الفطر إن شاء الله..

المصدر: مجلةعشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 8 مايو 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

559,742