جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رجل من دخان..
.... .....
كل صباح يأتي من أقصى المتاهات. لكي يعيد لبعض الخيوط دخانها في جوقة البوح. كل صباح يرمي سلة الحكي قتتلقفه فضاءات المقهى التي تحيله على بياناتها المتشابكة على مسارات فراغ مقنع. المقهى التي تنتفض موجوداتها المترامية تترك للرجل الدخاني بعض السوانح التي تسوق زفزاتها نحو شباك يستشرف مشاهده الممتعضة. وقبل الجلوس يدور الرجل دوراته الاعتيادية يمسح بنظارته كدر الثقوب التي تأكل منساته. يولي ظهره لبطش الليل. يحاول أن تظل المقهى مطبة حكي بين جحافل الأحداث.
الرجل المنسلخ من جلد التجارب. يعاود التجربة بحساب الدخان في ومضات عسيرة تخرج من شقوق هامش مترهل الأحلام. فهو سيد قطب ينبت في أحشاء مقهى سابحة. تسترسل من همومه خبايا على شكل زهور يمانعها حاجز يزحف بخفقات غريبة.
هو الرجل نفسه يكبر هنا. حياته تفاوض الأمكنة المتربصة. يستجدي خصب مشاعر إنسانية لو تترك له زاوية تتنفس من خلالها سنواته العجاف. تارة يجلس بمقابل الرصيف يحصي مواجع الملثمين ليقبض جمرات جفافه ومن ألف عام يستحيل شبحا لتوهجاته خصيم.
هو الرجل نفسه يكبر هنا. حياته تفاوض الأمكنة المتربصة. يستجدي خصب مشاعر إنسانية لو تترك له زاوية تتنفس من خلالها سنواته العجاف. تارة يجلس بمقابل الرصيف يحصي مواجع الملثمين ليقبض جمرات جفافه ومن ألف عام يستحيل شبحا لتوهجاته خصيم.
محمد محجوبي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية