دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

وجه نظر السوفييت 
"الأدب وقضايا العصر" 
من المهم أن نلتجأ إلى النظريات الأدبي لكي نطور مفاهيمنا النقدية، ولكي نتأكد أن هناك تغيير وتطوير مستمر لهذه النظريات، وهذا التطوير يتماثل مع العصر ويواكبه، الجميل في هذا الكتاب أنه يمثل أكثر من وجهة نظر، فهو مجموعة عن مقالات لكتاب ونقاد سوفييت كلا يتحدث برأيه عن الواقعية، وبعضهم حاول أن يقارنها بالمدارس الأخرى، مبينا أهمية أن يكون الأدب خدمة الجماهير.
اجتهدت فخترت بعض المقاطع المهمة والتي يمكن أن نأخذها بها لتطويرها، كما علينا أن نأخذها بشكلها نسبيا ـ حسب الزمن والمكان ـ لكنها تبقى فكرة علينا التوقف عندها مثل هذه الفقرة: "اسلوب الواقعية يمكن الفنان من إدراك النزعة قبل أن تصبح ظاهرة، والعبير عن موقفه من هذه النزعة، وهكذا فإن الفنان الواقعي لا يستطيع أن يغلق عينيه عن أي مظهر للحياة، سواء كانت إيجابية أم سلبية، لان هذا سيناقض التصوير الحقيقي للواقعية" ص9.
ومن الأخطاء التي يمكن أن تقع فيها الواقعية: "أن الواقعية مهددة لا بالنقل لحرفي السطحي فقط، بل وبتغليب العام، الذي قد ينحط إلى درك التجريد، والكليشه" ص35.
هناك تقديم للطريقة التي يجب أن تتبع لرسم شخصيات الرواية/القصة: " ... إن جاباييف ليس مجرد رجل شجاع، فهو ينمو أمام عني المشاهد، أنهه ينمو خلال الصراع، خلال التصادمات، فالمؤلف يكشف عن شخصية بطله في تطور الحركة" ص16.
ويضيف أيضا: "إن الكاتب لا يستطيع أن يقول إطلاقا: (سأكتب عن سانكا أو ماتيا) أبدا، ان عليه أن يتحسس حياتهما كما لو كانتا حياته الخاصة، يجب أن يتحول نفسه تماما إلى هاتين الشخصيتين" ص83.
ويتحدث عن الإرادة التي يجب أن يمتلكها الكاتب الأدبي: " ... إن من يكتب، بحاجة إلى شجاعة أكبر من ذلك الذي يدخل في صراع مع خصم جبار على حلبة من الجليد الصناعي" ص19.
وعن الموهبة وضرورة تطويرها: "فالموهبة تنال من خلال بذل جهد هائل، ومن خلال رفض أبي وثابت لكل المباهج الدنيوية، والكاتب بتكريسه نفسه للفن، يتقبل، بشكل ما، موته الخاص" ص20.
وعن حالة الازدواجية التي تفرض على كل إنسان يقول: "إن تقسيم الوجود إلى قسمين، واحد رفيع مكرس للفن والآخر متعدل مكرس للحياة الدنيوية، يؤدي إلى استنتاج المثير للكأبة والقائل بأن الفن شكل لازدواجية الفرد، ولقد قال شخص ما ذات يوم أن الناس لو كانوا أقل ازدواجية بقليل، لكتبوا شعرا أقل، .. وازدواجية الكاتب تصنع، بالضبع، ازدواجية القارئ" ص20و21.
وهناك نصائح تتعلق بضرورة أن يكون الكاتب نفسه، ليس بمقلد أو مشابه لكتاب آخرين: "والفنان الذي يعتزم أن يكتب مسرحية أفضل مما كتب شكسبير، لن يكتبها أبدا، فباعتزامه القيام بهذا يكون قد دخل تنافسا، وما أن يتنافس، حتى تغشى عقله العتمة" ص21.
ويحدثنا عن ضرورة الخيال في العمل الأدبي: "...أنني بالطبع، أعرف الكثير من الحقائق عن الحياة الروسية بين عامي 191001919، لكني فقط بالتهويم في عوالم الخيال استطعت ابتداع اناس لم يسبق أن قابلتهم قط، أناس لم أرهم في حياتي مطلقا، ولكنهم كانوا بالتأكيد يبدون لي كما لو أنهم قد عاشوا ذات مرة" ص86.
أما فيما يتعلق بحالة الكتابة فأنه يلخصها لنا بهذا الشكل: "فالشيء الوحيد الذي يستطيع كاتب أن يفعله هو أن يصغي إلى الحياة، أن ينحني فوقها باهتمام، أن يراقبها، أن يسجلها" ص21.
وعن أهمية دور الأدب في المجتمع والأفراد يقول: "ليس هناك من شيء يمكنه باستمرار تذكير الإنسان بالكرامة الإنسانية أفضل من الأدب، ولكنه، لكي يفهم هذه الرسالة السامية، ينبغي أولا وقبل كل شيء أن يتذكر ما يتعلق بكرامته الخاصة" ص110. 
ويخلص لنا دور الكاتب بهذا الأمر: "والفنان الحقيقي يرى أن تكون مهمته الأهم هي أن يجسد في كلمات على نحو حيوي وحدة كاملة من الفكر والصور وأن يمارس تأثيراً فعلاً حياً في أولئك الذين هم على اتصال بعمله الأدبي أو الفني. وهنا فالقضية ليست قضية الوظائف المختلفة لظواهر الأدب بمقدار ما هي قضية توجيه للقارئ" ص38و39.
لكن ما هو الهدف من الواقعية، واقعية الأدب؟: "أن أدبا لا يأخذ بنظر الاعتبار السلوك الأخلاقي وإلى زيادة درجة حساسية الروح هو شيء لا يمكن تصوره" ص47.
أما الرمز فيفضل أن يكون بهذا الشكل من وجه نظر السوفييت: "إذ يجب أن يكون للرمز والشيء المرموز له شكل ما منطقي مشترك" ص25.
الكتاب من منشورات وزارة الثقافة والأعلام، الجمهورية العراقية، سنة الطباعة 1981، سلسلة الكتب المترجمة 109

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 82 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,637