جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الرفض في قصيدة
"قد طاف"
سامح أبو هنود
الرفض يأخذ أكثر من شكل، فمثلا يمكن ان تكون صيغة فعل الماضي التي نستخدمها، تشير إلى أننا ـ في العقل الباطن ـ نريد أن ننهي وجود وأثر هذا الشخص/الحدث/الفعل/الأمر بشكل مطلق، فلم نعد نتحمل وجوده، لهذا نتحدث عنه بصيغة الماضي وكأنه قد انتهى تماما من حياتنا، هذا ما افتتح به الشاعر "سامح أبو هنود" قصيدته:
" قد طاف في طول البلاد وعرضها
..............وأشاع شراً في الورى وضلالا"
فعل "طاف" ماضي، كما أن التفاصيل اللاحقة تشير إلى أن هذا الشخص أخذ حقه من الحياة من خلال: "طول البلاد وعرضها" هذا على مستوى المفهوم العام، فما بالنا عندما يكون هذا الطواف يحمل بين ثناياه الشر والاذية والخراب والموت للوطن والمواطن وللشعب وللأمة؟.
يستمر الشاعر في استخدام فعل الماضي من خلال "أشاع" فهو يريد "ولي العهد" أن ينهي عهد "ولي العهد" والأثر السيء والسلبي الذي أحدثه، والمتمثل في "الشر والظلال".
يكمل الشاعر الأفعال السيئة التي يقوم بها "ولي العهد" من خلال:
"وأتى الى "الظهران" يلبس زيفَهُ
................ .ورمى العباءَةَ خلفهُ واختالا "
نجد فعل الماضي "أتى، ورمى" وهما يشيران أيضا إلى أن هناك ميل عند الشاعر لينهي وجود "ولي العهد" ويتخلص منه، لهذا أقرنه بحالة "الزيف، ومختالا" فهو يقدمه لنا بصورة قذرة لنشاركه في موقفه من هذا الشخص السيء المحدث للشر وللخراب.
يستوقفنا الشاعر من خلال استخدامه صيغة فعل المضارع في البيت الثالث، الذي يقوم فيه:
"يُبدي الهوان أمام سيده الذي
................... أضفى عليه مهابةً وجلالا "
فهو جعل الفعل "يبدي" متعلق بسيد "ولي العهد" مرتبط به، لأنه ما زال "يبدي الهوان أمام سيده" فالشاعر يريدنا أن نشعر باستمرار الأذية التي يقوم بها "ولي العهد" بنفسه وبنا، وعندما استخدم فعل "يبدي وأضفى" قصد به "السيد" فالسيد فعليا هو يهابه ويتملق له "ولي العهد" وله مكانته وهيبته. لهذا استخدمت صيغة المضارع.
يقدمنا الشاعر أكثر من حقيقة "ولي العهد" من خلال قوله:
"أما هنا فأتى ليسرج خيلَهُ
..................للقدسِ واستل َّالخداعَ نِصالا "
نجد فعل المضارع أخذ يحل مكان الفعل الماضي، فقد أوصل لنا الشاعر فكرته عن "ولي العهد" ورفضه من خلال البيتين السابقين، كما أنه يريدنا أن نعلم ونعرف أن الأفعال الشريرة التي يقدم عليها "ولي العهد" ما زالت مستمرة ومؤثرة وفاعله من خلال صيغة المضارع.
الصيغة الثالثة التي يستخدمها الشاعر كانت فعل الأمر، وهل يعقد أن يأمر شاعر "ولي الأمر" ؟، اعتقد بأن مثل هذا الولي يؤمر ولا يأمر، لأنه:
"نم يا "ولي العهد" ربك قد عفا
.................... جنس النساء مشقةً وقتالا"
بهذا الخطاب يكون الشاعر قد قدم لنا حقيقة "ولي العهد"، لكن هناك مسـألة مهمة في هذا البيت والذي يليه، وهو أن هناك استحضار للرب الذي يستخدمه "ولي العهد" وزلمه لتحقيق وتبرير ما يقومون به من شرور، ففي هذا البيت نجد صيغة السخرية والتحقير معا، لكن في البيت الأخير نجد صيغة اليقين والإيمان:
"فالله قيّض حين أنشأ أرضها
.............. للذود عن أرض الرباط رجالا"
فالشاعر ينهي قصيدته بفكرة اليقين التي تعتمد على الإيمان وبحتمة الخلاص من أمثال "ولي العهد".
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية