جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الفرح المسروق في قصة
"شموع ليلية الميلاد
فاضل الفتلاوي
جميل ان يكون الأدب يؤرخ/يوثق ما يحدث في بلداننا، فالأدب أبقى وأكثر ديمومة من الخبر أو البيان الحكومي/السياسي، وفي حالة العراق وبعد الحروب الطاحنة التي خاضها من بداية القرن الماضي وحتى الآن، نجد أهمية خاصة للأدب الذي يتناول احداث الحرب.
في هذه القصة نجد الحديث يتمحور حول الإنسان أكثر منه حول الحرب، فغاية الأدب هو الكائن البشري وليس افعال الخراب والقتل، من هنا نجد الكاتب يحاول أن يتجنب الخوض في الأعمال الحربية، فهو في العقل الباطن يرفضها، لهذا نجده يقفز عنها قدر الامكان، وكأنه بهذا "التجنب" يريدنا نحن القراء أن لا نتأثر بسلبياتها، لهذا فضل عدم الخوض بتفاصيلها قدر ما يستطيع.
دائما للعنوان هدف وغاية، وهو المدخل الذي من خلاله يمكننا أن ندخل إلى النص الأدبي، "شموع ليلة الميلاد" يعطي مدلولا بالفرح والأمل، فهناك شموع في ليلة ميلاد "ماهر"، وعام جديد ينتظره. يبدأ القاص في الحديث عن الأجواء الاحتفالية التي تواكب هذه الليلة، "رغم إن هناك متسع من الوقت إلا إن الاستحضارات على أشدها لاحتفالية عيد ميلاده" مما يجعل المتلقي يدخل إلى تلك الأجواء الاحتفالية، وإذا ما توقفنا عند ما سبق، سنجد أن الأمر متعلق بإنسان، له أب، وله أم، وأصدقاء، وأحباء، وهذا ما فصله لنا القاص: "المرأة الاربعينية في أوج نشاطها والرجل منهمك في اعداد بطاقات المدعوين والمحتفى به على وشك الوصول، تناثرت الورود والهدايا في غرف البيت" إذن العلاقة الاجتماعية الإنسانية حاضرة في القصة، وهي الحدث الأهم في القصة، لهذا يركز عليها "فاضل الفتلاوي" أكثر من غيرها، فعندما سلط الأضواء على الأب والأم أرادنا أن نعرف بأن "ماهر" ليس مجرد فرد، بل له ارتباطات عاطفية،عائلية/اجتماعية/إنسانية.
من المفترض أن يكمل لنا القاص الاحتفالية التي بدأت، لكن هناك اتصال يأتي ل"ماهر" ويدعوه للالتحاق بالجبهة، "مكالمة وردت الى ماهر بالالتحاق فورا وقطع اجازته" وهنا تأخذ القصة منحى جديد، منحى آخر، ينتزع "ماهر" من أمه وأبوه وأصدقائه ليخوض حربا في: "وها هي الموصل التي تغيرت ملامحها كثيرا، أزيز الطائرات لا يهدا للحظة، أعمدة الدخان تتصاعد ،سوداء داكنة" هذه اجواء الحرب، التي يحاول القاص قدر الامكان أن يبعدنا عنها، فهو لا يريدنا أن نتأذى منها كما تأذى بطله "ماهر" فيعمل جاهدا على تقليل من مشاهدها قدر ما يستطيع، لهذا عندما تحدث عن استشهاد "ماهر" قال: "تحصنوا في دار نصف مدمرة، أكتشف موقعهم، فجر البيت، وسط الظلمة والدخان الكثيف استشهد ماهر" وتأكيدا على ميل القاص للأمل وللفرح جعل نهاية القصة بهذا الشكل : "وصياح وزعيق الاعداء يسمع بوضوح، حبسوا انفاسهم بانتظار الدعم الذي وصل اخيرا، تلمس عباس جثمان زميله الشهيد والليل في هزيعه الاخير، يا للهول هذه شموع في جيب ماهر...
اوقدوا الشموع حول جثمانه وراحوا يغنون اغنية الميلاد"
دائما للعنوان هدف وغاية، وهو المدخل الذي من خلاله يمكننا أن ندخل إلى النص الأدبي، "شموع ليلة الميلاد" يعطي مدلولا بالفرح والأمل، فهناك شموع في ليلة ميلاد "ماهر"، وعام جديد ينتظره. يبدأ القاص في الحديث عن الأجواء الاحتفالية التي تواكب هذه الليلة، "رغم إن هناك متسع من الوقت إلا إن الاستحضارات على أشدها لاحتفالية عيد ميلاده" مما يجعل المتلقي يدخل إلى تلك الأجواء الاحتفالية، وإذا ما توقفنا عند ما سبق، سنجد أن الأمر متعلق بإنسان، له أب، وله أم، وأصدقاء، وأحباء، وهذا ما فصله لنا القاص: "المرأة الاربعينية في أوج نشاطها والرجل منهمك في اعداد بطاقات المدعوين والمحتفى به على وشك الوصول، تناثرت الورود والهدايا في غرف البيت" إذن العلاقة الاجتماعية الإنسانية حاضرة في القصة، وهي الحدث الأهم في القصة، لهذا يركز عليها "فاضل الفتلاوي" أكثر من غيرها، فعندما سلط الأضواء على الأب والأم أرادنا أن نعرف بأن "ماهر" ليس مجرد فرد، بل له ارتباطات عاطفية،عائلية/اجتماعية/إنسانية.
من المفترض أن يكمل لنا القاص الاحتفالية التي بدأت، لكن هناك اتصال يأتي ل"ماهر" ويدعوه للالتحاق بالجبهة، "مكالمة وردت الى ماهر بالالتحاق فورا وقطع اجازته" وهنا تأخذ القصة منحى جديد، منحى آخر، ينتزع "ماهر" من أمه وأبوه وأصدقائه ليخوض حربا في: "وها هي الموصل التي تغيرت ملامحها كثيرا، أزيز الطائرات لا يهدا للحظة، أعمدة الدخان تتصاعد ،سوداء داكنة" هذه اجواء الحرب، التي يحاول القاص قدر الامكان أن يبعدنا عنها، فهو لا يريدنا أن نتأذى منها كما تأذى بطله "ماهر" فيعمل جاهدا على تقليل من مشاهدها قدر ما يستطيع، لهذا عندما تحدث عن استشهاد "ماهر" قال: "تحصنوا في دار نصف مدمرة، أكتشف موقعهم، فجر البيت، وسط الظلمة والدخان الكثيف استشهد ماهر" وتأكيدا على ميل القاص للأمل وللفرح جعل نهاية القصة بهذا الشكل : "وصياح وزعيق الاعداء يسمع بوضوح، حبسوا انفاسهم بانتظار الدعم الذي وصل اخيرا، تلمس عباس جثمان زميله الشهيد والليل في هزيعه الاخير، يا للهول هذه شموع في جيب ماهر...
اوقدوا الشموع حول جثمانه وراحوا يغنون اغنية الميلاد"
اعتقد أن النهاية السريعة جاءت لتؤكد أن القاص يريد أن يخرج ويخرجنا من الأجواء الحرب، ولهذا اختزل الأحداث المؤلمة وتقدم من جديد نحو الفرح عندما قال "اوقدوا الشموع حول جثمانه وراحوا يغنون اغنية الميلاد" من هنا يمكننا أن نقول أن مثل هذه القصة تحمل بين ثناياها دعوة لرفض الحرب، فهي مؤلمه لأبطالها ولراويها ولمتلقيها، وهذه الدعوة هي الأهم وأجمل فيما جاء في القصة.
القصة منشورة على صفحة القاص على الفيس بوك.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية