نسخة أخرى.... 
.....
تلك الفاكهة التي تنضج بين الظلال... لا تزال بعيدة المنال عن خطو تثاقل في اجترار آثار الفراغ.. في سلوك الزحام تتشابه طباع البقر الذي يتسلق مراعيه الكؤودة متخبطا بين كماشات يتحكم فيها قناع حديدي.. 
الرتابة تتأبطها مقاهي لتلهي بها فصول الغوص.... 
منابت الجلوس مسخرة بما أوصى به مارد الوخز.... 
والشاي ذالك الشراب المغلي في سعير الماء يتفجر من خلال فقاعات تركب البخار لترسم وجهها المخنوق لينسكب الشاي متعة ذائبة في سجال الزمن والهواء.... 
الشاي خلطة الحميميات المورقة في جنوح المتوارين خلف عنواين 
فلم يكن أبدا منوال قهوة تدق حصى اللحظة.. بخفة الحركة تحت سطوح الرتابات... 
الشاي خيمة تنبت على وجع الكثبان... تتريث نفسها في أغوار كلام... تتحاشى كؤوسه مغامرة العطش.... فتظل هكذا طقسا مستعصيا عن علن الزحام.... تتأصل أعشاب الحكمة بلزج الشاي المحموم... تتعاين بساتين الجوانح المصفدة.... تتلاقى شوارد الشعر من ترانيم عصافير صغيرة علقت في صراخ مكبوت..... الشاي يستفز عالم الشعور المنثور على سحنة الشوك الأرعن فهو يمتع نضج الكلام على تلافيف تعرق بخصاصها... فينتاب الخواطر دفئها الصاعد جرعة جرعة على سجية خيمة سكرت بنوم عميق .....
محمد محجوبي 
الجزائر