دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الحلم في
"ماذا لو"
"نور التوحيد يمك"
عندما تكون أحلامنا عادية، ليس فيها ناطحات سحاب ولا سيارات فارهة، ولا مركز رفيعة، ولا جنة الأرض أو الخلد، فهذا يعني أننا نعيش في حالة أقل من المتواضعة، لهذا تكون أحلامنا مشروعة وواجبة، فليس من المنطلق أن يستمر الإنسان في حال غير مقبول.
ما يلفت النظر في هذا النص أن اللغة والأسلوب والفكرة كلها منسجمة معا، فالأحلام/المطالب العادية جاءت بلغة عادية ليس فيها تجميل أو تحميل أكثر مما تحتمل، فالكاتبة تقرن الأداة ـ اللغة ـ بالفكرة/المضمون، وكأنها تقول هذه مطالبي وهذه لغتي لن تجدوا فيهما أي اختلاف، أي مغلاة، لأنها مطالب عادية وليست مستحيلة أو صعبة، تبدأ أحلامها:
"ماذا لو مارسنا الْحُلم ب ِافراط
تمحو أنت الحدودَ عن الخريطة
واهدِّمُ أنا الْجدارَ الاسمنتيِّ
طوبةَ طوبة" 
طرح عادي، الكاتبة لا تريد أكثر من التنقل بحرية في وطنها بعيداً عن الجدار والحواجز التي تعيق الحركة وتنغص على النفس، وما يحسب لهذه الحلم أنه يأتي نتيجة مجهود وتعب "تمحو، أهدم" وقد قدمت الكاتبة الفاعل فجعلته "أنت" المذكر ثم جاءت هي الأنثى لتضيف عملا آخر، وكأنها بهذا تشير إلى أنها تشعر بشيء يحد من حركتها، لهذا قدمت المذكر عليها. 
ونجد فعلها يأخذ طابع أصعب من فعل المذكر، فالمحو اسهل من الهدم، كما أنها لم تفصل فعل المحو فأضافت "الحدود عن الخريطة" بينما هي من ستقوم بهدم جدار الفصل العنصري "طوبة طوبة".
بعدها يبدأ الفعل يأخذ شكل التعاون المزدوج، هو وهي:
"تخيّل.
لو أسقطنا قصاص السّجن ِ
من قانون عقوبات المحتّلْ.
لو أعدنا للمدنِ
والقرى المكلومة أسمائها
الأولى" 
إزالة المعتقلات التي اقامها الاحتلال، وإعادة القرى المهدمة التي تم محاها المحتل من الوجود إلى الحياة من جديد.
إذا ما توقفنا عن أحلام الكاتبة سنجدها متعلقة بالمكان، بالأرض وليس بالإنسان، فلماذا تفعل هذا؟ ولا تقدم أحلامها تجاه/المتعلقة بالإنسان على تلك المتعلقة بالمكان؟
اعتقد بأن مشكلة الفلسطيني بالأساس متعلقة بالأرض التي سلبت منه وجعلته مشرد وطريد للمحتل، لهذا باستقرار المكان يمكن أن يكون هناك استقرار للإنسان الفلسطيني، وهذا يعتبر ذكاء من الكتابة التي اعطت المشكلة مسارها الطبيعي وأرجعتها إلى البداية عندما تم سلب الأرض من أصحابها لصالح المحتل.
لهذا بعد أن يستقر المكان ويأخذ وضعه الطبيعي تبدأ بالحديث عن الإنسان:
"لو جففنا سواقي دموع
اليتامى
وغرسنا في ثغور البائسين
حدائق ياسمين" 
نلاحظ أن عمليات المحو والإزالة والسقوط انتهت وبدأت عمليات البناء والتعمير، وهنا التعمير ليس لعمار المادي فحسب، بل عمار للإنسان أيضا، فهو متعلق بالأرض وبما عليها، كما أن البناء المطلوب والمقصود ليس مجرد صف كتل إسمنتية، بل عمار فيه جمال لهذا نجدها ذكرات "حدائق الياسمين".
تختم لنا "نور التوحيد يمك" أحلامها بهذا المقطع:
"ماذا
لو تمادينا في أمانينا
طردنا الغاصبَ من أراضينا
و غيّرنا أسامينا
أُسمّيكَ أنا فلسطين
تناديني ب نور القدس
تكون أنتَ لي وطنٌ
وأَمْنَحُك َشعور الأُنس" 
تؤكد الكاتبة على ضرورة استخدام القسوة مع المحتل من خلال فعل "طردنا الغاصب" ومن ثمة ممارسة الحياة العادية والطبيعية في فلسطين التاريخية.
"ماذا لو مارسنا الْحُلم ب ِافراط
تمحو أنت الحدودَ عن الخريطة
واهدِّمُ أنا الْجدارَ الاسمنتيِّ
طوبةَ طوبة" 
طرح عادي، الكاتبة لا تريد أكثر من التنقل بحرية في وطنها بعيداً عن الجدار والحواجز التي تعيق الحركة وتنغص على النفس، وما يحسب لهذه الحلم أنه يأتي نتيجة مجهود وتعب "تمحو، أهدم" وقد قدمت الكاتبة الفاعل فجعلته "أنت" المذكر ثم جاءت هي الأنثى لتضيف عملا آخر، وكأنها بهذا تشير إلى أنها تشعر بشيء يحد من حركتها، لهذا قدمت المذكر عليها. 
ونجد فعلها يأخذ طابع أصعب من فعل المذكر، فالمحو اسهل من الهدم، كما أنها لم تفصل فعل المحو فأضافت "الحدود عن الخريطة" بينما هي من ستقوم بهدم جدار الفصل العنصري "طوبة طوبة".
بعدها يبدأ الفعل يأخذ شكل التعاون المزدوج، هو وهي:
"تخيّل.
لو أسقطنا قصاص السّجن ِ
من قانون عقوبات المحتّلْ.
لو أعدنا للمدنِ
والقرى المكلومة أسمائها
الأولى" 
إزالة المعتقلات التي اقامها الاحتلال، وإعادة القرى المهدمة التي تم محاها المحتل من الوجود إلى الحياة من جديد.
إذا ما توقفنا عن أحلام الكاتبة سنجدها متعلقة بالمكان، بالأرض وليس بالإنسان، فلماذا تفعل هذا؟ ولا تقدم أحلامها تجاه/المتعلقة بالإنسان على تلك المتعلقة بالمكان؟
اعتقد بأن مشكلة الفلسطيني بالأساس متعلقة بالأرض التي سلبت منه وجعلته مشرد وطريد للمحتل، لهذا باستقرار المكان يمكن أن يكون هناك استقرار للإنسان الفلسطيني، وهذا يعتبر ذكاء من الكتابة التي اعطت المشكلة مسارها الطبيعي وأرجعتها إلى البداية عندما تم سلب الأرض من أصحابها لصالح المحتل.
لهذا بعد أن يستقر المكان ويأخذ وضعه الطبيعي تبدأ بالحديث عن الإنسان:
"لو جففنا سواقي دموع
اليتامى
وغرسنا في ثغور البائسين
حدائق ياسمين" 
نلاحظ أن عمليات المحو والإزالة والسقوط انتهت وبدأت عمليات البناء والتعمير، وهنا التعمير ليس لعمار المادي فحسب، بل عمار للإنسان أيضا، فهو متعلق بالأرض وبما عليها، كما أن البناء المطلوب والمقصود ليس مجرد صف كتل إسمنتية، بل عمار فيه جمال لهذا نجدها ذكرات "حدائق الياسمين".
تختم لنا "نور التوحيد يمك" أحلامها بهذا المقطع:
"ماذا
لو تمادينا في أمانينا
طردنا الغاصبَ من أراضينا
و غيّرنا أسامينا
أُسمّيكَ أنا فلسطين
تناديني ب نور القدس
تكون أنتَ لي وطنٌ
وأَمْنَحُك َشعور الأُنس" 
تؤكد الكاتبة على ضرورة استخدام القسوة مع المحتل من خلال فعل "طردنا الغاصب" ومن ثمة ممارسة الحياة العادية والطبيعية في فلسطين التاريخية.

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 71 مشاهدة
نشرت فى 12 مارس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

563,435