بحبوحتهم.... 
...
الرجل الذي يهرول في فراغ... نسي السكين الذي يقطع ركبتيه وراح يبصق في وجه الذباب الضائع... 
وحين باغته عزوف الهواء... تحسر على كفيه اللتين اكتوت بنار تصفيق... 
بينما أورق الخواء أوراقه الصفراء . واشتعلت رؤوس الصبية بحريق... يسترقون السمع من هالة رصيف انصرف متوحشا مخيفا.. فتحملت أكتاف النمل مصيرها باصطبار مميت ....
هنا وبين شقوق النكبات التي تأخذها ألسنة مصفدة تعيش الأنعام المسلوخة لأفقها المتجاسر... 
هنا تتثاءب دواب الانتظار بينها وبين الزمن لغز تحنط في خريف طويل ...
البحبوحة التي تقاذفتها أعين فولاذية انكمشت في حبر جريدة ورقية يتباهي بها رصيف منخور.. 
الرحلة التي ابتدعها دجال متهور في ساحات الخيول والفانتازيا ... لا تزال غامضة بين جبل بركان.. وبين بحر يحرم رغيف شبان ..
هناك فراشة وحيدة.. ترعى ربيعها في بهرج انزواء... 
بينها وبين الرحيق حكاية تشوق أشداق التراب الغريب... 
هي تتوارى في هيامها المرح على فوهة شروق ذابل... 
تلك الفراشة تمرق بحبوحتها شطر قناعة مغمورة خلف الرصيف الشحيح...
تعابث الفراشة عشق الموسم المتوارث.. 
بينما يظل الرجل الراكض يتغاضى ركبتيه.. ويبحث عن صوت جديد يتكتم عليه ذباب فيلسعه الزمان طالما بقي منهارا متخاذلا كفيفا . ....
محمد محجوبي
الجزائر