جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مناقشة رواية "كلام على شفا شفتين" في دار الفاروق
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق في نابلس تمت مناقشة رواية "كلام على شفا شفتين" ل"جميل عجوري" وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" فقال: لن أتحدث عن الرواية وإنما سأتحدث عن دور الناشر وما يجب أن يقوم به حيال أية نص يصدر عن دار النشر القائم عليها وكذلك عن أخطاء بعض الناشرين، إذ من المفترض أن يقوم بتصويب الأخطاء التي قد توجد في النص المنوي نشره إذ أنه لا يوجد نص يقدم لناشر يخلو من الأخطاء ولكن بنسب متفاوتة، كذلك على الناشر أن يقوم بعملية تحرير للنص حتى يفرغه من كل التشوهات التي يمكن أن تكون قد وردت فيه عن قصد من الكاتب أو دون قصد منه, لأن الكاتب وهو ينسخ نصه في أوقات كثيرة يكون محلقا خارج الأجواء المفترضة فيقع في مطبات على الناشر أن يخلصه منها , إذ لا يقتصر دوره فقط على تصحيح الأخطاء المطبعية والإملائية التي كلنا نقع فيها, ولذا فإن مهمة إخراج النص بصورة جيدة هي مهمة الناشر وليس الكاتب. لأنه المسؤول عن كل ما في الكتاب، وكذلك فإن هيئة التحرير تحرص على أن تراقب النصوص بحيث لا تقدم أن نص ضعيف، لا يصل إلى حد معين من القبول لدى الهيئة، لهذا أقول أن من هذا النص تتحمل مسؤوليته بعض الأخطاء فيه دار النشر.
ثم تحدث الأستاذ "سمير عودة" فقال: أننا أمام نص وطني فيه تكرار للعديد من الأحداث، هناك شريحة من المناضلين يأتون من الخارج لمساندة الفلسطينيين في نضالهم ضد المحتل، لكن حبكة العمل لم تكن موفقة، فهناك تشتيت عند الكاتب، وتركيب الشخصيات غير موفق بتاتا، من الطفل حتى الشيخ، وعندما تحدث عن المرأة المسيحية في النضال، لم يكن مقنع بطريقة تقديمه لها، كما أنه عندما تحدث عن "فلسطين" الفتاة المناضلة جعل أمها خائنة وعميلة للمحتل وهذا أمر غير مقبول بالمطلق، حيث أن لاسم "فلسطين" دلالة خاصة ولا يمكن القبول بأن تكون والدتها خائنة/عميلة، وحتى عندما قدم بطل روايته باسل" جعله شخصا متوحشا غير إنساني، وهذا يضر بصورة المناضل الفلسطيني، كما أنه كان غير موفق في اختيار ابطال الرواية وقد بالغ كثيرا في الاعمال التي قاموا بها، وأخيرا أقول في هذه الرواية أحيانا تجد نفسك تسبح في الماء وفي لحظة تجدها تسبح على الرمال.
أم الأستاذ "عمار خليل" فقد قال: إن أول ما ترى من أي رواية هو شكلها وعنوانها ، هنا في هذه الرواية يجذبك العنوان ، فترغب وبشدة بقراءتها ، والكشف عن سر هذا العنوان . الروائي هنا ، يقدم مقدمة خاصة يحاول تبرير ما لا يحتاج إلى تبرير ، فالكتابة هي حالة عفوية تنطبق من رغبة فكرية وواقعية ، ولعل هذه المقدمة كانت في غير محلها . يدخل الكاتب في عالم روايته بحدث مأساوي حزين ، قتل وإعدام وتشريد ، ومن الضحية هنا ، انه طفل صغير ، فتزداد المأساة قتامة وحزنا . اللغة في الرواية كانت حادة ، فكل الشخصيات تتحدث بنفس الوتيرة وبذات الطابق اللغوي ، نعم ، كانت اللغة متينة ، ولكن لم تكن انسيابية . تتسارع الأحداث في الرواية إلى حد عدم السيطرة الذهنية لدى القارئ ، ولعل الكاتب أراد التنقل زمانيا ومكانيا ، ليرسم في روايته مساحات تخدم روايته ، ولكن هل وفق حقا إلى هذا الهدف .؟؟ القضية الوطنية النضالية هي القلب النابض في هذه الرواية ، فمحورها يبحر في عمق الوطن ، ويستدعي الكاتب ابطالا من خارج الوطن ليبذلوا ويقدموا واجبهم العروبي والوطني ، وهنا في رأيي قد همش الكاتب الأبطال الحقيقيون في هذا الوطن وهم كثيرون ، فإفراد هذه المساحة الكبيرة في الرواية لهؤلاء الأبطال من خارج الوطن قد أثر سلبا على الرؤية الوطنية للرواية . الأسماء التي استخدمها الكاتب ، قد تعطي إشارة ومغزى اكثر من الاسم نفسه ، فمثلا ( ثكل ) والذي يعني لغويا الفقد ومدلوله الحزين ، فلا ادري أكان هذا ايجابيا أو سلبيا في الرواية ، واسم فلسطين تلك الرائعة الجميلة يصدمك الكاتب عندما تعرف أن أمها جاسوسة للمحتل ، وهذا باعتقادي خطيئة فكرية ووطنية على الرغم أن الكاتب يعرف جيدا ونحن أيضا أن فلسطين ضاعت بالتخاذل والخيانات . الكاتب يمتلك مشاعرا صادقة ، وكأنه يكتب الرواية من دمه ، ولكن هناك زلات للكاتب ، ولعل مصدرها الحرص لتوصيل الفكرة للقارئ ، وهذا لم يوفق به الكاتب ، فعلى الكاتب ان يحترم عقل القارئ ويترك له المساحة الكافية في التحرك في الرواية وما على الكاتب الا ان يبدع ما بين سطوره .
اكتب رسالة...
ثم تحدث الشاعر "جميل دويكات" الذي قال أن هذا العمل من أضعف الأعمال التي نوقشت، وكنا نتمنى على الكاتب والناشر الحضور ليستفيدوا من الآراء التي تناولت الرواية، فالخلل واضح في الرواية إن كان من خلال الأحداث المضخمة وتركيبة الشخوص العجيبة، فهم يبدون لنا وكأنهم أبطال الأفلام الحربية الامريكية.
أما الأستاذ "رائد الحواري فتحدث قائلا: "هنا خلل في الاحداث وحتى أننا؛؛ نجد هذا الخلل في الاسماء فكلها كانت اسماء توحي بالحرب والمعارك، ونجد كافة الشخصيات مارست العنف دون تمييز بين الصغير أو الكبير، الرجل أو المرأة.
وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة في يوم السبت الموافق 24/3/2018 مناقشة المجموعة القصصية "عشاق المدينة" للقاصة الفلسطينية "نزهة الرملاوي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية