جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
{{{{{{ شاعر وقصيدة }}}}}}
{{{شاعر هذا الاسبوع الاستاذ بكري دباس }}}}
{{{بقلم الاستاذ صالح أحمد }}}
شماتة
ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻤﺎ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒيَّ تَكَلَّما
مِنْ نَظْرَةٍ أضْحى الكَلامُ تَلَعْثُما
لَوْ ذُقْتُما مِمّا ابْتُليتُ مِنَ الهَوى
لَمْ تَشْمَتا في السِّرِّ مِنّي رُبَّما
لَوْ قُلْتُ لِلقَلْبِ الجَموحِ أما كَفى
ﻫﻴﻬﺎﺕ أنْ ألْقى لِقَلْبي مَلْجَماً
فَتَرﻭﻡُ طَعْني ﻓﻲ لِحاظِكَ طَعْنَةً
في مُهْجَتي حَتّى تُضَرِجُّها دَما
مازِلْتُ أرْجو وَصْلَهُ بَعْدَ النَّوى
فَمَضى الزَّمانُ وَلَمْ يَعُدْ بي مُغْرَما
ﻻ تَسْفِكَنَّ ﺩَﻣﻲ بِدونِ جَريرةٍ
قَلبي لِسَيْفِ غَرامِكُمْ قَد سَلَّما
ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻛﺎ بد ﻓﻴﻚ ﻣﻦ نارِ اللَّظى
ﺣرقًا ﺷﺒﺒتَ بِلاعجي فَتَضَرَّما
أنْتَ الَّذي مازِلْتُ أرْجو عَدْلَهُ
لَوْ طالَ بي جَوْرُ الزَّمانِ وَأظْلَما
ﺣﺎﺷﺎ لِحُسْنِكَ ﺃَﻥْ أُهانَ ﺑِﻈِﻠِّﻪِ
ﻭﺃﻛﻮﻥ مِنْ ﺃَعْطافِهِ مُتَألِّما
وَتَقَرُّبي يُضْني فُؤادي صَدُّهُ
هَلّا لإبْعادي تَرﺍﻩُ مَغْنَما
ﻣﺎ ﻛﻨت ﺃﺣﺴﺐ ﻗﺒﻞ ﺭﺅيَةِ ﻭَﺟْﻬِﻪِ
أنّي سَأحْيا في الهُيامِ مُحَطَّماً
ﻳﺎ ﻫﺎﺟﺮﻱ ﺁﻥ الأوانُ لِنَلْتَقي
رُحْماكَ لَوْ صارَ الوِصالُ مُحَرَّما
م.بكري دباس
:::::::::::::::::::::::::::::::::
لا أحد يمكنه أن ينكر أن شعر الحداثة قد فتح أمام الشعراء آفاقًا تعبيرية وإبداعية رحبة.. ومكن الشاعر من الانطلاق في آفاق حرية التعبير المنطلقة المتحررة من قويد الوزن والقافية والروي والتفعيلة.. وغيرها.. بحيث جعل الفكرة.. والكلمة هي الأساس.. وهي المنطلق والهدف معا.. وحمّل الكلمة مراقي التعبير كما حملها جمالية الجرس الموسيقي والحس النغمي والذوقي..
ولكن... وفي خضم هذا التنوع التجديدي والحداثي.. بقي للقصيدة العمودية.. القصيدة الأم والأصل العربية الجذور والأصول والفروع.. حضورها الطاغي.. ورونقها الآسر.. وموسيقاها ونغماتها الأخاذة.. التي جعلت القلوب تحن إليها.. وتطلبها.. وتتلذذ بتذوقها.. الأمر الذي اذي فرض ضرورة رقيها والتألق بها والتحيلق في فضاءات إبداعية وتعبيرية تليق بالعصر والزخم الشعوري والتعبيري.. وكانت مطواعة.. لأنها الأصالة التي احتضنت المعلقات.. والزهراوات (مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم.. كما احتضنت التنويعات الأدبي في العصور الإسلامية.. الموشحات الاندلسية ... كما تألق وتفنن من خلالها الأدب المهجري ليقدم لنا أروع الروائع.. هكذا بقيت القصيدة العمودية تتطور مع الزمان لتبقى الأصل الأجمل..
شاعرنا المبدع (م.بكري دباس) اتحفنا برائعة من الشعر العمودي .. اعتبرها نموذجا للقصيدة العمودية المتجددة عبر الزمان.. تتجلى فيها الروح الرومانسية.. إلى جانب الجزالة اللغوية.. مكللة بالموسيقى الطاغية لتفعيلة البحر الكامل (متفاعلن) الحماسية، والمتدفقة نغما وإيقاعا..
القصيدة على قصرها .. مكنت الشاعر من بث شكواه.. والتغني بعواطفه وشرح أحاسيسه وبث أمانيه بكل روعة واناقة تعبيرية..
إنها قصيدة غنائية راقية .. أتخيل أنها ستجد من يلحنها.. ويترنم بها من الملحنين المبدعين.. فهي تستحق وأكثر..
تحيتي لشاعرنا المبدع..
وكل التحية للأستاذة نفن.. وأسرة عشتار الراقية
على اللعهد نلقاكم
:::::::::::::::::::::::
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية