دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

( التحليق في المجهول. )
نشأت الطفلة ( روان ) في أسرةٍ ميسورة الحال… وكانت الصغرى بين إخوتها وأخواتها . لذلك فقد كانت محط إهتمام كل الإخوة إضافة للوالدين اللذين إعتنيا بها عناية فائقة… 
فدرجت بَين أفراد أُسرتها محاطة بكل الرعاية والحنان… وكانت كل طلباتها مجابة بدون تردُّد 
وهكذا وضمن هذا الجو الحميمي ترعرعت وهي تنظر للعالم الخارجي من خلال أهلها… وقد أصبحت في الجامعة وبقي جو الأهل هو المسيطر على وجدانها… حيث أنها فرضت على نفسها عزلة شديدة جعلتها تنطوي على ذاتها ولا تتفاعل مع أقرانها حتى ضمن الحرم الجامعي… 
وقد أطلق عليها زملاؤها وزميلاتها لقب يتداولونه فيما بينهم وهو ( المتكبرة ) وعلى الرغم من أن موقفها لم يكن مبنيَّاً على التكبُّر وإنما على عدم قدرتها على التكيف مع المجتمع الخارجي الذي رسمت له صورة في خيالها بعيدة كل البعد عن الحقيقة الحيَّة التي يعيشها ذلك المجتمع بكل مظاهر السلبية فيه من مجاملات كاذبة ونفاق مفضوح وهدر للكرامة في سبيل تحقيق المصالح الرخيصة عَلى حساب الكرامة والعزَّة والتمسك بالمبادئ السامية… 
مرَّت السنوات مسرعة وتخرَّجت ( روان ) من الجامعة… فأخذ العرسان يتهافتون عليها زرافاتٍ… ووحدانا… لِمَ لا… والفتاة جميلة ومثقفة وميسورة الحال… ومن أُسرة محافظة وهي شديدةالتهذيب والإحتشام… 
غير أن ( روان ) لم تكن ترى في أي واحدُ من الشبان المتقدمين لها صورة فارس الأحلام الذي نسجت صورته في خيالها… ذلك الخيال غير المرتبط بالواقع الحقيقي… 
وقد أخذ الوالدان يقلقن على مستقبلها في حال بقيت على موقفها الرافض لكل المتقدمين… 
وكانت تبرر رفضها بأنها لم تجد صورة والدها ولا صورة أخيها في أي واحد من المتقدمين لخطبتها… ولا حتى شيء من التشابه في الأخلاق والطباع… وأنَّها لا تستطيع أن تعاشر رجلا يبتعد في طِباعه عن الجو الذي نشأت فيه .
وفي إحدى المرَّات ذهبت برفقة والدتها لزيارة إحدى صديقات الوالدة… وكان لدى تلك الصديقة شاب شديد الذكاء روت له أمه قصة 
( روان )… فقال لها إبنها ( رامي ) هل تراهنيني يا أمي أنني أستطيع أن أستميلها وأجعلها مغرمة بي…? 
قالت أمه : يستحيل عليك ذلك… فقد تقدم لها من الرجال من هم أجمل منك بكثير وأكثر ثراءاًولكنها رفضتهم في الحال… فلما تميل إليك
قال لأمه : سوف تَرَين يا أمي 
وعندما دخلت ( روان ) مع أمها لبيت تلك الصديقة التي عرفتها بولدها ( رامي ) فقد إندهش بجمالها وأنوثتها وجاذبيتها الكبيرة… 
ولكنه تصنَّع عدم الإهتمام… وأخذ يحدثها بإستعلاء… وكأنَّها ليست بمستواه الفكري… 
وتصنَّع أن فتاة تكلمه على الجوال وهو يرد عليها بإستهتار متصنعاً عدم الحماس… الأمر الذي أثار فضول ( روان ) بل وغيرتها لتسأله 
ومن تلك الفتاة التي تكلمها بكل هذا الفتور وعدم المبالاة ?!!!
أجابها بإستهتار : إحدى المعجبات… وأردف بالقول : إنَّهُنَّ كثيرات… ولكنَّني لم أجد حتى الآن الفتاة المناسبة… وأضاف : يبدو أن الفتيات هذه الأيام كلَّهُنَّ سخيفات… 
إستشاطت ( روان ) غيظاً من إسلوبه المتعالى وكيف يتكلَّم عن الفتيات بهذا الإسلوب… ?!!!
فحاولت أن تناقشه بالأمر وأن تتوسّع معه بالنقاش… ولكنهُ إعتَذر منها قائلاً لها : أعتذر منكِ… عندي مَوعد مع فتاة جميلة جداً ومن عائلة غنيَة وهي دكتورة بالطب وتجري حالياً فحص الإختصاص… فأرجو أن لا تكون سخيفة مثل باقي الفتيات… وقبل أن يسمع جوابها كان قد إستدار للمرآة قرب الباب واضعاً قليلاُ من البارفام وغادر على وجه السرعة بدون أن يلتفت إليها .
وبعد مرور حوالي ساعة على مغادرة الشاب للبيت إتصل بأمه قائلاً لها : لا تقولي أنني من إتصل… ألم أكن أنا محور حديث ( روان ) لكِ أجابته أمه بصوت منخفض : نعم… ماذا فعلت للفتاة يا بُنَي .?!!!
قال : سوف أخطبها… وسوف توافق .
وتمت الخطوبة… والزواج ولا زالت ( روان ) لا تعرف بالخطة الذكية التي نفذها الشاب… وكان من ثمرتها تحرر ( روان ) من عقدة عدم التكيف فكان زوجها… وطبيبها …
فدرجت بَين أفراد أُسرتها محاطة بكل الرعاية والحنان… وكانت كل طلباتها مجابة بدون تردُّد 
وهكذا وضمن هذا الجو الحميمي ترعرعت وهي تنظر للعالم الخارجي من خلال أهلها… وقد أصبحت في الجامعة وبقي جو الأهل هو المسيطر على وجدانها… حيث أنها فرضت على نفسها عزلة شديدة جعلتها تنطوي على ذاتها ولا تتفاعل مع أقرانها حتى ضمن الحرم الجامعي… 
وقد أطلق عليها زملاؤها وزميلاتها لقب يتداولونه فيما بينهم وهو ( المتكبرة ) وعلى الرغم من أن موقفها لم يكن مبنيَّاً على التكبُّر وإنما على عدم قدرتها على التكيف مع المجتمع الخارجي الذي رسمت له صورة في خيالها بعيدة كل البعد عن الحقيقة الحيَّة التي يعيشها ذلك المجتمع بكل مظاهر السلبية فيه من مجاملات كاذبة ونفاق مفضوح وهدر للكرامة في سبيل تحقيق المصالح الرخيصة عَلى حساب الكرامة والعزَّة والتمسك بالمبادئ السامية… 
مرَّت السنوات مسرعة وتخرَّجت ( روان ) من الجامعة… فأخذ العرسان يتهافتون عليها زرافاتٍ… ووحدانا… لِمَ لا… والفتاة جميلة ومثقفة وميسورة الحال… ومن أُسرة محافظة وهي شديدةالتهذيب والإحتشام… 
غير أن ( روان ) لم تكن ترى في أي واحدُ من الشبان المتقدمين لها صورة فارس الأحلام الذي نسجت صورته في خيالها… ذلك الخيال غير المرتبط بالواقع الحقيقي… 
وقد أخذ الوالدان يقلقن على مستقبلها في حال بقيت على موقفها الرافض لكل المتقدمين… 
وكانت تبرر رفضها بأنها لم تجد صورة والدها ولا صورة أخيها في أي واحد من المتقدمين لخطبتها… ولا حتى شيء من التشابه في الأخلاق والطباع… وأنَّها لا تستطيع أن تعاشر رجلا يبتعد في طِباعه عن الجو الذي نشأت فيه .
وفي إحدى المرَّات ذهبت برفقة والدتها لزيارة إحدى صديقات الوالدة… وكان لدى تلك الصديقة شاب شديد الذكاء روت له أمه قصة 
( روان )… فقال لها إبنها ( رامي ) هل تراهنيني يا أمي أنني أستطيع أن أستميلها وأجعلها مغرمة بي…? 
قالت أمه : يستحيل عليك ذلك… فقد تقدم لها من الرجال من هم أجمل منك بكثير وأكثر ثراءاًولكنها رفضتهم في الحال… فلما تميل إليك
قال لأمه : سوف تَرَين يا أمي 
وعندما دخلت ( روان ) مع أمها لبيت تلك الصديقة التي عرفتها بولدها ( رامي ) فقد إندهش بجمالها وأنوثتها وجاذبيتها الكبيرة… 
ولكنه تصنَّع عدم الإهتمام… وأخذ يحدثها بإستعلاء… وكأنَّها ليست بمستواه الفكري… 
وتصنَّع أن فتاة تكلمه على الجوال وهو يرد عليها بإستهتار متصنعاً عدم الحماس… الأمر الذي أثار فضول ( روان ) بل وغيرتها لتسأله 
ومن تلك الفتاة التي تكلمها بكل هذا الفتور وعدم المبالاة ?!!!
أجابها بإستهتار : إحدى المعجبات… وأردف بالقول : إنَّهُنَّ كثيرات… ولكنَّني لم أجد حتى الآن الفتاة المناسبة… وأضاف : يبدو أن الفتيات هذه الأيام كلَّهُنَّ سخيفات… 
إستشاطت ( روان ) غيظاً من إسلوبه المتعالى وكيف يتكلَّم عن الفتيات بهذا الإسلوب… ?!!!
فحاولت أن تناقشه بالأمر وأن تتوسّع معه بالنقاش… ولكنهُ إعتَذر منها قائلاً لها : أعتذر منكِ… عندي مَوعد مع فتاة جميلة جداً ومن عائلة غنيَة وهي دكتورة بالطب وتجري حالياً فحص الإختصاص… فأرجو أن لا تكون سخيفة مثل باقي الفتيات… وقبل أن يسمع جوابها كان قد إستدار للمرآة قرب الباب واضعاً قليلاُ من البارفام وغادر على وجه السرعة بدون أن يلتفت إليها .
وبعد مرور حوالي ساعة على مغادرة الشاب للبيت إتصل بأمه قائلاً لها : لا تقولي أنني من إتصل… ألم أكن أنا محور حديث ( روان ) لكِ أجابته أمه بصوت منخفض : نعم… ماذا فعلت للفتاة يا بُنَي .?!!!
قال : سوف أخطبها… وسوف توافق .
وتمت الخطوبة… والزواج ولا زالت ( روان ) لا تعرف بالخطة الذكية التي نفذها الشاب… وكان من ثمرتها تحرر ( روان ) من عقدة عدم التكيف فكان زوجها… وطبيبها …
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. … .. سورية

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

563,884