دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

في اللحظة تلك، وأنا مُمدِّدٌ ظهري إلى جدار الأريكة، خمّنتُ أنّ هذه الشابّة لم يتسنّ لحياتها بعد أن تمتلئ بما يجعل منها نصّا غزيرا..هي فقط، تستسلم لروح مغامرة ما، أيّا كانتْ، كيفما كانتْ، لتستمدّ بعضا من معطيات جدوى وجودها.. هكذا هنّ كثير من الطّالبات و الطلاّب: في مثل هذه السنّ يقتحمن عوالم الآخرين نشدانا لطموح نزْوانيّ، تؤجّجه متعة تحقيق انتصار صغيرة ! شكل من أشكال المجد المتخيّل! 
انتهى الشّاي. دام ارتشافه أبعد من نصف ساعة، هيمن الصّمت كثيفا، تخلّلته ابتسامتان كانتا في الحقيقة، نشيدا صافيا في وجه تتخلّله الحياة بعنفوان بهائها الأوّل.. بادرتها:
إذن... راقني أن زرتِني هنا في منزلي..ها قد رأيت كم أنا وحيد.. 
ــ أشكرك سيّدي.. 
ـ الآن ... 
ـ ماذا؟ تودّ طردي؟
ـ عليك أن تعودي إلى منزلك.. أشعر أّني متعب ، وأرغب في النّوم..
ـ أنا أيضا متعبة.. أود" أن أستلقي قليلا هنا.لا أظنّك تمانع؟ 
ـ أين؟ هنا؟ عندي بمنزلي؟
ـ أجل.. هل يدعو الأمر إلى مثل هذا الارتباك؟ كأنّك لا تستطيع أن تقاوم؟
ـ امممْ.. أقاوم ماذا؟
ــ ههههه... بقائي.
ــ الأحرى أنّي لا أقاوم جواز بقائكِ لا بقاءك نفسه.
ــ لكنّي أفضّل البقاء. لا يعنيني جوازه أو عدم جوازه.
ــ أمّا أنا فيعنيني.. الوقت متأخّر. و أنا مرهق..
ــ في وسعك أن تنام. سأستلقي بجوارك على الأريكة المقابلة.,
ــ لا. لا استطيع فعل ذلك و شخص غريب بداري..
ــ لا تعتبرني غريبة، ببساطة..
ــ ................. 
ــ أجل، الصمت أفضل..استرخ. أعرف أنّك رجل متقدّم في السنّ. وأنّ سنّك مغمور بالذّعر و الألم.
ــ اسمعيني مليّا... لا أستطيع احتمال هذا الوضع.. ليس لديّ متّسع من الوقت لهزل النّهايات.. فأفصحي عمّا وراءك.
ـ البداية أيضا هازلة. ولكن، لا تخف. أعدك ألاّ أزعجك.. سأحاول أن أغفو فقط قليلا حتّى تتمكّن أنت من نيل قسطك من الرّاحة.. اهدأ و استرخ. عليك أن ترتاح حقّا.. 
كنتُ قد تعوّدت أن أنام ما بعد الظّهيرة إثر العودة من الجامعة لساعة أو ما يزيد. ولم أكن في تلك الأثناء مستعدّا لكسر نسقٍ ألفته.. لذلك فتحت التّلفاز و أبقيت صوته مُخفّضا. وقلت:
حاولي ألاّ تزعجي هدأتي.. 
ابتسمت، و أومأت برأسها أنها تذعن طاعة. 
هكذا استسلمتُ ثانية لشيخوختي. و ظلّت هيبتي بعدُ بمعزل عن الخمش. و كانت ابتسامتها الصّامتة رقراقة في عينيّ و هما تتراخيان. .حين استلقت على الأريكة المجاورة، كان جسدها موجاتٍ من نار و ماء تتدافق في ارتجاج، دون أن تخسر قطرة واحدة من وعائها..
________ 
سيف الدّين العلوي 
مقطع روائيّ
إذن... راقني أن زرتِني هنا في منزلي..ها قد رأيت كم أنا وحيد.. 
ــ أشكرك سيّدي.. 
ـ الآن ... 
ـ ماذا؟ تودّ طردي؟
ـ عليك أن تعودي إلى منزلك.. أشعر أّني متعب ، وأرغب في النّوم..
ـ أنا أيضا متعبة.. أود" أن أستلقي قليلا هنا.لا أظنّك تمانع؟ 
ـ أين؟ هنا؟ عندي بمنزلي؟
ـ أجل.. هل يدعو الأمر إلى مثل هذا الارتباك؟ كأنّك لا تستطيع أن تقاوم؟
ـ امممْ.. أقاوم ماذا؟
ــ ههههه... بقائي.
ــ الأحرى أنّي لا أقاوم جواز بقائكِ لا بقاءك نفسه.
ــ لكنّي أفضّل البقاء. لا يعنيني جوازه أو عدم جوازه.
ــ أمّا أنا فيعنيني.. الوقت متأخّر. و أنا مرهق..
ــ في وسعك أن تنام. سأستلقي بجوارك على الأريكة المقابلة.,
ــ لا. لا استطيع فعل ذلك و شخص غريب بداري..
ــ لا تعتبرني غريبة، ببساطة..
ــ ................. 
ــ أجل، الصمت أفضل..استرخ. أعرف أنّك رجل متقدّم في السنّ. وأنّ سنّك مغمور بالذّعر و الألم.
ــ اسمعيني مليّا... لا أستطيع احتمال هذا الوضع.. ليس لديّ متّسع من الوقت لهزل النّهايات.. فأفصحي عمّا وراءك.
ـ البداية أيضا هازلة. ولكن، لا تخف. أعدك ألاّ أزعجك.. سأحاول أن أغفو فقط قليلا حتّى تتمكّن أنت من نيل قسطك من الرّاحة.. اهدأ و استرخ. عليك أن ترتاح حقّا.. 
كنتُ قد تعوّدت أن أنام ما بعد الظّهيرة إثر العودة من الجامعة لساعة أو ما يزيد. ولم أكن في تلك الأثناء مستعدّا لكسر نسقٍ ألفته.. لذلك فتحت التّلفاز و أبقيت صوته مُخفّضا. وقلت:
حاولي ألاّ تزعجي هدأتي.. 
ابتسمت، و أومأت برأسها أنها تذعن طاعة. 
هكذا استسلمتُ ثانية لشيخوختي. و ظلّت هيبتي بعدُ بمعزل عن الخمش. و كانت ابتسامتها الصّامتة رقراقة في عينيّ و هما تتراخيان. .حين استلقت على الأريكة المجاورة، كان جسدها موجاتٍ من نار و ماء تتدافق في ارتجاج، دون أن تخسر قطرة واحدة من وعائها..
________ 
سيف الدّين العلوي 
مقطع روائيّ

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

563,914