جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بالأمس كانت
=========
بالأمس كانت للخيول صهيلها
نار وشرار تقدح حوافرها
سواد الليل وموضاء السيوف
تثير حمر كثبانها
اليوم ....ناطحات السحاب تعلو ...
أين صعلوكها
جاب عنترة البوادي
بعرضها وطولها
حتى الملك النعمان
أنصت لشعره وله أنصفا
وابن المهلل كان لبني تغلب
سيد وفارس قومها
وحرب البسوس أشعلتها
جليلة بذكائها
رحلوا ولا زالت أخبارهم
تنقلها الرياح
حين يثار غبارها
ها نحن اليوم
نعيش على ذكريات أطلالها
تذكرها أشعارنا والمديح
لمن يقطنوا قصورها
ونتناسى من روت دمائهم رمالها
وعلى رفاتهم
ليالي الأنس يقيمونها
وعند الشدائد يتغنون
ألم يكن هذا زماننا
نعم يا سادة القوم كان أما اليوم
انتم عبيدا على أرضها
تدوس أقدام العدا مهاجعكم
ولها تنحني جباهكم تذللا
عار عليكم ألا تذكرون الخنساء
هي وأولادها
قالت نحن لها
ودعتهم وسيوفهم تقطر دما
من أعدائها
ها هي اليوم تجوب السهول والجبال
وفي جوف الليل
في القدس تصلي في محرابها
تذرف الدموع وتناجي رب السماء
أن يكون حاميا لها
آآآآآآآآآآآآآه يا عهد
لو عاد الزمان
وسمع الخليفة منك وامعتصماه
لآتاك يا أيقونة فلسطين
بخيله محررا
ماذا أقول بعد
حرقوا منبر صلاح الدين
ولم تحركوا ساكنا
قتلوا الأطفال والشيوخ
حتى كتاب الله حرقوه
وتتطاولوا على الرسول محمدا (صل عليه وسلم )
وأنتم لندائهم أجبتم وأشعلتم
نارا في بني يعربا
أيتها الصحراء انبذيهم
كما طوت رمالك
مسيلمة الكذاب وبنو خيبرا
لا تبقي لهم قائمة
فهم أشد نفاقا
ولهم أقربا
.........................................
بقلمي الأديب د. رسمي خير
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية