دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

_ تفاصيل جسد _ 
------------
حبات المطر تلهو مع زجاج نافذة مهشم ، عصافير الدوري تأوي إلى أعشاشها ، وميض برق يطل من خلف جبل بعيد المنال ، صوت أغنية قديمة تطرق مسامعه من مكان قريب ، النافذة المقابلة مفتوحة على مصراعيها ، وربما لم يكن هناك زجاج يأويها ، شعر أشقر اللون يترنح مع نسمات خفيفة ، مد رأسه أكثر ، اتسعت حدقتا عينيه لتوها ، القميص الأصفر الشفاف يلوح على قارعة حدقة ، أطل الوجه الآخر ، خصر لا يشبه إلا عود بيلسانة عاشقة ، سواد ما لاح من بين ثنايا الثوب الأصفر ، لم تعد العينان تتسعان أكثر ، فما كان فوق جفون القمر يختصر جمال الكون بلمحة ، تعرجات جبل تداعب آهات رجل ، استدارة بطيئة كما سلحفاة هرمة ، تطل بعدها رابية خضراء اتشحت بالسواد ، الرجل يفرك عينيه بقسوة ، في تلك اللحظة اختفى الثوب الأصفر الشفاف ، بياض الثلج البلوري يعانق شغاف السماء ( يا للهول ) قالها بصوت متقطع الأوصال ، الأغنية مازالت مشتعلة قريبا من نافذته المهشمة ، الأسود أمسى عاريا ، التلال تلج تاريخ الأساطير ( إنها حورية المساء ... بل ربما آلهة !!! ) عاود الحديث مع نفسه ، عيناه مازالتا تتشبثان بتلك النافذة المفتوحة ، لم يسأل عن السبب ، فما كان يهمه إلا المشهد العاري ، المطر يزداد اشتعالا ، بينما تحضر مراسم الرعد الغائب ، الأنوار تخفت رويدا رويدا ، خلع الرجل نظارته الرمادية ، غسل عينيه برذاذ المطر ، عندما عاود النظر إلى النافذة ، كانت الشجرة العارية تبتسم بخجل أنثى ... 
-------------
وليد.ع.العايش 
-------------

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

564,231