جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( دُروبُُ مَهجورة )
مضى الرَبيعُ حَيثُ كُنٌَا في ظِلالِهِ نَلعَبُ
وتَقولي ... هَيٌَا لِتُدرِكني ... ومن خَلفِكِ أثِبُ
ومِن فَوقِنا زوجُُ من البلابِلِ
لَم يَزَل شَدوها في خَيالي يُطرِبُ
وبَينَ آجامِهِ الرَوض يَقفِذُ أرنَبُ
يَقضمُ الأعشابَ تارَةً ... وتارَةً يَثِبُ
ومِنَ البَعيدِ ... ثَعلَبُُ يَرقُبُ
غَزالَةُُ بالجِوار ... في الظِلالِ تَضرِبُ
قَد شاقَها النَوم ... فأسبَلَت جَفنَها
لكِنها قَد أيقَظَت َ سَمعَها ... تَتَحَسٌَبُ
وَحينَما مِنكِ أقتَرِبُ
أقولُ ... أدرَكتكِ ... فَتُسقِطينَ نَفسَكِ أرضاً
والرَياحينُ تَنحَني خَوفاً عَلَيكُ ... ومِنٌِي تَغضَبُ
كَأنٌَها تَهمُسُ في أُذنِ النَسيم ... وَتَعتبُ
كَم تَضاحَكتِ ... كَصَهيلِ مَهرَةٍ تَلعَبُ
يالَ أنفاسِها ... بَل يالشَعهرها
خُيوطُ شَمسٍ حينَما تَغرُبُ
كَيفَ أنساها ؟ وقَد ثَمِلتُ من خَمرِها
في الوَريدِ يَنسَكِبُ
إن لَوٌَحَت وَجهَها شَمسُ النَهار
تَنافَسَت في حَجبِها تِلكُمُ السُحُبُ
ما الذي بَدٌَلَ الرَوضَ يَنقَلِبُ ؟
كَأنٌَهُ من لَظى النيرانِ يَلتَهِبُ
غَرٌَدَت شُحرورَةُُ كَأنٌَها تَندُبُ
تَقولُ : غادَتَكَ ... بالأمسِ زارَتِ الرَوض
سألتها : بالأمس ؟؟؟ !!!
جاوَبَت : وهاهُوَ طَيفها الآنَ يَقتَرِبُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية .
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية