دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

غثاء الراحلين 
..............
لا أحتاج كل هذا الوقت 
كي أعلق خيبتي 
نبراسا على جسد المدينة 
يكفيني هذا الصمت 
وربما لا يكفي 
وقد اخترقنا الضجيج وفحيح القنابل
أين ذكراك المعلقة على جدائل الزيتون؟
لم كل هذا السراب 
لتصنع منه حبالا من سراب 
ومشنقة لكل العابثين بأشلاء الشوارع
الأرصفة كمائن الحمقى 
وأنت تحرسها برمش العين 
وتحرث وجنتيك بكل الدمع المستلب من نهر الفرات
كم نحتاج من مسير عقارب الوقت لنموت 
أو لنزرع إكليلا من الورد على قبرينا 
ونغرق في المدى المسفوح على قارعة الضياع
أترانا نرجع حيث كان يطربنا الشاعر البدوي على دوحة الميماس
أم ترانا نغرق في الموت أكثر من عظام جمجمة تداعى فارسها المقتول 
منذ كانت زنوبيا تشد رحالها لتحارب الإفرنج 
فنسيت بعض الثغور للريح المدلهمة روحها 
فتساقطت كل القلاع 
وارتدت سفائن البحر أثواب الحداد
..........
كم نحتاج من عبق الصنوبر 
كي تكف الجبال عن مقارعة الطريق
والطريق ما زال كافرا بكل محطة توصلنا حيث النجاة 
هل أعبر الخوف وحدي ليمطر الغيم المكتظ برائحة الدخان
أم أنت ما زلت وحدك 
لتصرخ في أشباح وهمك كي تفسح لك الدقائق قبل غرغرة أخيرة
لا تدع رغامى الوقت تنشج بالنحيب
الغربان ما زالت تحاصر بواتق الأفق 
حيث البعيد البعيد لا يقترب
ويصر على مباعدة الطريق
من منا ما زال الجسر الموصل بين حمص والبيادر 
بين عكا ..وبادية الشام.والرمق الأخير
لا تتشابك الطرقات
والصحراء تنفثنا مخيمات ..لا جئين
وما مازال الوقت مكتظا بنا ..وبرائحة التفاح 
ونحن مثل الرمل 
لا يدوّن إلا غثاء الراحلين

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

580,229