جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( غادَةُُ تَأبى حُلولَ الخَريف )
نَظَرَت من بِرجِها فَهالَها المَشهَدُ
غابُُ يَلُفٌُهُ الحَريق
في الأُفقِ بَريق ... والغُيومُ شَواهِدُ
هَبٌَاتُ ريحٍ شَدائِدُ
زَمجَراتُُ من الرُعود لَحنَها الحَزين ... تُنشِدُ
هَل تُراها لِلحَياةِ ... وروحها تُهَدٌِدُ ؟
فأغلَقَت أبوابَ بُرجِها قَد شاقَها التَمَرٌُدُ
قالَت في نَفسِها : يا بُؤسَهُ الخَريف ... كَيفَ يَزحَفُ ؟
يَأتي بالحُزنِ في جَوٌِهِ ... طُغيانهُ هَل يوقَفُ ؟
فَجُرحهُ في النُفوسِ ... لَم يَزَل يَنزفُ
هاتَفَتني ... وقالَت : لا أُريد الخَريف ...
دَعنا لِحُبٌِنا نَستَأنِفُ .....
وافَيتَها ... رأيتَها قَد تَمَلٌَكَها حُزنَها ... تَعكفُ
واسَيتها ... لِلخَريفِ جَمالُُ ... يوصَفُ
بَل جَمالَهُ بِزَعمي مُترَفُ
قالَت : وما وَجهُ الجَمال ... فالصَفارُ مُقرِفُ ؟
فَضَمَمتها إلى صَدري ... وهي تَرجفُ
فَأستَكانَت ... وأسدَلَت ليَ جَفنَها... بِرِمشِها تُرَفرِفُ
سَألتَها : والآنَ هَل لا يَزالُ الخَريفُ ... موجِفُ
قالَت : لَعَلٌَهُ ألطَفُ
قُلتُ في نَفسي : وَيحاً لِقَلبي حينَما يَعزِفُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية