جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قراءة في قصيدة " نثارات " للشاعرة الأردنية /جميلة سلامة
بقلم : ثروت مكايد
(4-؟)
تصور الشاعرة في قصيدة " نثارات " أزمة الإنسان المعاصر بل أزمة الإنسان في كل عصر ، ومدى الصراع الداخلي الذي لا يهدأ بين الفكر والسلوك أو بين المبدأ والواقع ..
إن جهد الإنسان أن ينبثق الواقع من المبدأ بحيث يكون ترجمة له ، وتلك حالة مثالية على أنها تتحقق لكن تمنع عوامل كثيرة من هذا التحقق ، وحواجز شتى ، وحجب ..
والبطولة في رفع هاته الحجز حتى يتحقق الواقع على صورة ما في الرأس من مبدأ عقد القلب عليه ..تقول الشاعرة في مفتتح قصيدتها :
" أمشي وتمشي معي كل احتراقاتي
في موكب العمر بين الأمس والآتي
شتان بيني وبين الجرح في كبدي
ضدان نمضي فلا ترتاح مرساتي
في لجة الحزن خاض القلب مؤتزرا
سر الحياة وما خبأت في ذاتي " ..
والإنسان في قبضة الزمن لا يستطيع منه فكاكا فهو أشبه بالأسير ..
ويحمل فوق عاتقه أمسه ..
الأمس الذي قد يظن احتراقه إلا أنه يحيا فينا يتنفس ويؤثر فليس رمادا فها هو ذا يمشي وتدب فيه الحياة ، ونعيش فيه قدر ما نعيش هذا الواقع بل نعيش في الوراء أكثر ..
وعالمنا العربي يعيش في ماضيه أكثر مما يعيش حاضره بل لا صلة له بالحاضر وينظر للمستقبل أو الغد كمخلص..
قد يجيء الغد بخير ..
هذا فقط كل ما يربطنا بالغد ..
ننتظر كما انتظرا جودو في مسرحية " صمويل بيكيت " على أن ما يفزع حقا فتلك الثنائية :
" شتان بيني وبين الجرح في كبدي "..
تمزق بلا نهاية ، وخلف الابتسامة يكمن بركان، وغربة نفسية ، ومداراة مفتعلة غير أن الزمن يمضي غير ناظر لهذا الاحتراق ..
ومن ثم فلا ترتاح مأساتي ..
وهو تعبير رائق رائع حقا إذ تصور الشاعرة المرسى وقد حل بها القلق ..
وبعد فهي نتيجة حتمية للصراع القائم الدائم ..
وهذه النتيجة هي تغير عبثي في الغاية ..
والغاية مرسى فإن هي تغيرت أو صارت هلامية دون ملامح فهو العذاب حقا ..
أو قل هي فوضى الهوية تلك التي يعاني منها وطننا العربي الجريح الذي لا يعرف له هوية يرتاح إليها فهو تارة يتجه شرقا ، وتارة غربا حتى بات لا يدرك إلى أي اتجاه يسير ومن ثم يتحرك حركة عشوائية متخبطة مما ينتج الحزن لضياع المرسى :
" في لجة الحزن خاض القلب مؤتزرا
سر الحياة وما خبأت في ذاتي " ..
غربة مرعبة ، وبحر متلاطم من أحزان ، وقلب واع بما يجري كمن يجري جراحة دون مخدر ..
والوعي في وسط غبي يفتت الكبد هما...
وإلى لقاء نكمل فيه القراءة .
إن جهد الإنسان أن ينبثق الواقع من المبدأ بحيث يكون ترجمة له ، وتلك حالة مثالية على أنها تتحقق لكن تمنع عوامل كثيرة من هذا التحقق ، وحواجز شتى ، وحجب ..
والبطولة في رفع هاته الحجز حتى يتحقق الواقع على صورة ما في الرأس من مبدأ عقد القلب عليه ..تقول الشاعرة في مفتتح قصيدتها :
" أمشي وتمشي معي كل احتراقاتي
في موكب العمر بين الأمس والآتي
شتان بيني وبين الجرح في كبدي
ضدان نمضي فلا ترتاح مرساتي
في لجة الحزن خاض القلب مؤتزرا
سر الحياة وما خبأت في ذاتي " ..
والإنسان في قبضة الزمن لا يستطيع منه فكاكا فهو أشبه بالأسير ..
ويحمل فوق عاتقه أمسه ..
الأمس الذي قد يظن احتراقه إلا أنه يحيا فينا يتنفس ويؤثر فليس رمادا فها هو ذا يمشي وتدب فيه الحياة ، ونعيش فيه قدر ما نعيش هذا الواقع بل نعيش في الوراء أكثر ..
وعالمنا العربي يعيش في ماضيه أكثر مما يعيش حاضره بل لا صلة له بالحاضر وينظر للمستقبل أو الغد كمخلص..
قد يجيء الغد بخير ..
هذا فقط كل ما يربطنا بالغد ..
ننتظر كما انتظرا جودو في مسرحية " صمويل بيكيت " على أن ما يفزع حقا فتلك الثنائية :
" شتان بيني وبين الجرح في كبدي "..
تمزق بلا نهاية ، وخلف الابتسامة يكمن بركان، وغربة نفسية ، ومداراة مفتعلة غير أن الزمن يمضي غير ناظر لهذا الاحتراق ..
ومن ثم فلا ترتاح مأساتي ..
وهو تعبير رائق رائع حقا إذ تصور الشاعرة المرسى وقد حل بها القلق ..
وبعد فهي نتيجة حتمية للصراع القائم الدائم ..
وهذه النتيجة هي تغير عبثي في الغاية ..
والغاية مرسى فإن هي تغيرت أو صارت هلامية دون ملامح فهو العذاب حقا ..
أو قل هي فوضى الهوية تلك التي يعاني منها وطننا العربي الجريح الذي لا يعرف له هوية يرتاح إليها فهو تارة يتجه شرقا ، وتارة غربا حتى بات لا يدرك إلى أي اتجاه يسير ومن ثم يتحرك حركة عشوائية متخبطة مما ينتج الحزن لضياع المرسى :
" في لجة الحزن خاض القلب مؤتزرا
سر الحياة وما خبأت في ذاتي " ..
غربة مرعبة ، وبحر متلاطم من أحزان ، وقلب واع بما يجري كمن يجري جراحة دون مخدر ..
والوعي في وسط غبي يفتت الكبد هما...
وإلى لقاء نكمل فيه القراءة .
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية