دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

قراءة في قصيدة للشاعرة/نجوى التوهامي.....كوالالمبور
بقلم : ثروت مكايد
(5-؟)
وكأن سائل سأل : أي فوضى تلك التي أحدثها الرجل في حياة المرأة حتى نصدق الدعوى ؟ ، فترد الشاعرة في السطر التالي مباشرة : 
" أوراقك المتناثرة بمقدرات الوقت " ..
ونسبة الأوراق إليه أي أن ما بعثر صبحي ليس من أفكاري أنا وأشيائي أنا وإنما هي أوراقك أنت ..
وليتها مرتبة وإنما هي مبعثرة متناثرة..
" متناثرة بمقدرات الوقت " 
هي إذن فوضى في الزمن والمكان جميعا ..
وتتابع الشاعرة تبيان الفوضى أو أثر المطر : 
" غليونك الذي رجعت إلى مصادقته حين عرفتني " ..
ولعلك تسأل ياقارئي : ترى أي سر جعله يعود إلى غليونه ؟ ..
وهي بعد ليست مجرد عودة وإنما مصادقة ورفقة ..
وفي هذا استغناء بالأشياء عن الإنسان..
ثم انظر إلى حجم الحسرة في تعليلها لعودته تلك إلى غليونه : 
" حين عرفتني " ..
وهنا تكمن أزمة علاقة الجنسين كما تغيم معرفتنا بالحب حتى إنه ليتمحور في العلاقة الجنسية فإذا تمت ، بعدا حتى تستدعيهما الشهوة وجوعة الجسد من جديد وهكذا دواليك في دائرة حسية غليظة لا يجدا فيها من نشوة ترفع النفس إلى آفاق تحلم بها وإليها تشتاق ..
والحب في أصدق تعريف له هو اكتمال بشري إذ يشعر المحب بالغنى عن الدنيا لأن الدنيا كلها لن تستطيع أن تحل محل من به اكتمالنا فثمة شخص واحد به نكتمل ونستغني وتأتي ساعتها لذة الجنس كثمرة لهذا الشعور ومن هنا فلا حد لهذه اللحظة الفريدة في حياة الجنسين وهو بعد - كما قلت مرارا - لقاء بين عقلين وروحين وجسدين وإلا جاء أشبه بالاغتصاب منه بحميمية السكن ..
وكان من المنطق أن تكون العودة بعد قطف الثمرة إلى الشجرة لا إلى الغليون ..
وفي استخدام الغليون هنا من البراعة لدى الشاعرة لتوحي أن البعد ولو إلى شيء يقتل فينا الحياة وذلك منتهى الفوضى ...
فوضى النفس والحواس إذ لا تدرك الضار مما ينفعها ..
أما سر العودة للغليون فهو العقاب ..
عقاب النفس على فعل تأتيه وثمة مجال للبعد لكنها - أي النفس - لضعف فيها لا تقدر فتأتي الفعل ثم تندم وتعاقب نفسها على الضعف بالغليون والفوضى ..
إن نجوى التوهامي هنا تنخر أعصاب الرجل وتغوص إلى أعمق أعماقه لتكشف لنا سره الدفين وعلة ما نراه بين الحين والحين ..
وإلى لقاء نكمل فيه الإبحار في عالم نجوى التوهامي الشعري والفكري جميعا .
" أوراقك المتناثرة بمقدرات الوقت " ..
ونسبة الأوراق إليه أي أن ما بعثر صبحي ليس من أفكاري أنا وأشيائي أنا وإنما هي أوراقك أنت ..
وليتها مرتبة وإنما هي مبعثرة متناثرة..
" متناثرة بمقدرات الوقت " 
هي إذن فوضى في الزمن والمكان جميعا ..
وتتابع الشاعرة تبيان الفوضى أو أثر المطر : 
" غليونك الذي رجعت إلى مصادقته حين عرفتني " ..
ولعلك تسأل ياقارئي : ترى أي سر جعله يعود إلى غليونه ؟ ..
وهي بعد ليست مجرد عودة وإنما مصادقة ورفقة ..
وفي هذا استغناء بالأشياء عن الإنسان..
ثم انظر إلى حجم الحسرة في تعليلها لعودته تلك إلى غليونه : 
" حين عرفتني " ..
وهنا تكمن أزمة علاقة الجنسين كما تغيم معرفتنا بالحب حتى إنه ليتمحور في العلاقة الجنسية فإذا تمت ، بعدا حتى تستدعيهما الشهوة وجوعة الجسد من جديد وهكذا دواليك في دائرة حسية غليظة لا يجدا فيها من نشوة ترفع النفس إلى آفاق تحلم بها وإليها تشتاق ..
والحب في أصدق تعريف له هو اكتمال بشري إذ يشعر المحب بالغنى عن الدنيا لأن الدنيا كلها لن تستطيع أن تحل محل من به اكتمالنا فثمة شخص واحد به نكتمل ونستغني وتأتي ساعتها لذة الجنس كثمرة لهذا الشعور ومن هنا فلا حد لهذه اللحظة الفريدة في حياة الجنسين وهو بعد - كما قلت مرارا - لقاء بين عقلين وروحين وجسدين وإلا جاء أشبه بالاغتصاب منه بحميمية السكن ..
وكان من المنطق أن تكون العودة بعد قطف الثمرة إلى الشجرة لا إلى الغليون ..
وفي استخدام الغليون هنا من البراعة لدى الشاعرة لتوحي أن البعد ولو إلى شيء يقتل فينا الحياة وذلك منتهى الفوضى ...
فوضى النفس والحواس إذ لا تدرك الضار مما ينفعها ..
أما سر العودة للغليون فهو العقاب ..
عقاب النفس على فعل تأتيه وثمة مجال للبعد لكنها - أي النفس - لضعف فيها لا تقدر فتأتي الفعل ثم تندم وتعاقب نفسها على الضعف بالغليون والفوضى ..
إن نجوى التوهامي هنا تنخر أعصاب الرجل وتغوص إلى أعمق أعماقه لتكشف لنا سره الدفين وعلة ما نراه بين الحين والحين ..
وإلى لقاء نكمل فيه الإبحار في عالم نجوى التوهامي الشعري والفكري جميعا .

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 18 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

557,720