دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

في خطاب حمورابي
أ إذا استعْصى المعْنى الأعْــلى وتَمنّعْ 
صارتْ كُنَهُ الأشياءِ ونُكْهتُها
طَوْعَ المعْنى الطيِّـعْ 
و انْســــــــاقَ الشّاعِرُ
في لوثاتِ العصرِ "السّاحرِ"
ينْبُشُ عنْ فكْرالزّمنِ الأنْصَعْ..
وانســــابَ العصرُ الأوْسَخُ يسْلَخُ 
روحَ الشّعْرِ 
ويفْسَخُ 
شِعْرَ الرّوحِ 
ويَنْسَخُ منتوجَ العِلمِ الأنجَعْ 
أوْ يفْتَحُ مجرًى 
نحوَ العَدَمِ الكونِيِّ الأوْسَعْ..
... ... ... 
ذا الشّاعِرُ مَنْ كان يرَى الآتــي
بِبَصيرَةِ وَحْيِ أوْ إبْصَار رسولْ 
مَنْ كان الشّهدُ شهيّا مِنْ رئـتيْه، 
إلى أفواهِ عطاشَى النّورِ، يسـيـلْ 
مَنْ كان يُضيءُ فِجاجَ البيدِ بِبيْتِ قصيدْ 
ذا الشّاعِرُ مَنْ كانتْ تصهلُ مِنْ شفتيْهِ 
خُيولْ 
ويهُدُّ حضاراتٍ حينا 
بوعيدِ
ويَقُدُّ حضاراتٍ حينا 
بنشيدِ
مَنْ كان تَفَهّمَ حمحمَة َ الفَرَسِ الشّاكي،
أوْ هدْهَدَ مُغْتَدِيًا، طيْرَ الوُكُناتِ متى تهْجَعْ ..
ذا الشّاعِرُ ينظُرُ للأشياءِ العمياءِ الآنَ
فـيَعمَى، أوْ يتصامَمُ حتّى يَصِمُّ
وهوالسّامِعُ و السِّمّيعُ الأسمَعْ ..
... ... ...
ها قَدْ فُتِحَ المِصراعُ على المِصْراعِ
على المَـصرعْ:
الشّارِعُ في بغداد وفي الأحوازِ رمادْ
وجميعُ الأشباحِ ـ الأحياءِ، الموتى،
الأنْصافِ بلا استِثناء
تحْتَرِفُ الموتَ، الرّقصَ، القتْلَ، الإنشادْ
والجوْقةُ تعزِفُ سوناتا الفوضى، 
والإنسانُ اللا ّإنسانيُّ النِّحْلةِ
يرْسُمُ عبرَ الموت
خطوطَ الآتي وتصاميمَ الأبعادْ
ها قَدْ فُتِحَ المِصراعُ على المِصْراعِ 
على المَصْرَعْ...
... ... ...
لا، ليسَ دماً ما يشْخُبُ مِنْ نهريْها، لا.
بلْ لونٌ آخَرُ يُشْبِهُ أصباغَ الأفلامْ
لا، ليْسَ الجاري في بغدادَ وفي الأحوازِ، 
حقيقة َ ما يجْرِي،
بلْ إخراجٌ وَصِناعة ُ وَهْمٍ أوْ إيهامْ 
لا، ليْسَ هديدَ حضاراتٍ، ما يُسْمَعْ
أيُظَنُّ بِرُوّادٍ الحرّيّةِ سوءًا أمْ يُرْتابُ
مِنَ "الفيديو قايمْ".
أوْ حتّى مِنْ طلعاتِ النّسْفِ
ومِنْ طَلَقاتِ المِدْفعْ 
شيءٌ ما. أشياءٌ شتّى تتشتّتُ كالأشلاءِ، هُنا،
و جَثامينُ القتْلَى تتامسُّ
فترتادُ الموْتَ وقَدْ ترْجِعْ..
... ... ... 
حَمّورابِي 
مِنّي ، مِنْ صوْتِ القتْلِ،
إليْكَ خِطابي..
حمّورابي:
العصْرُ تغيّرَ جدّا،جِدّا وحثيثا،
والقانونُ صَنيعة ُ أغْرابِ
حمّورابي، قَدْ رابَ دمُ الأعْراب
هلْ في رأسِكَ فِكْرٌ آخَرُ
أمْ بيْنَ الكفّيْنِ مِياهُ فراتٍ أصْفَى
أمْ بيْن النّهريْن لِصَرْعَى الغَدْرِ
مَساحة ُ مَشْفَى
أم في الوقتِ مساحَة ُ إسْعافِ الأنْصافِ
حمّورابي،
ادْخُلْ عصرَكَ واغْتَنِمِ المعنىَ المُمْتِعْ 
قدْ يوجَدُ للباقين هنا مَرتعْ... ...
__________ 
سيف الدّين العلوي
بعد غزو بغداد

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

558,318