دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

جغرافيا آهلة بالضوء
بأيّ خارطة أحْـتفِي؟
و عنْ أيّ خارطة أتغاضى؟
بها تزْخَر الأمْنياتُ الثقيلاتُ.. 
أكان المكانُ ـ كما عَــنّ ـ للعاشقين،
فسيحا وأجْوفَ؟ 
أم تُرى كنَزتْه بكلّ تفاصيلِ فنّ الغنجْ؟ 
ألا كم يضيق التصوّرُ لمّا يَفيـضُ المَدى !
***
أ كان الذي عند نافورة الحلمِ أنْثى؟
و ما هيّأتْ في الحدائق
أحبولةً من عبيرٍ؟
قـُلْ حفيف الغزالة ساكنةً
قبل فزعتها المشتهاة 
وقبل النّفيرْ..
كأنّكِ زهرةُ أوركيدَ في حُسنها
تحطّ حُـمولةَ أشـواقــها
في الفضاءِ المُموسَقِ، 
تنتضي خجلا وارفا
و هي تنـضو لآلئَها كالنَّدَى..
***
بأيّ خارطة احْـتفِي؟
و عن أيّ خارطة أتغاضى؟
خلفَها الماءُ يعزفُ في سُكرِه،
مشهدَ العنفوانْ..
خلفها الماءُ، من لهفة فائرُ.. فاترُ 
لائذ من نوافيره،بالصّعود.. 
مُمّحٍ ليّنٌ..شاردٌ كالدّخانْ..
حولها أصَصٌ من أزاهر
صاعدةٍ للذّرى في تَــدانْ..
كلّ ما حولها،بينها،خلفها،سامقٌ..
وأنا مترعٌ بالسّموق الغـبوقِ، 
متى عبّأتْ حيّزا فارِهًا، في دمِي
عوِتْ مُهجتي مِنْ جَــوًى أوْ نَوَى..
***
بأيّ خارطة احْـتفِي؟
و عن أيّ مدائنِها أتغاضى؟
لها بهْرج في الجسدْ..
لها جسدٌ مشرَبٌ بالرّموز
لهُ زخّة مِنْ شآبيب زغرودة المهرجانْ..
لهُ لغة منْ لُغًى طلسمٌ 
تفصحُ بالورد حين يبوحُ.. 
و بالماءِ إذْ يــتّقدْ..
***
لهفتي الآن، مخطوفة 
مثل فستانها، في الرّياح..
لهفتي الآن برقيّة الضوء، 
مثل أضوائها الصّاخبةْ:
مُحَيّـا فصيحٌ صبوحُ .. 
فمٌ فاح نعناعُ أنْفاسهِ،أمْ حَبْرةً يبتسمْ..
والتّرائب ملساءُ، مثل الحنين المليس إليها..
والقوامُ الرّخامُ الرّخيمُ 
دفقة تتفلّتُ من زحماتِ النّشيد
مغسولة بالنّغمّْ..
هنالك فوق المآبضِ
هفهفةُ الضوءِ مُـعْـشيةٌ..
و ثمّة عند البريقِ المُراق
شغـفٌ أشعَثُ أم ْحنينٌ ينوحُ..
وفي أسفل الثّوبِ، بارقةٌ خُلّبٌ خالبةْ:
إلى أين تحملني طيّة الثّوبِ منحسِرا؟ 
و الريحُ في طيّة الثوبِ جذْلى؟
بأيّ مَتاهٍ يُشرّدُني ما ينوءُ بهِ 
أبيضُ الجيدِ مُـنْتشيًا بالسوّاد ؟ 
وكيف تُرى تـتـفجّرُ أرجوحةُ الضّوءِ
في دغلٍ القلب..
توقد ذاكرةَ الخلْقِ
واللّهفةَ الغاربةْ ؟
ألا أيّها الضّوءُ..
أيّها الجسدُ البازغ بالجذلْ 
كنْ مرشِدي في المدى المرتبِكْ
كنْ بطلا في الأساطير ..
كنْ مُغويا في الكوابيسِ، مثل الأباليسِ
أو حالماَ بالطّهارةِ مثل مَلَكْ..
لقد صرتِ في قبضتي الآنَ ضوءًا و ضوْعَا..
وفي حوزة الشعرِ أنْ يُهَريقَ 
دمي في دمِكْ..
***
يجوز لنا أن نغُضّ حياءً .. 
ويمكنُ في عِفّتي أرتطِمْ.. 
و لكنّني لستُ أثْــــوِي هنا 
خافقات الحنينْ، 
ولا أطمسُ قافيةً 
من عطور دمي المزدحمْ..
-------------
ـ سيف الدّين العلوي ـ

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

564,841