جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
شام ....
ذات شروق مرت به كلمح البصر ...اشتم رائحتها الممزوجة برائحة الأرض التي غادرها منذ سنين .
امتد الوجع إلى قلبه الصغير ....اجتاح السواد مدينته ولف كل ما ومن فيها ....خرج منها وسار مع السائرين ....هرب البشر في كل الاتجاهات ...اختلطت الملامح وضاعت الصور ...
شيع بعينيه جنازات كل الشهداء في بلده وسئم سماع الحكاية ...
شارك كل الأمهات في دموعها وهي تودع أبناءها بين مهاجر ومفقود وشهيد ...
صرخ في كل المدى فلم يسمع صراخه تاه في زحام الصارخين ....
ساقته قدماه إلى ذاك المخيم الذي أقيم للاجئين أمثاله ...
طبعوا على جواز سفره كلمة لاجئ ....لم يدركوا أنها طبعت على سني عمره الباقية وأنها ستغير ملامح قدره ...
كالآلاف غيره التحف السماء ..ذاق قساوة الشمس وقيظها وعايش برودة شتاء لايرحم ...كل يوم يودع المخيم راحلا عنه يبتلعه التراب .....
بلمح البصر تغير القدر ترك الحياة وراءه ومضى يصارع الموت الذي يلوكه مع من حوله كل ثانية ....
ذات شروق عبرت بوابة قلبه المغلق من عصور .... مطبوع على جوازها كلمة لاجئة .....
شهد المخيم زواجهما ...علت أصوات زغاريد محمومة ممزوجة بمر السنين ...
مرت الأيام بسرعة وهاهي طفلته الأولى بين ذراعيه ...
- ماذا ستسميها ؟؟؟سألته النسوة ...
رفع صوته ليسمع الكون كله إنها شام ....في ملامحها يطل قاسيون ...وعيناها خضرة إدلب ...جبينها شموخ الشهباء ...في بساطة ملامحها عذوبة العاصي ....أنفها أنفة دير الزور ...في دمها رياحين الساحل ...
إنها شام ومن قال : إننا لن نعود ....؟؟؟
رفع صغيرته وصرخ للريح بلغيهم ياشام ....إننا عائدون ...بقلمي
المنيا ٢٣/ ٧ / ٢٠١٧ م
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية