جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أحْببْتُ جِنِّيَّةً !؟
................
وأنَا طِفْلٌ قالَ لِي الشّعَراءُ: *** "إنْ سكَنْتَ الْإشْراقَ قُلْ ما تَشاءُ"
فامْتَطَيْتُ الْأزْمانَ أبْحثُ عنْهُ *** وبَريقُ الْأضْواءِ مِنِّي ضِيــاءُ
رافَقتْني شمْسُ الصّبِيحةِ حُبّاً *** فاسْتَنارتْ مِنْ مُبْتَغاها السّماءُ
وإذا الْبدْرُ في اللّيالِي تَخَفَّى، *** في نُجومِ السّناءِ باتَ الْمَسـاءُ
هكَذا سِرْتُ سَيْرَ نُورٍ أنيقٍ***يزْدَهي في مَرْجِي الشّذَى والصّفاءُ
ثمّ جاءتْ جِنِّيَّتِي دُونَ وَعْدٍ، *** حينَها في الْقلْبيْنِ كانَ اللِّقـــاءُ
كسَواقي الرّبيعِ فيها حَياةٌ، ***والصّدَى ألْحانٌ، والْخَريرُ غِناءُ
في مَداها الْعَبيرُ مِنْ كُلِّ ورْدٍ، *** وَحْيُها فيهِ بسْمَةٌ وحَيــــاءُ
إنْ بَدَتْ تُبْهِرُ الْخَليقةَ دَهْراً *** بلْ دُهوراً، والْكَوْنُ فيها ثَنـاءُ.
قُلْتُ: "مَنْ أنْتِ يا رَنينَ الْأمانِي؟"**صمَتَتْ حيناً والْجَبينُ سَناءُ
ثمّ قالتْ: " قصيدَةٌ كالّتِي في *** صَدْرِكَ الْآنَ والشُّعورُ بِناءُ"
يا لَها مِنْ عَجيبةٍ ذات صَوْتٍ*** رائعٍ، والْأشْواقُ فيها حُداءُ!
سَكَنَتْ واحات الْفؤاد بِوَحْيٍ *** هائمٍ، فيه نَشْوَةٌ وَاخْتِفــــاءُ
وسَكَنْتُ الْعيْنيْن منْها بِنُورٍ***دافِقٍ، في الدَّيْجور كان الْمَضاءُ
وأنا الْيوْمَ بِالتَّخَيُّلِ أحْيا *** شاعراً، عاشقاً، يَقيني الْوَفــــاءُ
بِالْهُدى والْهَوى ونُبْلِ الْمَعاني***أرْتَقِي جَوَّالاً فيَأتي الْأداءُ
أرْسمُ الْإحْساسَ الْمُشَفَّرَ نَحْتاً***ناطِقاً، والْقَوْلُ الْبَهيجُ نَماءُ
مِثْلما قَدْ سَمِعْتُ ذات زَمانٍ؛***صُغْتُ ما أهْوى عازِفاً ما أشاءُ
ولْيَنَمْ أهْلُ الشِّعْرِ دُونَ اصْطِخابٍ*** إنَّما الْفَنُّ صانَهُ الشُّعَراءُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إمضاء : الأستاذ الدكتور بومدين جلالي – الجزائر.