دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

ليله مع ابليس
سر الظلمة والنور
الجزء الاول
جلس العجوز الوقور علي صخره كان معتادا للجلوس عليها بمحازاه شاطئ القناه
سلبه التفكير نعاسه فجلس يسترجع من ذاكرته سبعين خريفا وماض طويل امضاه في طاعه الله حتي اشتعلت راسه شيبا
كانت الليله مظلمه وقد خلت من ضوء .سوي بعض نجمات تناثرت في الكون البعيد لترصع رداء الليل الاسود فتزيده سوادا وقتامه
صمت مطبق يحيط المكان بهاله من الجلال والرهبه ولم يكن يقطع هدا الصمت الا نقيق الضفادع وصوت حفيف خافت ترسله الاشجار المتراصه علي جانبي القناة من اثر الريح التي تعبث بأغصانها لتغلف المكان بهاله من الرعب والرهبه
من خلف العجوز الوقور ينبعث ضوء واهن قادم من سراج نفطي معلق علي باب كوخه المتواضع المصنوع من الطمي والمسقوف بسيقان البوص وقش الارز.
داخل الكوخ المكون من حجره واحده لايملك صاحبنا الا اسفنجه ملقاه علي الارض عليها غطاء مهلهل وبجانبهما موقد كيروسين وبضع أواني فخاريه يجلب فيها الماء من داخل القريه كلما نفد .
لاشيئ اخر في ارجاء الغرفه الا الفراغ فصاحبنا لايعرف للترف سبيل
دقائق قبل الفجر حتي يدهب ليصلي بالناس فقد كان الامام الوحيد للمسجد الوحيد لتلك القريه دات الاقليه المسلمه التي كان غالبيه سكانها يعتنقون دينا اخر
علي شاطئ الترعه حيث جلس صاحبنا بدات الاشجار المتراصه علي الجانبين تهدئ من حفيفها حتي صار هادئا مريحا فكاد يسلمه هدا الحفيف الي النوم لكنه ظل يقاوم دغدغاته لجسمه باستعراض السبعون عاما التي امضاها كلها في طاعه الله
اغراه الصمت فطفق يحاور نفسه في امور ماذهب اليها احد وعاد سالما من رحلته
---- الي اين يا صاحبي ؟اتراك كنت تركض علي خطوط تمتد مابين الانهايات؟
-ماجدوي عمرك الذي انفقته محاولا الابحار خلاله لتفك طلاسم هدا الكون السرمدي؟
-هل هناك حقا نهايه لتلك الرحله الشاقه؟ ام انك كنت تبحر نحو الاشيئ؟
ها انت ذا قد وصلت الي منتهي العمر لتكتشف بالاخير ان الغايه من بدئك هي ان تنتهي
انفقت عمرك في طاعه الله لم تقترف يوما اثما ولا دنب
كيف جئت ؟ ولمادا جئت ؟والي اين ستدهب؟ولمادا ستدهب؟
ما الجدوي من وجودك؟-بالاحري ماسر وجودك؟ وما النفع من خلقك مادمت ستمضي؟
ولم تزل غربان افكاره السوداء تحلق داخل راسه حتي اسلمته الي بحور من الحيره واليأس
التفت الي كوخه من خلفه فبدا له كانما يراه لاول مره قاتما موحشا في وسط غلاله ضوء خافته تنبعث من سراجه النفطي
ابتسم باسي وسخريه مسائلا نفسه
- اتلك املاكك يا صاحبي؟ كوخ طيني؟ لم تستمتع يوما بزوجه وليس لديك اولاد يشيعونك عند موتك .انك ان مت الان لن يشعر بك احد حتي تنبعث لك رائحه
راح يقاوم الصوت المنبعث من داخله بكل ما اوتي من قوه
ياله من صوت اثيم قادم من اعماق الجحيم جاء ليسلبه اعز املاكه -(تلك السبعون الدي امضاها في طاعه الله)
وفجاه
وبينما هو غارق في بحور افكاره الخبيثه اذ بعمود من لهب محاط بدخان ازرق يمتد نحو يسراه
ظل خيط اللهب يتجسد ويتخذ ملامح ادميه .ـ أمعن التحديق بدهشه ورعب كاد يمزق اوصاله داخل هدا الخيط الدي ظل يتلاشي من حيث اتي ويتجسد حيث انتهي عن يسار الشيخ
اخيرا اصبح لخيط الدخان كتله وابعاد امعن الشيخ التحديق فلم يستطع الا ان يميز سوي انها ملامح ادميه توشك ان تتشكل
تملكه الهلع والرعب
انحني بذعر ورهبه الي الوراء
-يا الله أي شيئ انت؟
اعود بالله من الشيطان الرجيم
من تكون؟
ظل يردد بزعر
بربك قل ؟ من تكون؟
- صوت كفيح الافاعي يردد
-الا تعرفني؟
-بربك قل من تكون؟
- انا اللون الاسود من كل الاشياء .انا الظلمه -انا الشر - انا الفناء انا كل شيئ اسود في تلك الحياه
- يا الله لكنئك انت ابليس ؟
- نعم انا هو
- ويرد الشيخ الصالح بذعر مصحوب بغضب اذهب عدو الله الا تجد غيري لتأتيه؟
-ولماذا ترفضني وانا نصف الحياه ؟
- انت ابليس الا تفهم ؟ابليس
-نعم انا هو وقد اتيتك اجيبك عما كان يدور بخلدك الان
- انت؟انت من المضلين وانا من العاكفين المصلين
-نعم انا من المضلين لكن الم تكن تسأل الان عن جدوي وجودك ؟الم تكن من هنيهات تسأل عن الغايه التي ستصل اليها؟الم تكن تسأل عن كنه حياتك؟ ولماذا انت ولماذا انا؟
نظرا لطول القصه ساكتفي بهذا القدر
م/سعيد دعبس

المصدر: دار الرسيس للنشر
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2019 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,061