عملية التعلم لدي الطفل من أهم العمليات التي يتعرض لها الطفل في مرحلة الطفولة , لذلك يجب الإهتمام بهذه المرحلة و ما يؤثر فيها من عوامل و ظروف قد يتعرض لها الطفل.
و من العوامل أو المشكلات التي يمكن ان يتعرض لها الطفل ما يسمى " إضطراب التكامل الحسي" و يعرف أيضاً بما يسمى " إضطراب العمليات الحسية" .
و لكي نعرف ماذا يقصد بهذا المصطلح , نحتاج أولاً لمعرفة كيف يستقبل الطفل المعلومات و كيف يستجيب لها؟
فعندما يضع الطفل الصغير يده على كوب شاي ساخن نجد إنه يسحب يده بسرعة لشعوره بسخونة الكوب و يتعلم أن هذا الكوب الساخن لا يجب أن يضع يده عليه مرة أخرى.
هذا الموقف البسيط تخللته عمليات كثيرة و معقدة فالطفل رأى أمامه جسم إسطواني يشبه شيئاً يعرفه هو الكوب " التعرف على الشيء نفسه"
و يمد يده تجاه الكوب بالمسافة المناسبة بين الطفل و الكوب " تقدير المسافات عن طريق الرؤية" ثم يضع يده و يشعر بالسخونة " إحساس الجلد بالسخونة" و معرفة العقل أن هذه السخونة تحتاج إلى أن يسحب يده من الكوب ".
هذا جزء من العمليات الأولية التي يتعرض لها الطفل في هذا الموقف ...
فإذا أردنا معرفة العمليات بشكل مبسط يمكن القول أن المعلومات الحسية عن طريق الحواس تدخل إلى الجسم فتنقلها الأعصاب إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يقوم بترجمة هذه المعلومات ويحدد الاستجابة المناسبة لها و يترجم هذه الردود إلى إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى الأعضاء المراد منها الإستجابة المرسلة , فيقوم العضو بتنفيذ الإستجابة.
فإذا حدث خلل في أي خطوة من الخطوات السابق ذكرها نجد أن الإستجابة غير مناسبة للمثير , لأن العملية حدث بها خلل أثر على باقي الخطوات.
و يمكن معرفة هذا الأثر من بعض السلوكيات التي قد تبدو غريبة لدي الأطفال مثل :
- وضع الطفل يده على أذنيه عند سماع صوت عربة تسير في الشارع أو عند سماع صوت قلم رصاص أثناء الكتابة.
- بكاء الطفل بشدة عند إرتدائه لملابس معينة
- إنشغال الطفل بالمروحة أثناء الدوران بشكل يمنعه من التركيز على ما يدور حوله.
- عدم خوف الطفل من الأشياء الساخنة.
- عدم تقدير الطفل للمسافات مما قد يجعله احياناً يقفز من اماكن عالية يمكن ان تتسبب في إصابته بالأذى.
و هناك الكثير من الأمثلة على سلوكيات قد تبدو غريبة و لا نجد لها تفسير منطقي واضح أو سبب ظاهري.
هذه السوكيات تؤثر بشكل مباشر على عملية التعلم لدي الطفل ,حيث تمثل عائق أمام تعلم الطفل و إندماجه في البيئة التعليمية المتواجد فيها.
فلا يستطيع التواصل الجيد مع المربين و المدرسين و أيضاً مع زملائه داخل الفصل الدراسي و يجد صعوبة في تنفيذ الواجبات المنزلية و تبدأ سلسلة من المشكلات الأسرية و التعليمية لدي الطفل ، وبالتالي نجد صعوبة في فهم هذه المشكلات و التعامل معها.
وهكذا يمكن القول أن إضطرابات العمليات الحسية لدي الطفل لها تأثير مباشر و قوي على تعلمه الأمر الذي يحتاج إلى تدخل متخصص في معرفة هذه الإضطرابات و وضع خطة علاجية لها للتقليل من الأثار السلبية لها على الطفل .
و لمواجهة هذه المشكلة , يحتاج الطفل إلى تدريب متخصص للتكيف مع المثيرات البيئية بشكل تدريجي الأمر الذي يترتب عليه تفادي المشكلات السلوكية و الإجتماعية الناتجة عن الإضطرابات الحسية.
هذا التدريب يقوم على مجموعة من المتخصصين في كيفية التعامل مع المشكلات الحسية بطريقة علمية منهجية بإستخدام وسائل و أجهزة متطورة تعمل على تقديم المثيرات الحسية البيئية بشكل متلائم مع قدرات الطفل.
ساحة النقاش