أمل عبد المنعم
انطلق مهرجان العلمين في الدورة الثانية يوم الخميس الماضي، والذي يعد أكبر حدث ترفيهي تنظمه مصر على ساحل البحر المتوسط بهدف تشجيع الاستثمار في المدن الساحلية الجديدة وتنشيط السياحة في فصل الصيف، ويقام المهرجان بمدينة العلمين الجديدة تحت شعار (العالم علمين) ويشمل برنامجه الممتد حتى 30 أغسطس سلسلة من الحفلات الغنائية والموسيقية لفنانين من مصر وخارجها من أبرزهم محمد منير وعمرو دياب وتامر حسني وكاظم الساهر وماجدة الرومي.
وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المنظمة للمهرجان، قد أعلنت تخصيص 60 بالمئة من أرباح الدورة الثانية لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي وقت سابق أكدت إن المهرجان جذب في دورته السابقة نحو مليون زائر من داخل مصر وخارجها، ويهدف إلى مضاعفة هذا الرقم في دورته الثانية من خلال استحداث أنشطة جديدة، والمهرجان له تأثير دولي وإقليمي وإقتصادي وترفيهي وسياحي، قام بتحليله الدكتور إبراهيم جلال فضلون، أستاذ العلاقات الدولية والخبير الاقتصادي:
-ADVERTISEMENT-
وأكد فضلون أن المهرجان حقق نتائج عظيمة كأحد تجليات العقول المصرية وإبداعاتها، خلال نسخته الأولى وتتكرر في نسخته الثانية بلفت أنظار العالم بجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي كسبت احترام الجميع وخلقت حالة من الرضا الشعبي بتوجيه 60% من عائد المهرجان لأهالينا في فلسطين، موضحاً أن هذا يُثبت مدى التفاف الشعب المصري بمختلف فئاته وطوائفه مع القضية الفلسطينىة وما يحدث في غزة، حتى تعود سالمة وتسترد كامل حقوقها المشروعة.
وتابع فضلون أن ما يشمله المهرجان من مادة ترفيهية وسياحية ورياضية على أرض كان لها تاريخ حافل ثري مضطرم بالحوادث ومضطرب الأحداث، في عمق التاريخ العالمي، واليوم وفي ظل المفارقات العجيبة وأحداث حربي غزة وأوكرانيا خرجت لنا بفعاليات عنوانها "العالم عالمين"، كحدث ترفيهي لا مثيل له في الشرق الأوسط، مؤثراً على العالمين الدولي والإقليمي بعد مرور أكثر من ثمانين عامًا على "معركة العلمين" في شكل لقاء، قرب ما بين اجتماعين في ذات المكان ومقارب لذات الزمان ولكن مع اختلاف جذري.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى إن اجتماع مليوني ساحر وفق دعوة مصرية رسمية أصيلة تدعوها مصر بكامل رغبتها وحضاراتها التعددية المنفتحة لتتلاقى وتتلاقح مع ثقافات وحضارات أخرى غربية وشرقية وفضائية، لتجمع كل ذلك على أطلال الاجتماع الأول، مصححاً مساره في طريق السلام، بإحدى مدن الجيل الرابع، مشيراً إلى ضخامة المشروعات العالمية المقامة على أرضها وإنها أفضل المدن السياحية بالشرق الأوسط والتي تشمل مراكز تجارية عالمية وأبراج سكنية وسياحية أضافت لها بريقًا مذهلًا جعلها مدينة عالمية بامتياز، تكريسًا لثقافة السلام والمحبة والإيخاء ورفعًة للواء الفن بمختلف صنوفه وأشكاله، ودعمًا لقوة الرياضة وزخمها وتأثيرها.
وأردف فضلون أن المهرجان ليس قاصرًا على إبراز حجم ريادة مصر عالمياً فقط أو قاصر على ترويج الجانب السياحي فقط، بل هو قادم بما هو أفضل لأنه سيدعم اقتصاد مصر بقوة خلال فترة بسيطة باستثمارات وعائدات تقدر بـ6 مليارات دولار فقط من العائدات السياحية الساحلية، وسيسهم بشكلٍ مباشر في توفير فرص عمل موسمية لأكثر من 55 ألف شاب وشابة على مستوى الجمهورية، ويضم فعاليات تستهدف كل الأذواق والأسر المصرية، مؤكداً إنها خطة تنموية شاملة نفذتها الدولة المصرية في تنمية مدينة العلمين الصحراوية بمواصفات عالمية بدأت في أكتوبر 2016، وقام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مارس 2018 بالاحتفال بتدشين المرحلة الأولي، لتكون إحدى مدن الجيل الرابع، بعمق أكثر من 60 كم جنوب الشريط الساحلي، مما يدل على موقعها المتميز الذي سيحقق العديد من العوائد الإيجابية للاقتصاد المصري في الفترة المقبلة، كأول مدينة مُتكاملة في قلب الساحل الشمالي.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أنها مقصد سياحي، يتكون من عدة مناطق كمنطقة بحيرة العلمين (حي الفنادق)، ومركز المؤتمرات، والمنطقة الترفيهية، وغيرهم مثل الممشى السياحي بتكلفة تبلغ 2 مليار جنيه، وبمساحة 14 كيلو متر طولي، ومنطقة فنادق ومنطقة أثرية على شكل أبراج تضاهي أبراج دبي، بها 15500 غرفة فندقية، وتخطط الحكومة لتوفير نحو 25 ألف غرفة فندقية، موضحاً أن المنطقة الأثرية فتتكون من متحف مفتوح ومتنزه دولي ومنطقة ترفيهية وفنادق وخدمات ميناء، كما تضم العلمين مدينة تراثية على مساحة 259 فدانًا، لافتاً إلأى أن إشغالها من المُحتمل يصل بنسبة كبيرة إلى 100%؛ لوجود حفلات ترفيهية وفنية والعديد من الأنشطة الرياضية، وهو ما يُؤكد حجم إنفاق الزائرين داخل مدينة العلمين الجديدة في فترة المهرجان، و أن حجم الإنفاق المتوقع يبلغ كحد أدني 3 مليارات دولار.
وأشار فضلون إلى مشروع الداون تاون، المقام على مساحة 31 فدانًا، ويتميز بموقعه ما يجعله مكانًا مناسبًا للسياح من مُختلف دول العالم، مما سيوفر عموماً فرص العمل داخل مصر، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 70 إلى 80 ألف مواطن يعملون في هذه المنطقة، إذ تصل نسبة الأشغال بها من 95% إلى 100%، وهو ما سيستقطب المزيد من فرص العمل إلى مدينة العملين الجديدة، موضحاً أن كل ذلك انعكس ايجاباً بجذب الأنظار العالمية عبر تفعيل سياحة المؤتمرات وسينعكس أكثر على بفعاليات المهرجان على الاقتصاد المصري من خلال تحفيز قطاع السياحة، وزيادة التدفقات الأجنبية وزيادة فرص العمل، وزيادة عدد الوافدين لما يقرب من مليون زائر تقريبًا من جميع أنحاء الوطن العربي.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، على زيادة الوفود العرب إلى مصر لقضاء أوقات سياحية، مع استقطاب السياحة الأوروبية أيضًا بسبب التنظيم المبهر للمهرجان، خاصة أن 70% من السياحة العالمية تتدفق على سواحل البحر المتوسط، وهو ما سيجعل لمصر نصيبًا كبيرًا من الوفود العالمية ووضعها بشكل أساسي في خريطة السياحة العالمية.
ولفت فضلون إلى توقعات مؤسسة "فيتش سوليوشنز" حول السياحة المصرية، التي تؤكد أن عائدات السياحة ستبلغ مستوى قياسيًا عند 13.6 مليار دولار بزيادة مقدارها 17.7% مُقارنة بالعام الماضي، كما توقعت أن يقفز عدد السائحين بنسبة 46% خلال عام 2023 ليسجل 11.6 مليون سائح، متوقعة ارتفاع توقعات صندوق النقد الدولي، بشأن السياحة المصرية، إذ توقع أن تصل إيرادات قطاع السياحة إلى 14.2 مليار دولار خلال عام 2023/2024، إلى أن تصل بشكل تدريجي إلى 28.8 مليار دولار في عام 2027/2028، ومهرجان العام سيعمل على زيادة الإيرادات السياحية.
ساحة النقاش