راندا فتحى تكتب: على ماذا يراهن هؤلاء؟
الجمعة، 21 أكتوبر 2011 - 10:50
على عبدالله صالح رئيس اليمن
يتبادر إلى الذهن عند النظر إلى الوضع فى اليمن وسوريا، سؤال بسيط، على ماذا يراهن كل من النظام اليمنى والسورى؟ على ماذا يراهن هذان النظامان ليبقيا فى الحكم؟
هل يراهنان على مدى تحمل الشعوب لممارساتهما الوحشية، أم على تسرب الملل إلى النفوس من المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، لعل الأمر أبسط من ذلك ويكون الرهان معقوداً على كاريزما القيادات فى هذه الدول وقدرتها اللامتناهية على إقناع المواطنين بالعيش عقداً أو عقدين آخرين تحت مظلة حكمهما.
ألا يتعلم هؤلاء من التاريخ، ألم يروا أن الشعوب إذا انتفضت للمطالبة بحقها لا تستكن، ألم يعوا الدرس فى تونس ومصر وليبيا، ويدركوا أن الدماء التى سالت من أجل الحرية والعدالة لن تنضب حتى عودة الحقوق.
كنت كتبت فى السابق عن سياسة تفريغ الأرض من قاطنيها التى مارسها بشار الأسد فى سوريا عبر إبادة وترهيب سكان المدن المناضلة والمعارضة لحكمه، والآن يتكرر المشهد بتطابق ملحوظ فى اليمن، خاصة بعد عودة على عبدالله صالح إلى مسرح الأحداث، هذه العودة التى لم تزد الوضع فى اليمن الشقيق إلا دموية وإرهابا.
ففى وضح النهار يهاجم صالح وأتباعه المتظاهرين الأبرياء بالمدافع والقذائف التى تدك حناجرهم قبل بيوتهم، وفى مرأى ومسمع من العالم يعلن صالح الحرب على شعبه، لأنه تجرأ يوما وطالبه بالرحيل عن كرسى الرئاسة، هذا الكرسى الذى من المفترض أن يخضع لسلطة الشعب ولا أحد غيره.
أما سوريا التى أطلق فيها بشار يد الشبيحة وقواته المسعورة على المواطنين، أمست بين خيارين أحلاهما مر كالعلقم، إما استمرار مسلسل القتل اليومى للمتظاهرين أو القبول بعرضه وضع دستور جديد للبلاد، وكأن المشكلة فى الدستور وليست فى ضمانة تطبيق هذا الدستور.
من رأيى أن هناك احتمالين لاستمرار كل من على عبد الله صالح وبشار الأسد فى الحكم لا ثالث لهما، الأول أن يبيد كل منهما شعبه عن آخره أو على الأقل المعارضين له - وهم الأغلبية - وبهذا يضمن استقرار البلاد تحت إمرته لسنوات عديدة، أو أن يعثر كل منهما على قطعة منسية من الكرة الأرضية لم يقطنها أحد من قبل، ليؤسسا فيها حكمهما الرشيد، ويضمنا البقاء على كرسى الرئاسة لسنوات أخرى.
ساحة النقاش