الثورة .... والثروة
بقلم / سارة رمضان الإسكندرية – المعهد العالي بابو قير
عبر سنوات عجاف تعدت الخمسين عاما باستثناء بعض فترات الرئيس الراحل أنور السادات عاش المصريون على حلم التحرر بعدما أيقنوا أنهم يعيشون في غيابة استعمار داخلي من حزب تعامل معهم على أنهم عبيد بدء من الاتحاد الاشتراكي وانتهاء بالحزب الوطني المنحل ، وأصبح على المصريين أن يجدوا مخرج من جب الاستعمار الحزبي الذي لا يعني أعضاءه سوا جمع الأموال من دم الشعب المكافح الذي استسلم للبطون الجائعة في البيوت أو العشش وظل يلهث وراء رغيف خبز يسد به جوع يصرخ بأعلى صوته أو أفواه مفتوحة تبحث عن ابسط حقوقها في الحياة ، وبينما الوضع يتأزم على المصريين وبينما الآلام تزداد والجروح تتسع والكبت يملئ صدور الشعب المصري الكادح ، وبينما القلة تعيش في قصور وفلل ومنتجعات ويركبون أحدث السيارات ويلبسون أفخم الثياب غير عابثين بشعب يصرخ من داخله كفى كفى على أمل أن تخرج صرخته يوما إلى النور لتمحوا سنوات الظلام ، وكما قال الشاعر ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ، فالحزب الوطني أوهم نفسه بأغلبية ديناميكية وكذب على الشعب وصدق هو نفسه الكذبة فارتفع بخياله المريض إلى عنان السماء بينما هو في حقيقة أمره يهوى إلى قاع الأرض ، وما حدث في الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب 2010 لهو خير دليل على ذلك ، فلم يكتفي الحزب بالظلم بل أعلن انه ظالم وبلطجي وفتوة ويفعل ما يريده علنا ولسان حاله يقول (إلى يحب يتكلم يوريني نفسه ) فسلط الله عليهم خيالهم المريض وعقولهم الغبية وغرورهم المستوحش وأعلنوا نجاح الحزب في الحصول على نسبة 99 % من المقاعد في مجلس الشعب رغم السخط الكبير الذي ضرب مصر بأكملها من جراء التزوير وانسحاب اكبر حزب سياسي في مصر وهو حزب الوفد وتبعه اكبر جماعه منظمة في مصر وهى جماعه الأخوان المسلمين فكانت البداية ... بداية الانهيار ، واستكمل المخلوع مبارك مشوار النهاية عندما أعلن في الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى أن الانتخابات كانت نزيهة وأيضا عندما سؤل عن البرلمان الموازى الذي شكله مجموعه من أحزاب المعارضة والمستقلين ليردوا به على برلمان الحزب الوطني قال وقتها المخلوع ( خليهم يتسلوا ) فاسقط بيده آخر ورقة احترام من الشعب لرئيسة ليكون هو نفسه في مرمى غضب الشعب ، وبينما كان هو وأولاده وزبانيته يتسابقون لجمع الثروة قامت الثورة ، الثورة ضد الظلم والطغيان ضد القهر والحرمان ، قامت الثورة لتخرج الشعب المصري من غيابة الاستعمار الداخلي لتلقى بكل هؤلاء إلى غيابة سجن طرة ليذوقوا من نفس الكأس الذي أذاقوا منه الشعب وليعلموا كم كانوا جبابرة لا يعنيهم سوى جمع الثروة التي نسعى لاستردادها الآن بعدما قامت الثورة
ساحة النقاش