الشعب يُريد "تهذيب" العميد
من أخبار اللجنة الإخبارية <!-- begin all-iner --> أنتظرت حتى يُعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن عقوبة حسام حسن المدير الفني لنادي الزمالك على تصرفاته خلال مباراة القمة 107 التي جمعت فريقه بالأهلي في الجولة 27 من الدوري المصري وانتهت بالتعادل 2-2.
عقوبة الاتحاد المصري بحق حسام حسن أو "العميد" كما يحلو لجمهور الزمالك مناداته جاءت مخففة جداً ورحيمة جداً (ومحُلاة) ، حيث تم إيقافه لمدة مباراة واحدة دون توقيع أي غرامات مالية عليه "نظراً لما بدر تجاه المدير الفني للنادي الأهلي" حسب البيان الرسمي لاتحاد الكرة.
"ما بدر (من حسام حسن) تجاه المدي الفني للنادي الأهلي (مانويل جوزيه)" بكل بساطة يتلخص في ذهاب "جري" حسام حسن نحو جوزيه بعد أن أحرز دومينيك دا سيلفا هدف التعادل للأهلي في الدقيقة 83 من المباراة كما شاهد كل من تابع المباراة من داخل الملعب او عبر الفضائيات.
لا أجد أي تفسير لما قام به حسام حسن، فحسام كان معترضاً على عدم إخراج لاعبي الأهلي الكرة إلى خارج الملعب نظراً لسقوط أحد لاعبي الزمالك على الأرض، رغم أن حكم المباراة كان على أمتار قليلة من اللاعب وأشار باستمرار اللعب بعد أن كانت الكرة خارج الملعب حيث أحرز الأهلي بعد ذلك هدف التعادل، وأرجو مراجعة هجمة الهدف الثاني للأهلي لتتأكدوا أن الكرة كانت خارج الملعب "رمية جانبية" لحظة سقوط لاعب الزمالك على الأرض.
استغل حسام حسن هذه الواقعة واتخدها "حُجة" لافتعال أزمة تشوه المشهد الذي كان هو بطله قبل ثواني قليلة من بداية المباراة عندما ذهب وتوأمه إبراهيم إلى جوزيه والجهاز الفني للأهلي وتبادلا التحية الحارة في إشارة إلى الروح الرياضية الزائفة التي كانت تغلف المباراة، وفي النهاية خرجت المباراة لتحمل أسوأ مشهد يمكن لجمهور كرة القدم أن يراه في العالم.
حسام توجه إلى جوزيه للومه والاعتراض على عدم تطبيق الأهلي روح اللعب النظيف في الملعب، والأحق أن يوجه له اللوم والاعتراض هو الهولندي كيفين بلوم حكم المباراة، فلو كان الحكم يرى أن اللعب يجب أن يتوقف كان من السهل عليه إيقافه والكرة خارج الملعب، وحتى إن لم تكن خارج الملعب، فالحكم يملك سُلطة إيقاف اللعب في أي وقت بصافرته.
مع الوضع في الاعتبار أن حسم اعترض على شيء فعله لاعبي الزمالك في مباراة مع طلائع الجيش حيث سقط لاعب من الجيش على الأرض ومع ذلك واصل الزمالك هجماته على مرمى منافسه ولم تتوقف المباراة إلا بعد حوالي دقيقة كاملة. كما فعل الزمالك الشيء نفسه في مباراة الدور الثاني الموسم الماضي مع الأهلي عندما سقط بركات على الأرض من كرة سددها لاعب الزمالك في وجهه ولكن الأبيض أكمل الهجمة وجاء منها الهدف الثالث عن طريق محمد عبد الشافي في الدقيقة 79.
عصبية حسام "تاني"
في المقال السابق تحت عنوان "الدوري المصري لمين" وفي فقرة بعنوان "عصبية حسام وتصيد أخطاء الحكام" قُلت إن تراجع مستوى الزمالك وخسارته صدارة الدوري لصالح الأهلي بالتفريط في العديد من النقاط منذ استئناف بطولة الدوري عقب ثورة 25 يناير تسبب فيه حسام حسن نفسه لسببين، الأول هو عصبيته الزائدة التي تنتقل إلى اللاعبين داخل الملعب وتوترهم، وثانياً تصيده لأخطاء الحكام.
هذه الأسباب هي نفسها التي جعلت الزمالك يخسر فوزاً كان قريباً منه في القمة 107 على الأهلي.
من الناحية الفنية، الزمالك كان الأفضل في الشوط الأول من اللقاء بشكل كامل حيث أحرز هدفين وخرج متقدماً من الـ45 دقيقة الأولى 2-1، حيث استغل الزمالك خطأ جوزيه بالدفع بأحمد فتحي في الجهة اليسرى ومحمد بركات في الجهة اليمنى واللعب بأربعة مدافعين عن خط واحد بدون ليبرو، فتسيد الأبيض المباراة وخاصة من جبهته اليمنى عن طريق محمود عبد الرازق "شيكابالا"، وسجل أحمد جعفر الهدف الأول مستغلاً "سرحان" وغفلة دفاع الأهلي وارتباك شريف عبد الفضيل بالإضافة إلى خروج أحمد عادل عبد المنعم من مرماه. وجاء الهدف الثاني عن طريق حسين ياسر المحمدي صاحب هواية التسجيل في مرمى فريقه القديم الأهلي بتمريرة سحرية من شيكابالا أفضل لاعبي الزمالك هذا الموسم (على المستوى الفني وليس الأخلاقي)، بينما جاء هدف الأول من عرضية للنشيط بركات حولها المجتهد محمد ناجي "جدو" برأسه داخل شباك عبد الواحد السيد وسط متابعة خط دفاع الزمالك بالكامل.
الأهلي اندفع هجومياً في الشوط الثاني لتعويض فارق الهدف والعودة للمباراة، وأصلح جوزيه خطأه وحرك بركات إلى الجبهة اليسرى مع أحمد حسن (البديل)، ونقل فتحي إلى "موطنه الطبيعي" في الجهة اليمنى، ليلعب الأحمر بمثلث هجومي مكون من جدو والقاطرة دومينيك ومن خلفهما أحمد حسن تاره وبركات أخرى، وكانت هذه هي نقطة التحول الأولى بالشوط الثاني.
كان حسام قادراً على خطف الهدف الثالث باللعب على سلاح المرتدات خاصة في ظل تقدم أحمد السيد في الجبهة اليسرى لزيادة الدعم الهجومي لحسن وبركات، لكن العميد بدأ الشوط الثاني بإخراج حازم إمام لعدم لياقته من وجهة نظري، وسحب مهاجمه الوحيد أحمد جعفر في الدقيقة 71، ثم قضى حسام على حاسة الزمالك الهجومية تماماً باستئصال (رئة الزمالك) متمثلة في شيكابالا في الدقيقة 79 والدفع بالجزائري محمد عودية (قليل المستوى) بدلاً منه، وهذه هي نقطة التحول الثانية بالشوط الثاني أيضاً.
أما نقطة التحول الثالثة فكان بطلها حسام نفسه بما فعله بعد هدف دومينيك، "تمثيلية" حسام تسببت في إخراج جميع لاعبي الزمالك من تركيزهم قبل 7 دقائق كاملة من نهاية المباراة بالإضافة إلى الوقت الضائع الذي امتد إلى 7 أخرى.
وكان من الواجب على حسام حسن كمدير فني محترف يقود أحد أكبر الأندية المصرية والعربية أن في الدقائق المتبقية أن ينظم صفوفه لتكثيف الهجوم على الأهلي بغرض خطف الهدف الثالث الذي كان سيقتل المباراة ويهدي الفوز للأبيض، لكنه فضل أن يقوم بما فعله ليفسد المباراة، ويقضى على أعصاب لاعبيه، بل وأهدى فرصة ذهبية للأهلي للإغارة على مرمى الزمالك خلال الدقائق الأخيرة طمعاً في هدف ثالث يهديه الثلاث نقاط، ولكن حسام عاشور لاعب الأهلي أضاع هذه الفرصة على فريقه بتصرف "ساذج" عندما ضرب أحد لاعبي الزمالك بدون فاستحق الطرد المباشر ببطاقة حمراء من الهولندي بلوم.
تهذيب وإصلاح
(تهذيب وإصلاح)، أرى أن هذا هو ما يحتاجه حسام حسن حالياً، وكان يجب على اتحاد الكرة المصري توقيع عقوبة شديدة على حسام حسن لما فعله لعدة أسباب، أولها أن حسام لاعب كبير وقائد سابق لمنتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية 1998 و2006 قبل أن يتجه إلى مجال التدريب، كما أنه مدرب لفريق كبير مثل الزمالك، لهذا عليه أن يكون مثال يحتذى به للصغار والكبار أيضاً.
السبب الثاني، أن حسام إذا كان له حق الاعتراض بهذا الشكل غير رياضي بالمرة فليس من حقه توجيه اعتراضه إلى مدرب الفريق المنافس. فكما قُلت الأحق لحسام أن يعترض هنا على حكم المباراة، إلا إذا كان حسام قد ذهب إلى جوزيه لسبب آخر لا يعلمه إلا هو والبرتغالي.
السبب الثالث وهو الأهم أن التصرف الغير مسؤول من حسام حسن كاد يتسبب في كارثة داخل الاستاد بين جمهور الأهلي والزمالك أفظع من ما حدث في (فضيحة) الزمالك والإفريقي التونسي بدوري أبطال إفريقيا في إبريل الماضي، خاصة وأن مباراة القمة كانت على وشك التأجيل بسبب اشتباكات حدثت في ميدان التحرير قبل المباراة بأقل من 24 ساعة.
ولكن وعلى رغم من هذه الأسباب، لم يستطع الاتحاد المصري التغلب على خوفه الغير مبرر من حسام حسن وتوأمه إبراهيم، واختار توقيع عقوبة مخففة بجالونات من مياة النيل التي سيحارب عليها كل مصري في ما بعد على مدرب الزمالك ليفتح الباب بذلك أمام كل أعضاء المنظومة الكروية في مصر إلى إدارة أمورهم بسياسة الصوت العالي والإرهاب والعراك.
أخيراً...
مع كامل احترامي لحسام حسن كأحد أعلام الكرة المصرية، ومدرب شاب نجح في تطوير مستوى الزمالك خلال الموسم الماضي والجاري، لكنه لا يصلح بأي مقياس لتولي تدريب منتخب مصر على الأقل في الوقت الحالي، وقد يصلح لهذا المنصب المرموق مستقبلاً الذي يعتبر حلم حياته – حسب قوله – في حالتين، الأولى إذا "هذب" من نفسه وهدأ من أعصابه وتحكم في تصرفاته أكثر من ذلك و"تعقل".
الحالة الثانية، إذا أراد من سيأتي بحسام حسن ليجلس على مقعد مدرب الفراعنة أن يتم إيقاف مصر واستبعادها من المشاركة في كل البطولات والتصفيات الدولية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والإفريقي "كاف".
هذا الموسم...لاعبو الزمالك يتجاهلون سقوط لاعب من طلائع الجيش على الأرض ويكملون المباراة إلى أن أوقفها الحكم
الموسم الماضي...لاعبو الزمالك يتجاهلون سقوط محمد بركات على الأرض في القمة 105 الدور الثاني وعبد الشافي يسجل هدفاً
ساحة النقاش