هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

authentication required

 

علبة كبريت! .. قصة قصيرة

بقلم

محمود سلامه الهايشه M.S. El-Haysha

كاتب وباحث مصري

[email protected]

كان بخيلاً جدًّا، يضع القِرْش على القرش؛ لكي يجمِّد الجنيه، فلا يُنفق ما جمَّدَه إلاَّ لضرورة قُصوى، في الصباح يعمل محاسبًا في شركة خاصَّة، يذهب إلى محلِّه لِتَصليح الساعات في المساء، فكان يهوَى تلك المهنة جدًّا، ليس في المحلِّ إلا لمبة واحدة للإنارة، ذات ضوء خافت؛ خوفًا على فاتورة الكهرباء، يُشْعل الكشاف المركزيَّ حين يَشْرع في صيانة وإصلاح إحدى السَّاعات.

 

يخاف أن يَضع في جيبه مبلغًا كبيرًا؛ ليقع في يدِ زوجته أو في يد نشَّال يسرقه، صاحب طرُق غير تقليديَّة في إخفاء الأموال.

 

في ليلة ممطرة، الشارع خالٍ تمامًا من المارَّة، شعر بالقُشَعريرة، لم يدخل عليه زبون واحد، فقرَّر الإغلاق، والنومَ مبكرًا؛ توفيرًا للكهرباء والوقت، همَّ بالخروج من المحل، تذكَّر أن في محفظة النقود ورقةً فئة مائتي جنيه، أخرجها وأخفاها كعادته، بمجرَّد أن أغلق الأقفال، انقطع التيَّار الكهربي من شدة المطر، ففَرِح بقرار الغلق، قبل أن يصل إلى بيته، كانت الأقفال مفسوخة بيد أحد اللُّصوص المتربِّصين بالمحل منذ فترة طويلة، دخل وأغلق على نفسه الباب، أخرج من جيبه تليفونه الجوال، وحاول أن يجرِّب تشغيل الكشَّاف الكهربائي به، ولكنْ باءت كلُّ محاولاته بالفشل، فبدأ يتحسَّس المكان بيده حتَّى وقعت على طبق به شمعة، فقال لنفسه:

 - ها هي الشمعة، فلا بد وأن يكون هناك كبريت أو ولاعة.

 وقبل أن يَنتهي من كلماته حتى تمسك يدُه الأخرى بعلبة الكبريت، ففتحها، فوجد فيها ورقةً مع أعواد الكبريت، فلما أشعل الشمعة، تأمَّل في الورقة فوجدها المائتي جنيه التي خبِّأها هذا البخيل!

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 216 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2018 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,699,166