هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

 

رؤية تحليلية لقصيدة ( ثورة الارق ) لدوحة الشعراء عبد الكريم اللامي

---------------------------------

يطوف بنا الشاعر بين بساتين الشعر الغزلي ويحلق بنا فوق هامات الإبداع ويجسد لنا مشاهد الروعة والبهاء ويجعل أرواحنا تُغرد وتراقص أغصان الجمال الحسي فتثمل نبضات القلوب من الموسيقى الداخلية للقصيدة .

الشاعر عبد الكريم اللامي يزخرف الحروف وينقشها بعبقرية فذة على أستار كعبة العشاق فيمحو آثار جاهلية العشق المتراكمة داخل عقول من لا يفقهون أسرار الوجد والعاطفة الجياشة , بكل صدق نحن الأن نحتاج لمثل هذه الأشعار لأنها تسمو بنا في علياء وتجعلنا نهرب من ديكتاتورية ونازية زمن الماديات والاختراعات التي دمرت أحاسيس البشر.

لوحة سيريالية معبرة لها رونق آخاذ وبها جاذبية نيوتن حين تلامس أحداق العيون , تناسق بين المعنى والوصف المراد من الشاعر

تراقصت الحروف طربا وتمايلت على نغمات الإبداع حين استهل الشاعر وصفه لبسمتها ورتل آيات العشق في محرابها . غزل عفيف محبب للروح وبه جاذبية تشد أوتار القلوب كي تحيا في عوالم العشاق لتنهل أعذب قطرات الشوق وشهد الحنين .

تصوير فنان ولوحة راقية للمشاعر جادت بها قريحة الشاعر , فالشاعر هنا يأخذنا في رحلة خيالية لنرافقه في تلك السفينة التي جعلها توغل في صحراء النفوس المتعطشة للحب وجعلنا نتخيل أن تلك السفينة من الممكن أن تغرق بالرغم أنها لا تلامس الماء فهى توغل في الصحراء ولكن براعة الشاعر جعلتنا نتصور المشهد كما يراه هو , ويواصل الشاعر وصفه للحبيبية وكيف اصطفاها الله وهى المخلوقة مثلنا وتسائل الشاعر كيف يمشي الدرّ على الطرق مثل البشر . ما أجمل الحب حين يداهم قلوبنا فيجعلنا نرسم مانراه عبر أحلام اليقظة ونسطره على الورق.

 في قصيدة ( ثورة الارق ) نجد الشاعر يعزف سيمفونية الشوق ولحن الوفاء والجمال على أوتار الغزل فيطهر أسماعنا وأرواحنا من آنات الوجع وتمتمات الألم ويجعلنا نعيش في حالة اتزان واستقرار عاطفي نحلم ونتخيل ونعاين الحقائق المرئية من خلال الغوص بين أبيات القصيدة , الشاعر هنا يصنع شخصيته الأدبية من خلال حروفه الممتعه فهو يعلم جيدا إلى أين تتجه بوصلة قصيدته ويعرف كيف يحدد مسار قلمه الساحر وليس غريب علينا من دوحة الشعراء عبد الكريم اللامي أنا يأتينا بقصيدة غزلية معجونة بعبق الأصالة وجماليات الوصف البشري وعبقرية الرؤية البصرية المستوحاة من الطبيعة , أعلم يقينا أنني مهما كتبت ومهما أفردت من صفحات كي أدون فيها رؤيتي لتلك القصيدة لن أعطي شاعرنا المبدع حقه ولهذا ألتمس منه الأعذار لأن قلمي مازال يحبو على عتبات مدرسته ليتعلم أصول وفنون الشعر وجماليات الأسلوب البديع , إن دوحة الشعراء عبد الكريم اللامي من قلائل الشعراء الذي تتميز أشعارهم بالرومانسية المفرطة والموسيقى الحالمة والوصف الدقيق لخصال الحبيبة فيجعلنا نراها من خلال حروفه الممتعه , إن قصيدة ( ثورة الارق ) نمط جديد للإشباع الحسي والتجليات الفنية والأسلوبية المتطورة في مجال الشعر العربي , نحن الأن مع حبة جديدة وجميلة من مسبحة الغزل العفيف التي يهدينا إياها دوحة الشعراء عبد الكريم اللامي ...

ولقد آثرت أن أترك القصيدة كاملة كي يستمتع بها القارئ . تحية حب وتقدير ومودة لاتنتهي لدوحة الشعراء عبد الكريم اللامي .

والأن مع (  قصيدة  ثورة الارق  )

-----------------------------

  كالبدرِ..تُشعلُ ثورةَ الارقِ ..

   تضفي الجمال بكلِّ مفترَقِ

وتراقصت في الحسن بسمتها

  آياتِ   حسنٍ   غير   مختلقِ..

 عينيَّ.. َّ  غاصت  في  محاسنها

     حتى   بقيتُ     بآخرِ    الرَمَقِ

أوغلتُ  بالصحراء  في  سفني

  آخشى  على   نفسي من   الغرقِ.

كيف اصطفاك الله من تربٍ..؟

  فالدرّ   لايُمشي  على الطُرقِ  .!

 كرَمٌ…   تكرّمَ    في   مودتهِ

 القى  عليك   مكارمَ   الألقِ ..

كنتِ اختصاراً  للجمال وصار

 جمال   غيرك   غيرَ  مختلِقِ..

أنتِ.. الجلال لكلّ   فاتنةٍ

 عرجونةٌ  في   مكمن العَبقِ.

ورّثْتِ  كل الحسن من سعةٍ

      أبوابَ   رزاقٍ...   لمرتزقِ

حتى استعاضت عن نواقصها

   لمّا   رأتكِ   مواضع   الحَنقِ.

  بيضاء..  في الالحاظ ساحرةٌ

     أعطت   نواصعها  لكلّ نقي..

ركعت  إلى   أكنافِ  غايتها..

   ممنونةٌ    إشراقة     الافقِ.

تنسابُ  تيهاً  في محاسنها.

  اجفانُ   شيخٍ   سامقٍ  حذقِ..

تنوء..  عبئاً من شواردها

 آياتُ   ربٍ   خالق   الفلقِ..

عينيّ.. بليلٍ لاح ناضِرها

اشراقةً..   في كفرِ  منزلقِ.

ضلّت تهيم مع الفؤاد على

 ليلً.. يشابه  ساعة الغسقِ

تبكي عليها العينُ يوزعها.

شكراً جميلاً   قلبُ  محترقِ.

ترنو  عليها  العين  ناظرةْ

 كالارض ترنو هطلة  الودقِ.

سحرْ..غزاني صرت مفتَضَحاً

ماضلّ   سرّ   غير  منطرقِ..

مذ زار سيف جمالها مدني .

خطرٌ ..   تمكّن   بالغَ عنقي ..

بين البنان وطرف ناظِرها

يعلو. الجلالْ ك..طلةَ الشفقِ

-----------------------------

مع تحيات / جلال أمين

المنصورة

مصر

الاثنين الموافق / 4 - 6 – 2018

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 288 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2018 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,739,546