قصيدة "الظل الممدود" للشاعر د.محمد خيري الإمام
" ربما تبقى ذكرى رجل أهم من حياة رجال
إلى مريم و حبيبة
سوف تكفيكما ذكراه "
إلى روح صديقي الدكتور شريف صقر
واقف أنت في الظل
تهرب من بؤرة الضوء
لا ترتقي فوق ظهر سواك
لا تحب الضجيج
ولكن إذا تتكلم . .
تخرج بعض لآلئ روحك
تعصر قلبك حتى النزيف
ويسطع من نور وجهك بعض سناك
لا أكاد أراك وأنت المقيم جواري إلى مقعد الدرس
ترتاد مائدة الأدب المستديرة
صمتك أبلغ قيلا
فلا تقتفي أثر الكلمات
وترنو إلى سلم الحلم لامعة مقلتاك
سنوات الصبا شهدت قصتينا
جلسنا سويا إلى غرفة الأدب الجامعي
فكم كوب شاي قسمناه
كم غرفة قد نزلنا
وكم خطوة قد مشينا معا
ها أنا الآن أمشي وحيدا
وها قد ذهبت إلى مبتغاك
ما الذي كان يغريك أن تسرع الخطوات ؟
لماذا طموحك كان يطال السحاب ؟
أكنت تحس بأن القطار سريعا سيمرق ؟
أم كنت تسمع هذا النداء الخفي
فرحت تلبي نداك ؟
هدئ الخطو يا صاحبي!
واملأ الجو ضحكا
لماذا أرى ضحكاتك مكبوتة ؟
لكأني بك اليوم تمسح أحزانك البشرية
تسمو على مفردات البكاء
وتصعد نحو السما بجناحي ملاك
لم أزل ضيق الخطوات
وها قد وصلت صديقي إلى مبتداك
----------------
قصيدة "الظل الممدود" من قصائد ديوان "مراثي الكلمات الأخيرة" للشاعر الدكتور/ محمد خيري الإمام، والتي ألقاها في ندوة مناقشة الديوان بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، مساء الأحد 17 أغسطس 2014، الديوان ط1، 2012، ص63-65.
ساحة النقاش