دراسة سلوك المارة بشان التسلط باستخدام  منظور الأهداف المتعددة

EXAMINING CYBERBULLYING BYSTANDER BEHAVIOR USING A

A MULTIPLE GOALS PERSPECTIVE

بقلم  :

Sarah E. Jones

ترجمة الباحث / عباس سبتي

يونيو 2015

 

كلمة المترجم :

هذه الأطروحة تمت مناقشتها وحصلت الطالبة على درجة الماجستير في الآداب من كلية الاتصال والمعلومات  بجامعة كنتاكي " Kentucky " لعام 2014 بانجلترا ، ونقصد بكلمة " المارة " الذين يشهدون حادثة العنف بنوعيه التقليدي والالكتروني ، وقد نطلق عليهم " شهود العيان " ويعتبر المارة  المكون الثالث  من مكونات العنف بعد مكوني الضحية والمعتدي وقد ظهرت دراسات حديثة في الغرب تؤكد على دور المارة في حل النزاعات بين الطلاب وغيرهم ، ،  وفي هذه الدراسة أشارت الباحثة إلى تأثير هدف شاهد العيان على سلوكه عندما يشاهد حادثة التسلط عبر مقاطع الفيديو ،

وقمنا بترجمة بعض المقالات والدراسات بهذا الشأن وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  من أجل حل قضايا العنف في المدرسة ، الأسرة والمجمعات التجارية وغيرها .

 

الملخص : ABSTRACT

التسلط عبارة عن أي سلوك يقام به عبر وسائل الأعلام الالكترونية والرقمية من قبل الأفراد أو الجماعات بإرسال الرسائل  العدوانية والعدائية المتكررة بقصد إلحاق الأذى أو المعاناة  على الآخرين ، وهذه المشكلة واسعة الانتشار ، والمارة  يلعبون دوراً أساسياً في البدء والحماية  عند حدوث هذه السلوكيات العدوانية لكن حتى الآن تم تجاهلها في أدب التسلط ، ويعرف المارة في هذه الدراسة  أولئك الذين يشهدون حادثة التسلط عبر شبكاتهم الاجتماعية أو خارجها واستجاباتهم تتراوح بين التقاعس والتدخل ، والعمل عبر منظور اجتماعي بيئي وتبني نظريات الأهداف المتعددة فأن هذه الدراسة تركز على منهجية مجموعة التركيز ، ووجدت الدراسة أن مارة التسلط لهم تأثير على الضحايا والمعتدين من خلال الأهداف المتعددة والمختلفة مما أثر على اختيارهم للاستجابة السلوكية ، وتخدم أهداف وسلوكيات المارة في إنشاء وتصنيف خمسة أنواع من السلوك المارة : المارة البعيدون / الغافلون والمارة المسليون ( الهرج ) والمارة المتآمرون والمارة المحرضون غير مقصودين والمارة النشطون ، ومن خلال فهم دور المارة في قضية التسلط فقد طرحت الدراسة نظرية الاتصال والتطبيق العملي في تطوير جهود الوقاية والتدخل .  

المصطلحات : KEYWORDS

التسلط ، العنف التقليدي ، المارة  ، الأهداف المتعددة ، نموذج الاجتماع البيئي

الفصل الأول : Chapter One

المقدمة : INTRODUCTION

يعرف التسلط انه  إساءة متعمدة ومتكررة لتكنولوجيا الاتصال من قبل فرد أو مجموعة بهدف تهديد الآخرين  " Roberto &   Eden, 2010  " ، وأصبحت مشكلة خطيرة ، وقد كشف مركز "  Pew      " للبحوث أن واحداً من أصل ثلاثة مراهقين (32%) متورطين بشكل واحد من أشكال التسلط  "  Lenhart, 2010 " وهذه النسبة تتضاعف بسبب كثرة من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي " SNS " ، واعتباراً من ديسمبر 2012 نسبة (67%) من الكبار و(83%) من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 18-29 سنة) يستخدمون الشبكات الاجتماعية " Duggan & Brenner, 2013" ، عموماً (39%) من مستخدمي هذه الشبكات متورطين بحوادث التسلط " Lenhart, 2010 " .

مع تزايد استخدام تقنيات الاتصالات الرقمية تتزايد حالات التعرض إلى العواقب السلبية  ، يرتبط التسلط لفترات طويلة بقضايا نفسية ويمكن في نهاية الأمر قد يؤدي إلى تجارب مروعة للضحايا "   Sourander et al 2010 " ، ويحدث التسلط في سياق تفاعلي اجتماعي يضم : المعتدي، الضحية والمارة " O’Connell, Pepler, & Craig, 1999 " ، والمارة في العنف التقليدي هم على بينة بالعنف "  2010،  Swearer  " ،  وللمارة رأي نافع أو ضار على كل مكونات عملية العنف ، ومن الناحية النظرية فأن المارة  هم الذين يشهدون حوادث التسلط في مواقعهم الالكترونية وخارجها ولهم ردود أفعال تتراوح بين التقاعس والتدخل ، ويجب التنبيه إلى أن فكرة الأقران معفاة من هذا التعريف ، وعلى النقيض من  العنف التقليدي الذي غالباً يحدث في المدارس الابتدائية والمتوسطة لكن دخول الفرد عالم الانترنت واستخدام الهاتف المحمول يفتح المجال للمارة بمختلف الأعمار أن يكونوا من مجموعة الأقران أو خارجها .

بالمقارنة مع العنف التقليدي فأن التسلط يحدث بين مارة مجموعة الأقران الكبيرة بسبب طبيعة البيئة الالكترونية "  Slonje & Smith ,2008  " في البداية تظهر مجموعة المارة المساعدة المحتملة للضحايا ، وهذه المجوعة الكبيرة معروفة بانخفاض سلوكيات المارة المفيدة لديها "   Burton, Florell, Wygant ,2013 "،لأن زيادة أعداد المارة قد تزيد من احتمال سلوكيات التسلط  أو بعدم التدخل .

اقترح باحثون العنف التقليدي أن عدم تدخل الأقران في الرد على استمرار التعرض للعنف يعني أنه يزيد في وعي الشباب بتخفيف معاناة الضحايا " Cowie, 2000; O’Connell, Pepler, & Craig, 1999 " ، وعلى الرغم من أن الجمهور المارة قد يتكون من أعداد كبيرة من الأقران فان هذا التأثير يحدث في حوادث التسلط  وعلاوة على ذلك فأن هذا يعزز الاهتمام غير المباشر والمشاركة في تفوق المعتدي على الضحية "     Pepler, 1997 &  Craig " وفي المقابل فأن وعي المارة بدورهم وتعزيز موقفهم التعاطفي فأنه قد يخفف بشكل فعال حالة التسلط  ويقلل النتائج السلبية على الضحايا "   Salmivalli, 2010 "   .

 فهم أفضل لمارة التسلط قد يسهم في فهم نظرية الاتصال  فضلاً عن تطورات محاولة مكافحة التسلط ن وينطوي القسم الكبير في هذا الفهم بتحديد الأنواع المتعددة من سلوكيات مارة التسلط ، وقد أشارت الدراسات بشأن مارة العنف التقليدي إلى الاستجابات المختلفة  لكل منها لها آثار فريدة من نوعها على الجمهور المشاهدين والبيئة الاجتماعية  وطغيان العدوان "    2007, Craig & Pepler "  ومع ذلك دراسات التسلط ما زالت جديدة ولا تهتدي بالنظريات السلوكية ، وسلوك المارة أساساً قد أهمل إلى السنوات القريبة " Twemlow et al., 2004 " ، فأن الارتباط التجريبي بين سلوكيات مارة التسلط ، المعتدين والضحايا غير واضح ويحتاج إلى الدراسة ، والإطار النظري للتسلط  ليس كاملاً ودقيقاً ويوجز في فهم سلوكيات المارة ، وفهم أفضل لسلوك المارة ضمن النظام الاجتماعي يكون ضمن إسهامات عملية محتملة ، وأن تدخلات التسلط تعزز من خلال التركيز المنهجي لوقف أو إعاقة تفاعلات التسلط عن طريق استجابات سلوكية محددة لأن العنف التقليدي قد أظهر المواقف الداخلية للمارة الموالية للمجتمع وتعترض على العنف "   Pepler, & Craig, 1999 "،  ومفتاح التدخلات الفعالة للتسلط قد يمكن التلاعب بهذه المواقف بين مارة التسلط ، لذا هناك الحد من " التجاهل الجمعي " والتقليل من نتائج الإيذاء لجميع الأطراف " Salmivalli ,2010 "  وعندها فقط فان تدخلات التسلط تتحدى الوضع الراهن لثقافة الانترنت مما يعني تعزيز الإيذاء في أوساط الأقران "Pepler, & Craig, 1999 " .

تهدف الدراسة :

1-      تقديم تعريف  لمفهوم مارة التسلط  .

2-      تحديد أهداف مارة التسلط  .

3-      التعرف على أثر هذه الأهداف على مارة التسلط .

4-      تطوير تصنيف مارة التسلط  لاكتشاف الآثار المختلفة  لسلوكياتهم على أسس البيئة المعيارية القسرية .

من أجل تحقيق هذه الأهداف سوف يتم استعراض أدبيات العنف التقليدي والتسلط من وجهة نظر نموذج البيئة الاجتماعية (SEM ) في إطار عملية العنف المقدم ، ومن جهة أخرى سيتم  استخدام الإطار النظري للأهداف المتعددة لتوجيه ودراسة كيف تشكل الأهداف رسائل مارة التسلط وكيف تفسر هذه الرسائل ؟  ثم تصنيف المارة حسب استعراض أدبيات العنف التقليدي من أجل إعداد تحقيق وتطوير لتصنيف المارة على أساس أهداف مارة التسلط ، وأخيراً أن الأساليب المستخدمة في الدراسة  تشتمل على تحليل البيانات النوعية ومنهجية مجموعة التركيز  وتمت مناقشتها بالتفصيل مع الاهتمام الخاص من قبل دليل مجموعة التركيز  وتخطيط الترميز .

الفصل الثاني

Chapter Two

دراسة أدبيات العنف

A SURVEY OF BULLYING LITERATURE

العنف التقليدي : Traditional Bullying

فهم  التسلط يستوجب استعراض شامل للعنف التقليدي ، معظم دراسات العنف التقليدي تدرس الأطفال والمراهقين في مدارسهم الابتدائية والمتوسطة والثانوية  " Olweus (1996 " ،  من أحد أبرز الباحثين في مجال بحوث العنف التقليدي يعرف ثلاثة مكونات العنف :

1-      نية الضرر  .  2- تكرار الضرر .   3- اختلال توازن القوة بين المعتدي والضحية  . " Aricak et al.’s (2008 .

تعريف " Olweus " مختصر : إيذاء طالب بشكل مكرر من قبل الآخرين  ،  بالمعنى العام مراكز العنف التقليدي ( وجهاً لوجه ) من قبل مراهق أو مجموعة مراهقين الذين لديهم قوة ونوايا مسيئة لإصابة الجسد أو خلق المعاناة النفسية  "   Olweus, 2003 " ، المكونات الأساسية للتسلط  تختلف بطرق فريدة سوف نحصرها لاحقاً .

المعتدون " Bullies "  وفقاً لتعريف " Olweus (1977 "  من يحمل السلوكيات السلبية التي تحدث من خلال العدوان من أجل إيذاء الضحية  بشدة " Stephenson & Smith, 1989 " ، ويمثل هذا لإيذاء هدف المعتدي أو وقود لسلوكه   " Nansel et al., 2001; Olweus, 1993; Ybarra & Mitchell, 2004). Aricak et al. (2008 " .

الضحايا " Victims "  بعد استعرض أدب العنف التقليدي وأدوار الضحية المعقدة ، فأن الضحية ضعيف البنية  وانخفاض الثقة  بالنفس وخاضع للجاني وغير قادر على الدفاع عن نفسه  "   2012& von Marées " .

المعتدي الضحية " Bully-victim " يجمع بين دور المعتدي ودور الضحية من خلال الاشتراك في الإجراءات السلبية  أو اساتفزاز الجاني عن طريق الاستجابة والاندفاع للهجمات الأولية .

المارة أو شهود العيان "  Bystanders " يشكلون صورة المعتدي ، من التفاعلات الديناميكية بين المعتدي والضحية والجمهور المحيط بالحادث " Twemlow, Fonagy, & Sacco, 2004 " ، وتأخذ دراسة العنف موقفاً فريداً وجديداً عند دراسة المارة ، وفكرة هذه الدراسة  الاهتمام بهذا المكون الذي يصطلح عليه اسم " المتفرج، bystander "  الذي يشهد الحادثة بشكل سلبي ولا يتدخل "  Fischer, 2011 " .

هؤلاء هم من الأفراد المارة قد شلوا  بين " التردد والصراع " حول يجب أو لا يجب الاستجابة لحالات الطوارئ ولامبالاتهم هي نتيجة مباشرة لردود أفعالهم لتقاعس المارة الآخرين بدلاً  أن يكونوا أشخاص مقصرين على المستوى الفردي "    Darley & Latanè, 1968, p. 382-383 " .

على النقيض من ذلك فأن أدب العنف يعتبر كل فرد من الجمهور المحيط بالحادثة من شهود العيان ( المارة ) على الرغم من أن المصطلحات الدقيقة  غير متناسقة مثال : الشلة أو الأصدقاء ، الجمهور المشاهدين ، المتفرجين ، زملاء الفصل ، المارة ، النظم الاجتماعية والسياق الاجتماعي . التصورات  المتعلقة بشأن اشتراك المارة وتأثيرهم بالحادثة تبدو أيضا مختلفة ، بعض الباحثين أفادوا أن المارة هم :" على بينة من العنف"   Swearer, Espelege, Vaillancourt, & Hymel, 2010 " ، وبعضهم يرى أن هذه الصفة غير ملزمة " Cowie, 2000, p. 86 " ، وهناك من يفترض أن المارة  " نشطون ومشاركون في الحادثة أكثر من مجرد ملاحظين سلبيين " Twemlow et al., 2004 " .

ضمن العنف التقليدي فأن المارة يشبهون جمهور الأقران ، لاحظ " 2007,  Pepler  Craig and "  في الدراسات المتعلقة بالعنف التقليدي أن غالبية الأصدقاء الذين شهدوا حلقات الحادثة يتفاعلون ك" مشاهد " أو ك " متآمر " وهذا تعريف يطلق على المارة .

من منظور علم البيئة الاجتماعي هناك النموذج الاجتماعي البيئي ينطبق على العنف كأساس للمارة وفي جوهره يحمل هذا النموذج مفهوم السلوك البشري الذي يتكون من عدة مستويات من التأثير وهذه المستويات تتفاعل فيما بينها حتى تصبح ظاهرة " Sallis, Owen & Fisher, 2008 " ، ويعتبر هذا النموذج أن أسباب السلوك البشري منتشرة في كل مكان وتأثيرات هذا السلوك توجد في داخل الفرد وفي العلاقات الشخصية وفي المجتمع  ، وبالتالي لا يتأثر فقط الضحية والمعتدي بالحادثة وإنما شهود العيان أيضا يتأثرون بها على نطاق واسع في المدرسة والبيت والمجتمع ، ودراسة التأثير الواسع للعنف تظهر لنا أن الظاهرة تصبح تصوراً لطبيعة البيئة الاجتماعية حيث يكون للعنف عدة أسباب التي تؤثر على البيئات العديدة بما في ذلك على مجموعة الأقران ( المارة  ) وبالتالي التقييم الفعال للعنف في أي شكل  يصبح أكثر توافقاً مع نموذج التقييم متعدد المخبرين .

خصائص المارة : أهمية المارة في البيئة الاجتماعية أكدت عليها الدراسات المتعلقة باستجابات سلوك الأقران الذين شهدوا الحادثة ، ويمكن أن يتأثر الأقران لأية ردة فعل إيجابية مثل لفظية وغير  لفظية بشكل صارخ أو بمثابة تشجيع المعتدي أو سلبية مثل تحدي قوة المعتدي من خلال الوقوف إلى جانب الضحية "  2010, Hawkins, Pepler "  ومن حيث المواقف الداخلية فأن الأقران يتصرفون وفق هذه المواقف فيسمحون للمدافعين تحقيق موقف الأقران الإيجابي  "  DiBlasio, & Salmivalli, 2009" ، ومن خلال هاتين ردتا الفعل الأقران يستجيبون لردة فعل الإيجابي في تشجيع المعتدي من خلال  الاهتمام السلبي والمشاركة " Twemlow et al., 2004 " .

تردد المارة في ردود أفعال سلبية أو اتخاذ إجراء داعم يرجع إلى عوامل عديدة مثل الفروق الفردية ، زملاء الفصل تجاهل أساليب التدخل الفعال ، الخوف من الإيذاء والخوف من تفاقم العدوان والمكانة الاجتماعية للضحية والمعتدي "    Khoury-Kassabri, Benbenishty, Astor, & Zeira, 2004; Hazler, 1996 "، على أي حال تردد المارة يكون من خلال التدخل أو الإبلاغ عن الحادثة " Cunningham et al., 1998; Olweus, 1993 "،  وقد يؤدي إلى الانسحاب مع التعاطف أو الدفاع عن النفس " Salmivalli, 2008 ".

هذا التردد قد يعني تحيز سلبي اتجاه الضحية بسبب أن هذا العدوان يأتي من فشل الضحية في موقفه " Schuster, 2001;" ، وبالتالي يصبح المعتدون أكثر احتراماً بينما يصبح الضحايا منبوذين"  Hodges & Perry, 1999" ، مع ذلك القليل من يعرف عن مارة التسلط وبالتالي ترجع أوجه القصور في هذا الجانب إلى دراسات المستقبل لتقييم سلوكيات المارة

 التسلط عبر الانترنت : Cyberbullying

أوجه التشابه والاختلاف والتعريف : في كثير من النواحي أدبيات العنف التقليدي تقدم الأدلة وتمهد الطريق إلى معرفة التسلط ، والتشابه مثل التكرار ونية الضرر يمكن ملاحظتها " Mitchell, & Finkelhor, 2007 " ، وفي حين الاختلاف من عدم التماثل وغالباً يتم مناقشة مصادر قوة وشدة حادثة العنف ومكان الحادثة  ، وتشتمل أدبيات التسلط على الدراسات حول المضايقة والمطاردة والتحرش عبر الانترنت "  Finkelhor, 2006 " .

تصور ظاهرة التسلط يؤدي إلى اختلاف المصطلحات والتعريفات مثل استخدام الانترنت لإيذاء الآخرين بشكل متعمد ومتكرر من خلال الرسائل الالكترونية ، وشكل من أشكال المضايقة التي تحدث استخدام الاتصالات الالكترونية مثل البريد الالكتروني والهواتف المحمولة " Beran & Li, 2005 " .

ناقش " Tokunaga’s (2010 " في دراسة حديثة عن التسلط الحاجة إلى توضيح للمفاهيم المطروحة للتسلط من قبل الباحثين وقال هذا الباحث  معنى التسلط هو " أي سلوك يتم من خلال الأجهزة الالكترونية او الرقمية من قبل الأفراد او المجموعات بشكل متكرر عبر الرسائل المسيئة لإلحاق الضرر والمعاناة للغير .

خصائص المعتدي : تختلف هذه الخصائص في البناء الاجتماعي للتسلط عنها في العنف التقليدي ، فالتسلط يمثل كل التهديدات التي يقوم بها مجهول الهوية وهذه التهديدات موجودة ومنتشرة في مواقع الانترنت " Patchin & Hinduja, 2006".

وهذه الخصائص والعوامل تترجم إلى عدد لا يحصى من السلوكيات العدوانية التي تشكل التسلط ، ويمكن أن يوصف مرتكب التسلط بانتحال الشخصية ونشر الشائعات والمطاردة الالكترونية والإحراج والإهانة والإغاظة والشتائم والازدراء وإصابة الرسائل النصية عبر البريد الالكتروني بالفيروس  " Willard, 2007 " ، ومن خلال القرصنة وعرض الصور وأشرطة الفيديو دون موافقة أصحابها " Petermann, 2012 "  ، ونية مرتكب التسلط هي إثارة مشاعر الضحية مثلما يحدث في حالة العنف التقليدي وهذا يعني الجمع بين فكرة العنف التقليدي وأساليب المضايقة الالكترونية  " Nansel et al  ,2001 " .

الانتشار والاتصال : التقدم في تكنولوجيا الاتصال الرقمية جعل التسلط مصدر قلق واهتمام  العالم بسبب أن عمليات التسلط تشتمل على استخدام أجهزة التكنولوجيا وانتشار هذه الظاهرة مع تطوير التكنولوجيا " Belsey, 2005 "  والتسلط لا يوفر فقط أدوات جديدة للإيذاء بل وإمكانية تزايد حالات الإيذاء واستمرارها ، مع (39% ) من سكان العالم (2،7 بليون نسمة ) يتصلون بشبكة الانترنت ( الاتحاد الدولي للاتصالات ،2013) ، التسلط له القدرة على أن يؤثر على جميع البشر بغض النظر لمواقعهم الجغرافية .

بالإضافة إلى تكرار استخدام الانترنت  فأن طبيعة الاتصال تتغير باستمرار ، الذين يمتلكون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على وجه الخصوص فأنهم يدخلون مواقع التواصل الاجتماعي ، وأشارت دراسة مركز "     Pew " أن الكبار والمراهقين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ( 56% ، 34% على التوالي ) والأجهزة اللوحية ( 37% و23% على التوالي) " Zickuhr, 2013; Smith, 2013 " ، وهي تعكس أعلى النسب المئوية بين أعمار (18و29) سنة  الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يومياً "   Duggan & Brenner, 2013 " .

هكذا تختلف طرق الأفراد للاتصال بحسب ما يستفيدون من مميزات التكنولوجيا الحديثة ولكنهم في نفس الوقت يصبحون عرضة لخطر التسلط لذا زيادة التعرض لسلوكيات الانترنت المثيرة للقلق الناتجة من زيادة تكرار استخدام الانترنت  "  Aricak et al., 2008" .

على الرغم من أن التسلط منتشر بين أوساط الناس فان المراهقين في المدارس الابتدائية والثانوية  تركز عليهم الدراسات بشان العنف التقليدي والتسلط هم من  بين غالبية الناس في مجال التسلط الذي يحدث خارج المدارس من خلال الاستخدام اليومي المكثف لتكنولوجيا الاتصال الرقمية "  Ybarra & Mitchell, 2004  " ، وربما أن مثل هذا التحقيق المركز هو امتداد للدراسات التقليدية بشان التحرش بالمدارس أو هو استجابة لاستخدام المراهقين لأجهزة التكنولوجيا بشكل متكرر : بالنسبة للمراهقين الذين أعمارهم تتراوح بين (12إلى 17 سنة ) فأن دخول واستخدام خدمة الانترنت قد ارتفع بشكل كبير من (45%) "   2001 et al  Rainie " إلى ( 95%) " Madden, Lenhart, Duggan, Cortesi, & Gasser, 2013" وعلى ما يزيد من  العقد من الزمان فان (67%) من الكبار البالغين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام و(83%) منهم تتراوح أعمارهم بين (18-29سنة) وبعبارة أخرى  هؤلاء هم أكثر من يدخل مواقع التواصل الاجتماعي "   Duggan & Brenner 2013 " ، ومع ذلك قليل من الدراسات درست هذه الفئة العمرية لمعرفة تصوراتهم وإلى أي شكل من أشكال التسلط يتعرضون له "   Savage & Jones, 2014" ، بما في ذلك تجربة المارة

شهود عيان التسلط : تعريف المارة

لم تتناول أية دراسة  للتسلط أعمار المارة  ومع ذلك  يمكن معرفة مفهوم مارة التسلط من خلال ما جاء في دراسات مارة العنف التقليدي والبيئة الالكترونية لذا تعريف مارة التسلط تتناوله الدراسة الحالية ، حيث أن مارة التسلط هم شهود العيان للتسلط  داخل وخارج الشبكات الاجتماعية و تتراوح استجاباتهم بين التقاعس عن العمل والتدخل  ، ومكونات هذا التعريف  سوف تتم مناقشته .

يصبح الشخص من المارة عندما يشهد حادثة التسلط أو يدرك لحظة من لحظات  التسلط  ، كذلك مكونات التسلط شبيهة بمكونات العنف التقليدي ، ويمكن وصف مارة التسلط أنهم " يدركون ما يحدث " Vaillancourt, & Hymel, 2010 " ، أو شهود العيان لحادثة التسلط " Craig & Pepler, 1997 " ، ولكن نظراً لطبيعة الفضاء الالكتروني فان مشاهدة الحادثة  لا تعني بالضرورة أن يلاحظ المارة العدوان خلال الشبكات الاجتماعية التي يدخلونها شخصياً ، في بيئة الانترنت التي يحدث فيها التسلط فان العدوان لا يعني فقط إظهار القوة والهيمنة ولكن الأهم من ذلك هو تأثير  الجمهور "    Ramirez et al., 2010 "، أن تجربة كونه من المارة هي سمة بارزة في هذه البيئة ، لذا فان التعريف السابق له علاقة بكل من الرسائل العامة والخاصة عبر الانترنت ، البريد الالكتروني والهواتف المحمولة "  Savage, 2012" .

تأخذ الدراسة الحالية  الخطوة الأولى من خلال تحقيق المجال العام عبر شبكة الانترنت .

مارة التسلط لهم مجموعة من الاستجابات المتاحة لهم كنتيجة للهيكل الاجتماعي للتسلط ، من التقاعس إلى التدخل تظهر مجموعة المارة سلوكيات مماثلة لإيجاد الهيكل الاجتماعي القائم على تأييد العنف والأدوار الموالية للمجتمع  ، ردود تعزيز نشط مثل الاهتمام السلبي والمشاركة لغالبية مارة العنف التقليدي " Twemlow et al., 2004 " الذين يشجعون على  استمرار حادثة التسلط .

بعبارة أخرى استغلال المارة خاصية " عدم الكشف عن هوية المعتدي" تجعلهم يتجنبون أي شكل من التردد ، وعلى النقيض من العنف التقليدي لا يمكن ملاحظة تعزيز غير نشط عبر الانترنت على الفور لأنه على الرغم من حقيقة أن المارة لهم النصوص المتفاعلة عبر الانترنت بأنفسهم فلا تحدث التفاعلات اللفظية ، في دراستين ل "   Li (2006, 2007 " حيث صرح أن معظم مارة  التسلط  يظهرون الصمت ، وأبعد من ذلك اكتشف أن هذا النوع من الاستجابة يأتي بسبب الخوف أو الشعور بالعجز ، ومع ذلك يمكن للمارة أن يتدخلوا  أو يبلغوا عن الحادثة ، وبعبارة أخرى من الممكن أن مجهول الهوية له تأثير سلبي من خلال تشجيع مشاهدي الحادثة ليكونا مارة نشطين لا يخافون من الانتقام والإيذاء ، في هذه الحالة فأن المارة يتصرفون كأنهم داعمون لها ، في الواقع إيجاد بيئة الكترونية سالمة من أجل تخفيف مخاطر التسلط مثل مارة العنف التقليدي الداعم ويخلقون  بيئة مدرسية مماثلة "   Cowie, 2000 ".

منظور بيئي اجتماعي :

ينطبق النموذج البيئي الاجتماعي للتسلط بشكل متساو  على العنف التقليدي بسبب فرضية واحدة  في الاستجابة للعنف " تداخل النظم السياقية " "   Swearer et al ,2010   " جنباً إلى جنب مع خصائص الأفراد التي تشكل سلوكيات المراهقين " Benbenish ty & Astor, 2005 "، في دراسة "  2004, Khoury-Kassabri وآخرين استخدمت نظرية البيئة التي بنيت على الافتراض أن خصائص المناخ المدرسي لها علاقة سلبية لمستوى الإيذاء في المدرسة .

ساهمت البيئة المدرسية إلى حد كبير في إبراز مستويات الإيذاء المماثلة ، وبالتالي إذا كانت البيئة التي تحدث فيها سلوكيات العنف وتؤثر على هذه المستويات أو تكرار  حالات الإيذاء فأنها تكون السبب في أن المنظر البيئي للتسلط يساعد في فهم كيف أن بيئة الانترنت مليئة بالمارة الذين لهم تأثير على المعتدين والضحايا .

بسبب اعتراف الدراسات بشأن المنظر البيئي أن المارة هم " المشاركون الرئيسيون" في حوادث العنف "  Doll & Swearer, 2006 " فان التحقيقات في انتشار نظرية التسلط تبرر التركيز على هؤلاء المارة ، وكأعضاء في بيئة مجموعة الأقران فأن مارة العنف التقليدي يقوي الإطار البيئي الاجتماعي ، وهذا يعني أن إذن  الصمت والاحترام يجعل المعتدين يعتقدون أن اشتراك غير مباشر للمارة ، اهتمامهم وعدم تدخلهم يمنحهم الشعور بالقوة والانتصار وبالتالي تتفاقم السلوكيات العنيفة "     Doll & Swearer, 2006; Espelage & Swearer, 2004 " .

نموذج المنظور البيئي الاجتماعي له مزايا عند تطبيق الدراسات بشأن التسلط ، فقد أكد "  Sallis et al. (2008 " أهمية المناهج الشاملة في مجال التدخل التي لها تأثير إيجابي طويل الأمد مقارنة مع التدخلات في حال وجود مستوى واحد من التأثير لأحد مكونات العنف : المعتدي أو الضحية .

على الرغم من أن الباحثين لم يستفيدوا من طبيعة المنظور البيئي الاجتماعي للتسلط من أجل مواصلة دراسة مارة التسلط فأن بعض الدراسات  تشتمل على التقديرات الأولية لتكرار سلوك المارة عند دراسة هؤلاء المشاركين ، وتشير هذه التقديرات إلى وجود المارة كعامل من عوامل البيئة في حوادث التسلط كذلك دوافعهم مثل التقاعس أو التدخل في الحادثة

في دراستين ل"  Li (2006, 2007" أشار إلى وقوع التسلط يتوافق مع تصورات المراهقين الفردية حول ما هو مقبول في بيئة الانترنت وهذه العلاقة هي مماثلة في العنف التقليدي ، وفي استطلاع آراء طلاب المدارس المتوسطة بكندا وجد  " Li (2006 " أن المارة وهم الطلاب الذين يعلمون عن حادثة التسلط لا  توجد فروق إحصائية كبيرة بين الجنسين ، نسبة (55،6%) من المارة هم ذكور ، ونسبة (54،4%) من إناث ، من حيث أفعال المارة فقط ( 30،1%) من الطلاب علموا أن الضحية قد أبلغ الكبار عن الحادثة على الرغم من عدم وجود فروق إحصائية كبيرة بين الجنسين ، وفي دراسة تابعة لأفراد العينة وجد "  2007,  Li " أن (34،5%) الذين علموا أن الضحية قد أخبر أحد الكبار عن الحادثة كانوا نشطين ومارة مفيدين ، لذا تصورات الطلاب عن المناخ المدرسي تشير إلى أن ( 67،1%) من الطلاب يعتقدون أن المسئولين بالمدرسة يحاولون وقف التسلط عند علمهم به عن الحادثة ، وفي كلتا الدراستين اختار معظم الطلاب اختاروا شخصية " المارة " الصامتة وغير نشطة ويرجع ذلك إلى وجود مشاعر العجز  أو الخوف على غرار مارة العنف ،  التقليدي ، وتؤكد نتائج دراسة " Li (2006, 2007" على تكرار وجود المارة وأهمية نظام التسلط  الذي يؤكد أن مارة التسلط  يستحقون التحقيق التصريح .

في دراسة كل من "  Agatston, Kowalski, and Limber (2007 " التي  أشارت إلى التركيز طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة من خلال مجموعات التركيز ، عموماً اكتشف هؤلاء الباحثون أن الطلاب يترددون في الإبلاغ عن حادثة التسلط لمسئولي المدرسة أو لأولياء أمورهم بسبب إلغاء مميزات استخدام أجهزة التكنولوجيا ، وعلى الرغم من  أن الطلاب أكثر قناعة لتقمص دور المارة السلبي ، وذلك لأن دورهم تنقصه المعرفة المتعلقة بردود أفعال المارة الإيجابية ، وبالتالي أوصى " Agatston et al " وآخرون بإجراء دراسات في المستقبل تسعى لفهم أفضل للتدخلات الوقائية الفاعلة من حيث علاقتها استجابات المارة .

اتفق كل من " Mishna, Cook, G

...

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2015 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,795,560