إسهام المعلم في القيم الفكرية (2)

 

يقوم المعلِّم بغرس القِيم الفكرية في الطلاب، وهو القدوة في ذلك؛ ليتحقق عدم الانحراف لديهم من خلال هذه القيم؛ وهي:

قيمة التفكير:

لقد حثَّ الإسلام على التفكير، وأعلى شأنه في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وتحقيق الأمن الفكري بالتفكير السليم، المبني على أسس عِلمية في كل ما يحدق بالنفس والمجتمع والأمة الإسلامية.

 

فقيام المؤسسات التربوية بتعليم العلم الشرعي المستمدِّ من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين، وأهل العلم الربَّانيِّين - يؤدِّي إلى عدم ظهور أو تنامي ظاهرة الانحراف.

 

ومن خلال المؤسسات التربوية تتمُّ تنمية التفكير بأنواعه التالية:

1- التفكير المنطقي:

"هو دراسة مبادئ الاستدلال والتفكير، وهو يُعنَى في المقام الأول ببِنْية الجدل والعَلاقات بين الأفكار، ويتضمَّن التفكير استخدام وتطبيق قواعد المنطق الشكلي على مواقف حاضرة فعلاً، وهو يعني إذًا استخدام عمليات فكرية واضحة وسليمة ومعقولة"؛ (الشيمي 1998م: 27).

 

فالتفكير المنطقي يؤدِّي إلى الأمن الفكري بدراسة جادة للعمليات الفكرية الواضحة المعالم.

 

2- التفكير النقدي:

"هو أن يسلك العقلُ في حركته المعرفية مسلكًا يجمعُ فيه بين المتقابلات من الآراء، ويقابل الاحتمالات المختلفة، يمحِّصها ويختبرُها على أساسِ ذلك التعامل، فإن هذه المقارنة والنقد عاملٌ في ترشيد الفكر للوصول إلى الحق"؛ (النجار، 1992م: 38).

 

وبذلك يتضمَّن التفكيرُ الناقدُ السلوكَ الذي يجمع بين المتقابلات والاحتمالات بعد تمحيصها واختبارها للوصول إلى الحق؛ لذلك فإن التفكير يؤدِّي إلى عدم الانحراف، وتمييز الحق من الباطل، ومعرفة كل ما يحقِّق الخير.

 

3- حرية التفكير:

إن حرية التفكير هي التي تُمكِّن المعلِّم من الإبداع في عمله؛ إذ تقتضي ألاَّ يكونَ المعلِّم خاضعًا لأيِّ مؤثِّر خارجي قد يصرفه عن الهدف الرئيس لوظيفته في الحياة، والمتمثِّل في إحداث تغيير مرغوب في سلوك الطلاب، وفي طرائق تفكيرهم، ومن أكثر المؤثرات سلبًا على فكر المعلِّم وأدائه الأنظمةُ السياسية المستبدَّة، التي تحجر على عقل المعلِّم بوسائل الترغيب أو الترهيب؛ لكيلا يعملَ على لفتِ أنظار طلاَّبه إلى ممارسات الظَّلَمة؛ لذلك فقد كان المعلِّمون المبدعون من السلف الصالح لا ينحنون أبدًا أمام جبروت الطغاة، وكانوا يُصِرُّون على أن يجهروا بآرائهم رغم القهر والسجن والتعذيب الذي يتعرضون له.

 

ومن العوائق أفكارُ المعلم من خلال العادات والتقاليد الضارَّة التي تستند على الأساطير القديمة والأفكار الخرافية، والتي قد يجد المعلِّم صعوبة في تخطِّيها فيضطر إلى مجاراة الآخرين فيما يذهبون إليه.

 

4- الاهتمام بالتفكير الناقد البنَّاء من قِبَل المعلِّمين:

إن الاهتمام بالعقول وإثراءها بالمفيد، واستثارتها للتفكير والتحقق - يتطلب التناولَ العلمي في النظر إلى الأمور، ومن عيوب التربية والتعليم في المدارس أسلوبُ التلقين، وحشو مواد الدراسة فيها يماثل ما عليه الحال في وسائل الإعلام، بما يجمِّد الفكرَ ويسطِّحه بأفكار وبرامج تدعم الإرهاب والعنف، بطرق مباشرة أو وقتية غير مباشرة.

 

5- التخلص من التفكير الخاطئ، وسوء الفهم والتفسير لأمور الشرع من قِبَل بعض المعلِّمين:

وهذا الأمر الذي يتعرَّض له بعض الناس يدعمه وجود مَن يدَّعون العلم والفقه في الدين من المعلِّمين، وينصِّبون أنفسهم أئمة، ويتساهلون في أمور الحلال والحرام، ويأخذون من الأمور ظاهرَها، أو وَفق أهوائهم الشخصية، دون الرجوع إلى أهل العلم الأكْفاء، وأهل العلم الشرعي الصحيح، مما يدعم الإرهابَ والعنف بطرق مباشرة أو وقتية غير مباشرة، وربما كان ديدنُهم الاستعجال، وعدم الجمع بين الأدلة، أو عدم فهم مقاصد الشريعة.

 



   

 


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/53080/#ixzz2QzX7A2oo

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,824,372