التدخّل النفسيّ الاجتماعيّ والاعتبارات الثقافيّة

المحتويات

 

 

ملاحظات موجزة للميسّرين

المقدّمة

الموضوع 1: أهمّيّة المهارات في التواصل مع الأطفال

الموضوع 2: المهارات الأساسيّة

الموضوع 3: تحديد الأطفال المصابين بالشدّة والتواصل معهم

الموضوع 4: التدخّل النفسيّ الاجتماعيّ والاعتبارات الثقافيّة

الموضوع 5: التددخّل النفسيّ الاجتماعيّ ـ المبادئ والنُّهُج

برامج نموذجيّة

موادّ التدريب

الشفّافيّات

التمارين

الموارد

قراءات إضافيّة وأشرطة فيديو ومواقع على الإنترنت
شكر وتقدير

 

 

طُوّرت حزم موارد العمل لحقوق الأطفال بمساهمات من مجموعة من العاملين من داخل المفوّضيّة السامية لشؤون اللاجئين واتحاد غوث الأولاد الدوليّ فضلاً عن منظّمات أخرى ـ ونحن نشكرهم جميعاً.

   وساهمت اليونيسف ومكتب المفوّضية السامية لحقوق الإنسان في تطوير أقسام من حزم الموارد هذه، بما يتوافق مع مهمّاتهما وضمن نطاق تفويض كل منهما.

   ونتقدّم بالتقدير الخاصّ إلى المستشارين المستقلّين الأربعة الذين ساعدوا في تطوير نهج التدريب وموادّه، وهم بروس بريتون وبيتر فيركين ومورين أوفلين وديفيد تولفري.

المحرّر: ديفيد نوسوورثي.


العمل مع الأطفال

 

المقدّمة

على الميسّرين الذين لم يتدرّبوا مؤخّراً في المجال الذي تغطّيه حزمة الموارد هذه، أو لم يعملوا فيه، أن يقرأوا الموضوعات والشفّافيّات والتمارين والنشرات المختلفة بعناية قبل أن يبدأوا بالتخطيط لنشاطهم التدريبيّ. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الموادّ تهدف إلى إثارة التعليم والنقاش، ويجب أن تستخدم بالترافق مع السياسة المعلنة (فهي لا تحل محلّها).

تصوّرات أساسيّة

فيما يلي التصوّرات الأساسيّة التي عالجتها حزمة الموارد هذه.

1.    إنّ التواصل مع الأطفال مهارة أساسيّة لبعض الموظّفين العاملين مع اللاجئين والنازحين. ويحتاج من يعمل مع الأطفال بانتظام إلى تدريب متخصّص معمّق في هذا المجال.

2.    التواصل الفعّال مع الأطفال يتطلّب مهارات خاصّة يختلف بعضها اختلافاً جليّاً عن تلك المتعلّقة بالتواصل مع البالغين.

3.    التفاعل المتبادل بين البالغين والأطفال يجب أن يتمّ بطريقة حسّاسة للمعايير الثقافيّة.

4.    التواصل مع الأطفال المصابين بالشدّة يتطلّب مهارات خاصّة ومزايا شخصيّة.

5.    الفهم المفصّل للعوامل الثقافيّة ضروريّ في التخطيط للبرامج التي تسهّل التعافي النفسيّ الاجتماعيّ من التجارب المسبّبة للشدّة.

6.    هناك بعض المبادئ الرئيسيّة التي يمكن أن توجّه سيرورة برنامج التخطيط فيما يتعلّق بالصحّة النفسيّة الاجتماعيةّ للأطفال.

(تظهر هذه التصوّرات الأساسيّة في الشفّافيّة (0-1).

هامّ: تهدف حزمة الموارد هذه إلى توفير مدخل إلى مهارات العمل الفعّال مع الأطفال: وهي لا تهدف إلى توفير تدريب شامل. ويوصى بشدّة العاملون الذين عليهم التواصل مع الأطفال بانتظام، لا سيّما العاملون الذين يعملون بانتطام مع الأطفال المصابين بالشدّة، أن ينشدوا تدريباً أكثر تخصّصاً في هذا المجال.

أهمّيّة اتّفاقيّة حقوق الطفل

إنّ الحقوق الإنسانيّة للأطفال موضّحة بشكل تامّ في اتّفاقيّة واحدة: اتّفاقيّة الأمم المتحدة لحقوق الطفل (1989)، التي تقدّم أعلى معيار لحماية الأطفال ومساعدتهم في أيّ وثيقة رسميّة. وهي توفّر الإطار الأشمل لمسؤوليّات الدول الموقّعة تجاه كل الأطفال الموجودين ضمن حدودها: وبالتصديق على الاتّفاقيّة تُلزم الحكومات الوطنيّة نفسها بحماية حقوق الأطفال كافّة وضمانها بدون تمييز، بما في ذلك حقوق الأطفال والمراهقين اللاجئين والنازحين.

   إنّ الحاجة إلى مهارات التواصل الفعّالة مع الأطفال توجد مضمرة في كثير من فقرات اتّفاقيّة حقوق الطفل. فللطفل بموجب اتّفاقيّة حقوق الطفل الحقّ في حريّة التعبير والحقّ في التعبير عن آرائه في كلّ القضايا التي تؤثّر عليه. ويكتسب ذلك أهمّيّة في العديد من الظروف بما فيها على سبيل المثال: عندما يسعىالأطفال إلى الحصول على حالة اللجوء ويجب أن يقابلهم عاملون يتحلّون بالمهارات الجيّدة في تمكين الأطفال من التعبير بوضوح عن مطالبهم واحتياجاتهم وحقوقهم؛ أو عندما لا يقدّم الأطفال المنفصلون عن أهلهم معلومات لأغراض التتبّع فحسب،  وإنما أيضاً للتعبير عن آرائهم ، إلخ. ويجب أن يُستمع إلى آراء الطفل وأن تؤخذ بالحسبان، إذ يشكّل ذلك جزءاً من مبدأ المصلحة الفضلى الذي يجب أن يحظى بالاعتبار الأوّل في كل الأعمال المتعلّقة بالأطفال.

   وبخصوص المسائل المتعلّقة بصحّة الأطفال المتأثّرين بالنزاع المسلّح والهجرة القسريّة، تحدّد اتّفاقيّة حقوق الطفل حقوق الأطفال بالتعافي البدنيّ والنفسيّ من آثار النزاعات المسلّحة في بيئة "ترعى الصحّة واحترام الذات وكرامة الطفل". وسوف تعتمد بيئة هؤلاء الأطفال، في جانب كبير منها، على مهارات العاملين الذين يرعونهم.

بنية حزمة الموارد

تقدّم الموضوعات الثلاثة الأولى من حزمة الموارد هذه مدخلاً إلى مهارات التواصل مع الأطفال. ويتفحّص الموضوعان 4 و5 استراتيجيّات تعزيز صحّة الأطفال المتأثّرين بالنزاع.

الموضوع 1 يتفحّص بعض التصوّرات التمهيديّة ويدرس أهمّيّة التواصل مع الأطفال من أجل ضمان الوفاء باحتياجاتهم وحقوقهم.

الموضوع 2 يتفحّص بعض المهارات الأساسيّة المطلوبة للتواصل الفعّال مع الأطفال.

الموضوع 3 يدرس بعد ذلك بعض المهارات والمزايا الشخصيّة المعيّنة اللازمة للتواصل مع الأطفال المصابين بالشدّة. ويقدّم هذا الموضوع "جسر عبور" إلى الموضوعين 4 و5 اللذين يتفحّصان بمزيد من التفصيل المسائل المتعلّقة بتعزيز الصحّة النفسيّ الاجتماعيّ للأطفال الذين مرّوا بتجارب شديدة الوطأة.

الموضوع 4 يتفحّص أهمّيّة العوامل الثقافيّة في فهم كيفيّة تفاعل الأطفال مع التجارب المسبّبة للشدّة.

الموضوع 5 يجمل مجموعة من المبادئ والنُّهُج التي تعزّز الصحّة النفسيّة الاجتماعيّة للأطفال.

   تقدّم تمارين تشاركيّة ودراسات حالة وشفّافيّات. ويوصى الميسّرون بشدّة بتطوير الموادّ الخاصّة بالإقليم أو البلد، مثل دراسات الحالة، من أجل جعل التدريب أكثر صلة بالموضوع.


العمل مع الأطفال

 

 

الموضوع 1

أهمّيّة مهارات التواصل مع الأطفال

نقاط التعلّم الأساسيّة

·           تحتاج الفئات المختلفة من الموظّفين العاملين مع اللاجئين أو النازحين إلى مهارات في التواصل مع الأطفال.

·           يتطلّب تطبيق الفقرات المختلفة الواردة في قانون حقوق الطفل مهارات في التواصل مع الأطفال.

·           يحتاج العاملون الذين يضطرون إلى التواصل المتكرّر مع الأطفال إلى تدريب متخصّص ومعمّق في هذا المجال.

·           يتطلّب التواصل مع الأطفال مهارات مختلفة في التواصل مع البالغين.

·           يطرح التواصل من خلال مترجم عدداً من المصاعب.

ما أهمّيّة مهارات التواصل مع الأطفال؟

من الخطأ الشائع الافتراض أنّ الأطفال (من عمر 6 سنوات فما فوق) صغار جدّاً بحيث أنّهم لا يدركون ما الذي يجري حولهم، أو صغار جدّاً لكي يتأثّروا سلباً بالتجارب الخطيرة أو الشديدة الوطأة. فالتواصل مع الأطفال والمراهقين، لأغراض متعدّدة،  يمكن أن يكون صعباً وأن يتطلّب مهارات مختلفة بشكل كبير عن تلك المستخدمة للتواصل مع البالغين.

   تشدّد اتفاقيّة الأمم المتحدة لحقوق الطفل بقوّة على مشاركة الأطفال، وتتّسم عدّة فقرات فيها بالأهميّة في سياق التواصل مع الأطفال.

·           تشير الفقرة 13 إلى حقّ الطفل في التعبير ـ بما في ذلك حقّه في التماس المعلومات والأفكار من كل       نوع وتلقّيها وتقديمها.

·           تشدّد الفقرة 12 على حقّ الطفل القادر على تكوين آرائه الخاصّة في التعبير عن تلك الآراء في كلّ القضايا التي تؤثّر عليه.

·           يحتاج الأطفال المنفصلون عن أسرهم (الفقرتان 9 و10) إلى تواصل فعّال إذا أريد الوفاء باحتياجاتهم وحقوقهم.

·           يحتاج الأطفال الذين يلتمسون حالة اللجوء إلى أن يقابلهم عاملون لديهم مهارات جيّدة في تمكين الأطفال من التعبير عن مطالبهم وحاجاتهم وحقوقهم بوضوح (الفقرة 22).

·           تنصّ الفقرة 3 على أنّ مبدأ المصلحة الفضلى للطفل يجب أن يحظى بالاعتبار الأوّل في كلّ الأعمال المتعلّقة بالأطفال.

   إنّ القدرة على التواصل بفعّاليّة مع الأطفال شديدة الأهميّة سواء لأغراض نقل المعلومات أم اكتسابها، أو تمكين الطفل من إيصال شواغله، أو حماية الطفل ومساعدته. وربما يمكّن توفير المعلومات الدقيقة والحقيقيّة الأطفال ويسهّل اشتراكهم في اتخاذ القرارات الملائمة وانتقاء الخيارات الملائمة. ومن المشكوك فيه أن يتمّ تحديد المصالح الفضلى لأيّ طفل إذا لم يكن يمكن أن إجراء تواصل فعّال معه بشكل مباشر.

   فيما يلي الظروف التي يكون فيها التواصل الفعّال مهمّاً ويتضمّن فئات مختلفة من العاملين:

·           يتطلّب تحليل الأوضاع المتركّزة حول الأطفال مهارات في التواصل مع الصغار مباشرة.

·           يحتاج الأطفال المنفصلين عن أهلهم إلى إجراء مقابلات معهم من أجل التخطيط لرعايتهم والحصول على معلومات عن تاريخ حياتهم لتتبّع أسرهم ومساعدة الطفل في كثير من المشاكل التي تواجهه.

·           يحتاج الأطفال والمراهقون إلى إجراء مقابلات معهم تتعلّق بتقديم مساعدة خاصّة أو توفير احتياجات حمائيّة، مثل الصحّة التناسليّة والتعليم، إلخ.

   وفي ظروف اللاجئين وغيرها من ظروف النزوح، قد يكون من الضرويّ التواصل مع الأطفال كلّ على حدة في العديد من الحالات المختلفة ولأغراض عديدة مختلفة. وفي بعض الأحيان قد يكون المطلوب إجراء مقابلة رسميّة بشكل معتدل (لأغراض توثيق حالة طفل منفصل عن أهله مثلاً)، في حين يمكن اتّباع حوار يتّسم بمزيد من عدم الشكليّة في سياقات أخرى للحصول على المعلومات أو نقلها.

   ويجب التشديد على أنّ العاملين الذين يتطلّب دورهم التواصل مع الأطفال والمراهقين بشكل منتظم سوف يحتاجون إلى تدريب مفصّل ومعمّق في المهارات المعيّنة المطلوبة.

كيف يختلف التواصل مع الأطفال عن التواصل مع البالغين؟

الأطفال ليسوا بالغين صغاراً فحسب، وإنّما لديهم احتياجات وقدرات تختلف اختلافاً كبيراً عن تلك المتعلّقة بالبالغين. ويقتضي التواصل مع الأطفال بعض المتطلّبات التي تتضمّن ما يلي:

·        القدرة على الشعور بالارتياح مع الأطفال والدخول معهم في أيّ نمط تواصل ملائم للفرد ـ بالجلوس على الأرض مثلاً ومن خلال اللعب إلخ، والقدرة على تحمّل الألفاظ المعبّرة عن الشدّة والسلوك العدوانيّ، إلخ؛

·        القدرة على استخدام لغة وتصوّرات ملائمة لعمر الطفل ومرحلة نموّه وثقافته؛

·        التقبّل بأنّ الأطفال الذين مرّوا بتجارب شديدة الوطأة قد يجدون صعوبة بالغة في الوثوق بشخص بالغ غير مألوف. وقد يلزم الكثير من الوقت والصبر قبل أن يشعر الطفل بالثقة الكافية للتواصل بشكل مفتوح؛

·        القدرة على التفهّم بأنّ الأطفال قد ينظرون إلى ظروفهم بطرق تختلف عن نظرة البالغين: قد يتوهّم الأطفال، ويختلقون التفسيرات للأحداث غير المألوفة أو المخيفة، ويعبّرون عن أنفسهم بطرق رمزيّة، ويُبرزون مسائل قد تبدو غير مهمّة للبالغين، وهلمّ جرّاً.

المسائل الثقافيّة في التواصل مع الأطفال

للثقافات المختلفة معايير مختلفة بخصوص التواصل بين الأشخاص. فثمة قواعد في كثير من المجتمعات لما يمكن بحثه من موضوعات مع بالغين معيّنين ـ على سبيل المثال، الفتيات في بعض الثقافات لا يبحثن الموضوعات الجنسيّة إلاّ مع الخالات أو العمّات أو الجدّات، وربما يحظر عليهنّ الاتصال بأحد من خارج الأسرة. وعلى المختصّين الذين يحتاجون إلى التواصل مع الأطفال تفهّم المعايير الثقافيّة في التعبير عن المشاعر والعواطف: ففي بعض المجتمعات على سبيل المثال، قد يكون البكاء ـ وبخاصّة للذكور ـ مصدر عارٍ كبير. ومن المهمّ ألاّ يزيد من يحاول مساعدة الأطفال الأمور سوءاً بتشجيعهم على الحديث والتعبير عن مشاعرهم بطريقة تخالف مثل هذه المعايير. وهناك أيضاً معايير ثقافيّة بشأن أشكال التعبير الملائمة ـ استخدام الاتصال الجسديّ أو اتصال النظرات، على سبيل المثال، يختلف بين الثقافات، في حين أنّ درجة الرسميّة والمسافة الاجتماعيّة بين البالغين والأطفال قد تحدّ من تبادل المعلومات والمشاعر الشخصيّة في بعض المجتمعات.

اللغة واستخدام المترجمين

ثمة مزايا واضحة للتواصل بلغة الطفل الأمّ: عندما تختلف ثقافة البالغ عن ثقافة الطفل، قد تزيد صعوبة تفسير إيماءات الطفل ولغته الجسديّة واستيعاب الفروقات في معاني الكلمات والتعابير.

   عندما لا يمكن تجنّب استخدام مترجم، من الحيويّ أن يتحدّث المترجم اللغتين بطلاقة ويفهم المصطلحات الاختصاصيّة وأن يكون قادراً على استخدام الكلمات التي يستطيع الطفل استيعابها. ويجب أن يكون مقبولاً ضمن المجتمع وأن ينظر إليه بأنّه متجرّد. ومن الحيويّ ضمان تمتّع المترجم بمهارات جيّدة في التواصل مع الأطفال، وأن يستطيع التعامل مع المشاعر التي يُعبّر عنها وألاّ يؤثّر على الحوار بإساءة الترجمة أو الإيجاز أو حذف مقاطع منتقاة مما يُقال.

التواصل في سياق النزوح

غالباً ما يتعرقل التواصل الفعّال في الأوضاع التي يسودها جوّ من انعدام الثقة والشكوك. وقد تكون هناك مخاوف حقيقيّة فيما يخصّ طريقة استخدام المعلومات، وبخاصّة عندما ينظر إلى من يجري المقابلة على أنّه شخصيّة عامّة أو تنتمي إلى السلطة. كما أنّ بعض الأطفال ربما مرّوا بتجارب (مثل بعض أشكال الاستغلال) أظهرت أنّ البالغين لا يمكن الركون إليهم أو الوثوق بهم دائماً: ربما يُستخدم إخفاء المعلومات أو الكشف عن معلومات غير دقيقة وغير كاملة كاستراتيجيّة للبقاء. لذا يمكن أن يستغرق فتح خطّ تواصل فعّال وشفّاف مع الطفل الكثير من الوقت وبناء الثقة.

موادّ تدريب للموضوع 1

الشفّافيّة 1.1: نقاط التعلّم الأساسيّة للموضوع 1.1

خلاصة نقاط التعلّم الأساسيّة

الشفّافيّة 2.1: اتفاقيّة حقوق الأطفال والتواصل مع الأطفال

التواصل الفعّال مع الأطفال أمر مطلوب من أجل تحقيق عدد من حقوقهم كما تفصّلها فقرات اتفاقيّة حقوق الطفل

التمرين 1.1: فقرات اتفاقيّة حقوق الطفل التي تورد بشكل ضمنيّ الحاجة إلى مهارات التواصل

تمرين على بطاقات لتحديد الفقرات ذات الصلة في اتفاقيّة حقوق الطفل

التمرين 2.1: العوامل الثقافيّة في التواصل مع الأطفال

يساعد المشاركين في تحديد المسائل الثقافيّة التي يشتمل عليها التواصل مع الأطفال

 

اقتراحات إضافيّة للتدريب

اطلب من المشاركين تحديد الأوضاع التي يحتاجون خلالها إلى التواصل مع الأطفال والمراهقين بشكل مباشر. ما هي المسائل الخاصّة التي تبرز في التواصل مع هؤلاء الأشخاص الصغار؟


الموضوع 2

المهارات الأساسيّة

 

 

نقاط التعلّم الأساسيّة

·                                الموقع المادّيّ للمقابلة ذو علاقة مهمةّ بفعّاليتها.

·                                هناك مواقف ونُهُج معيّنة تسهّل التواصل مع الأطفال، رغم أنّ هناك بعض الاختلافات الثقافيّة.

·                                هناك أيضاً بعض المهارات والتقنيات الخاصّة التي تمكّن الأطفال من التعبير عن أنفسهم.

توفير المكان والبيئة الملائمين

إنّ انتقاء الموقع الملائم لإجراء مقابلة أو حوار غير رسميّ مع الأطفال يمكن أن يكون ذا علاقة مهمّة بفعّاليّة التواصل. وقد يكون المكان الهادئ ذو المقاعد المريحة والمتلائمة مع الثقافة الخيار الأمثل بالنسبة لمعظم الصغار، رغم أنّ المشي أو اللعب معاً قد يوفّر أفضل فرصة للتواصل بالنسبة لآخرين.

   الخصوصيّة يمكن أن تكون مهمّة، لا سيّما عندما تتعلّق المقابلة بمعلومات شخصيّة أو يحتمل أن تكون مؤلمة. وقد يفضّل بعض الأطفال أيضاً أن يصحبهم بالغ أو صديق موثوق.

   البيئة التي لا تصرف الانتباه يمكن أن تكون مهمّة أيضاً ـ لا سيما إذا كان الطفل قد تعرّض لبيئة من انعدام اليقين والتغيّر والقلق.

   المقعد المريح يساعد الطفل في الشعور بالاسترخاء. وللثقافات المختلفة معايير مختلفة بشأن المسافة بين مقعدي الطفل والبالغ وترتيبهما: على العموم، يعتبر الجلوس على المستوى نفسه ملائماً في الغالب بدون حواجز (مثل المكاتب إلخ) بين الشخصين.

الموقف والنهج

يتطلّب التواصل الفعّال مع الأطفال نهجاً معيّناً، ورغم أنّ بعض الأساليب تختلف من ثقافة إلى أخرى، فإنّ الهدف الحيويّ هو تسهيل تعبير الأطفال عن أنفسهم. ويجب اتّباع الإرشادات التالية بشكل عامّ.

   المقدّمات مهمّة لكي يعرف الطفل من هو مجري المقابلة، وما هو دوره، وما هو غرض الاجتماع به.

   يجب احترام السرّيّة: لكن من المهمّ أن يُشرح بعناية سبب جمع  المعلومات، ومن سوف يعرف عنها وكيف سيتمّ استخدامها.

   يجب استخدام اللغة البسيطة التي يفهمها الطفل بيسر. وإذا كان هناك شكّ بأنّ الطفل لم يفهم شيئاً قلته، من المفيد الطلب من الطفل التكرار أو التعبير عن المعنى بشكل مختلف.

   يجب إعطاء الوقت الكافي لمساعدة الطفل في الشعور بالاسترخاء، وتطوير الثقة المتبادلة، وتمكين الطفل من الشعور بأنّه يؤخذ على محمل الجدّ. وقد يكون تخصيص وقت للعب معاً مفيداً في تحقيق الانسجام، وربما يكون الحوار عن مسائل محايدة (المدرسة والألعاب، إلخ) ملائماً قبل بحث الموضوعات الأكثر شخصيّة أو إثارة للألم.

   من المهمّ السماح بفترة تركيز محدودة للأطفال: قد تكون سلسلة من الاجتماعات القصبرة أكثر فعّاليّة من الاجتماعات القليلة الطويلة.

   الموقف غير الميّال إلى إصدار الأحكام والذي ينقل القبول إلى الطفل ضروريّ، أيّاً كان ما فعله أو لم يفعله. ومن المهمّ نقل الاحترام لمعتقداته ومشاعره إلخ، وعدم الحكم على سلوكه ـ في حالة وجود أطفال عملوا جنوداً في السابق مثلاً.

   تدوين الملاحظات أثتاء المقابلة قد يصرف انتباه الطفل ويثير أسئلة وشكوكاً بشأن السرّيّة. إن كان تدوين الملاحظات ضروريّاً، من المهمّ شرح السبب وطلب إذن الطفل أوّلاً.

   إنهاء المقابلة أو الحوار بشكل ملائم مهمّ أيضاً: فهو يتيح للطفل فرصة طرح الأسئلة وقول ما يحبّ أن يقوله، إلخ، وقد يساعد تلخيص ما قيل أو اتّفق عليه الطفل في الشعور بأنّه أخذ على محمل الجدّ‍. ويوصى أيضاً بإنهاء المقابلة عند عنصر إيجابيّ لا سيّما عندما يروي الطفل أحداثاً شديدة الوطأة.

   بعد انتهاء المقابلة، من المهمّ الحرص على متابعة توفير الدعم للطفل، لا سيّما إذا جرى بحث مسائل مؤلمة وصعبة.

توجد هذه النقاط موجزة في الشفّافيّة 2.2.

التواصل الشفهيّ وغير الشفهيّ

يتواصل الناس بالكلام (التواصل الشفهيّ) ومن خلال مجموعة منوّعة واسعة من الإيماءات ولغة الجسد ونبرة الصوت إلخ (التواصل غير الشفهيّ). ومن المهمّ ملاحظة وجود اختلافات كبيرة في طريقة استخدام الثقافات المختلفة للتواصل غير الشفهيّ مثل الإيماءات. ومن المهمّ على وجه الخصوص عند العمل مع الأطفال أن تكون حسّاساً لما يوصلونه بشكل غير شفهيّ إذ يمكن أن يقدّموا إشارات مهمّة إلى ما يفكّرون أو يشعرون به حقّاً، لا سيّما عندما يكون من الصعب عليهم صياغة أفكارهم في كلمات. وقد يكون الأطفال أيضاً حسّاسين جدّاً لسلوك البالغين غير الشفهيّ، لذا من المهمّ أن يدرك البالغ ما يقوم بنقله إلى الطفل.

مساعدة الطفل في التعبير عن نفسه

هناك أساليب مختلفة يمكن أن تساعد الطفل في التعبير نفسه.

   نبرة الصوت الهادئة يمكن أن تساعد الطفل في الشعور بالأمن، وتُظهر أنّ البالغ متعاطف معه.

   الإيماءات مثل هزّ الرأس (أو أي شيء ملائم في إطار ثقافة معيّنة) يمكن أن تشجّع الطفل على مواصلة الحديث.

   الدرجة الملائمة من اتّصال العيون تساعد الطفل أيضاً: يختلف ذلك أيضاً باختلاف الثقافة.

   الإصغاء باهتمام وإظهار أنّك سمعت ما قاله الطفل ـ على سبيل المثال، يؤكّد تلخيص ما قيل وطلب التوضيح، إلخ، للطفل بأنّك تنصت إليه بشكل إيجابيّ.

   إظهار الاحترام لمشاعر الطفل ـ كأن تعكس المشاعر ("لقد جعلك ذلك تشعر بالحزن الشديد/ الغضب"، إلخ). يساعد ذلك في نقل المشاركة الوجدانيّة، أي القدرة على إظهار الاهتمام بحالة الطفل ومشاعره.

   تجنّب مقاطعة الطفل.

   طرح أسئلة مفتوحة يشجّع الطفل عموماً على تفسير شيء ما بطريقته: على سبيل المثال، ربما يستخلص السؤال المفتوح مثل "أخبرني عن الحياة في قريتك" إجابةً أكثر تحرّراً من السؤال المغلق مثل "أين كنت تعيش"؟ يفضّل في العادة تجنّب الأسئلة التي تقود الطفل إلى الإجابة مثل "أنت تحب المدرسة أليس كذلك"؟

   توجد هذه النقاط موجزة في الشفّافيّة 3.2.

موادّ تدريبيّة للموضوع 2

الشفّافيّة 1.2: نقاط التعلّم الأساسيّة للموضوع 2

موجز نقاط التعلّم الأساسيّة

الشفّافيّة 2.2: الموقف من التواصل الفعّال ونهجه

إطار لتشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم

التمرين 1.2: تمرين تأمّليّ

يساعد المشاركين في تحديد المزايا والمهارات اللازمة للعمل مع الأطفال

التمرين 2.2: إجراء مقابلات مع الأطفال

تمرين تمثيليّ يمكّن المشاركين من ممارسة مهارات إجراء المقابلات

 

اقتراحات إضافيّة للتدريب

يمكن أن يجري الميسّر تمثيليّة شبه معدّة مع عضو متطوّع من المجموعة يلعب دور طفل: ويهدف الميسّر الذي يلعب دور المحاور إلى إظهار النُّهُج السلبيّة والمهارات، وقد يكون ذلك مسلّياً وتوضيحيّاً في الوقت نفسه.


الموضوع 3

تحديد الأطفال المصابين بالشدّة والتواصل معهم

 

نقاط التعلّم الأساسيّة

·                                يمكن أن يقدّم سلوك الأطفال إشارات مهمّة بشأن الأحداث الشديدة الوطأة التي تعرّضوا إليها.

·                                يتطلّب التواصل مع الأطفال المصابين بالشدّة مهارات معيّنة، ويحتاج بعض العاملين المهنيّين إلى تدريب متخصصّ في هذا المجال.

·                                يمكن أن يكون للمصاعب في مساعدة الأطفال على التواصل جذور في تجارب الطفل: وربما تعكس أيضاً الافتقار إلى المهارات من جانب المحاور.

·                                يجب توخّي الحذر الشديد قبل تقديم أيّ شكل من أشكال المعالجة أو الاستشارة النفسيّة للطفل المصاب بالشدّة: هذه النهُج يجب أن تكون متأصّلة في ثقافة الطفل لكي تكون ملائمة.

تحديد ضائقة الأطفال

يمرّ كثير من الأطفال اللاجئين أو النازحين بتجارب تسبّب لهم وطأة شديدة ـ الانفصال عن أعضاء الأسرة، ومشاهدة حوادث القتال، وتجربة سوء المعاملة، ومواجهة المخاطر، والانقطاع عن التعليم، وفقد الأصدقاء، وعدم اليقين بخصوص المستقبل، إلخ. وكثير من الأطفال الذين يجب أن يُقابلوا من قبل العاملين في منظّمة غير حكوميّة أو مفوّضيّة الأمم المتحدة السامية لللاجئين مرّوا بهذه الأنواع من التجارب. وكثيراً ما تكشف طريقة سلوكهم في حياتهم اليوميّة علامات على إصابتهم بالشدّة. ويمكن أن تشمل هذه ما يلي:

·                                الافتقار إلى الاهتمام والطاقة ـ اللامبالاة؛

·                                الابتعاد عن إقامة علاقات مع البالغين أو الأطفال الآخرين؛

·                                التعلّق المفرط بالأشخاص المألوفين؛

·                                الحزن المطوّل أو القلق المعمّم؛

·                                فقد الشهيّة؛

·                                اضطراب النوم؛

·                                صداع أو شكاوى بدنيّة؛

·                                ضعف التركيز والقلق والتغيّر الفجائيّ للمزاج، إلخ؛

·                                سلوك جنسيّ لا يتلاءم مع السنّ؛

·                                الميل إلى العدائيّة والتخريب؛

·                                انشغال الفكر بالعنف أو المعاناة أو الانفصال عن الأهل أثناء اللعب.

   تتفاوت مثل ردود الأفعال هذه من طفل لآخر وباختلاف الثقافات. وتوجد هذه النقاط موجزة في الشفّافيّة 2.3.

   كثير من الأطفال الذين يجب أن يُقابلوا من قبل العاملين في منظّمة غير حكوميّة أو مفوّضيّة الأمم المتحدة السامية لللاجئين مرّوا بتجارب شديدة الوطأة: وربما يحتاج هؤلاء العاملون إلى تدريب متخصّص في العمل مع الأطفال. وتهدف الأقسام التالية لأن تكون بمثابة مدخل إلى بعض الاعتبارات التي تؤخذ في الحسبان عند العمل مع الأطفال المصابين بالشدّة.

التواصل مع الأطفال المصابين بالشدّة

قد يجد الأطفال المصابون بالشدّة صعوبة كبيرة في التحدّث إلى الآخرين عما مرّوا به. وبعضهم مرّ بتجارب تجعل من الصعب عليهم الوثوق بالبالغين، لا سيّما الذين لا يعرفونهم جيّداً. ويخشى بعض الأطفال أن تطغى عليهم مشاعرهم إذا عبّروا عنها أمام الآخرين. وربما يحاول البعض تجنّب البالغين: وقد يستخدم آخرون تصرّفات معيّنة "لاختبار" إذا كان البالغون سيستجيبون بشكل ناقد لهم أو متعاطف معهم. وقد يشعر بعض الأطفال بالذنب أو الخجل ـ قد يشعرون على سبيل المثال بإحساس بالمسؤوليّة عما حدث: وربما ضاعفت مثل هذه المشاعر صعوبة الحديث عما حصل.

   في العديد من المجتمعات، يستفيد الأطفال المصابون بالشدّة إذا جرت مساعدتهم في التحدّث عن تجاربهم إلى بالغين متفهّمين وداعمين، والتعبير عن مشاعرهم بطرق ملائمة لثقافتهم ـ ربما من خلال الغناء أو الرقص أو الرسم أو اللعب. وعندما يكون هناك آخرون مرّوا بتجارب مماثلة، قد تكون النشاطات الجماعيّة أكثر الطرق جدوى في مساعدة الطفل.

   في بعض المجتمعات، يشجّع الأشخاص على "نسيان" التجارب المؤلمة، لكن ربما يجد بعض الأطفال ذلك متعذّراً وربما يحتاجون إلى تذكّر التجربة والتحدّث عنها قبل أن يستطيعوا "نسيانها" أو التصالح معها.

   وفي الظروف التي تستدعي تحدّث الأطفال عن تجارب مؤلمة (قد يحتاج الطفل المنفصل عن أهله مثلاً إلى التحدّث عن  تجربة الانفصال لكي يقدّم معلومات ضروريّة تساعد في جهود تتبّع الأسرة)، أو عندما يعبّر الطفل عن حاجة إلى الحديث أو رغبة فيه، قد تساعد النقاط التالية العاملين في هذه المهمّة الصعبة.

1.                            السماح للأطفال بتحديد سرعة التقدّم: يجب ألاّ يُجبر الأطفال على بحث تجاربهم أو الكشف عنها، ويجب أن تأتي المبادرة من الطفل دائماً. اسمح للطفل بتحديد سرعة تقدّم المقابلة ولاحظ العلامات غير الشفهيّة التي تشير إلى أنّ الطفل لا يريد متابعة الحديث. وقد يكون من الضروريّ وقف المقابلة، أو أخذ استراحة وا�

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 166 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,886