فعالية برنامج إرشادي لتحسين تواصل الأمهات مع أطفالهن وأثره في تنمية النضج الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع
> أشرف محمد عبد الغني شريت* و عطية عطية محمد ***
> مقدمة:
> تعتبر العناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أي مجتمع من المجتمعات أحد الدلائل على تقدم هذا المجتمع، ولقد بدأت هذه الفئة من الأطفال نتيجة لتطور الفكر الإنساني – تناول الرعاية والتوجيه والتأهيل للحياة وفق إمكانتهم وقدراتهم، وظاهرة وجود ذوي الاحتياجات الخاصة لا تعني بالضرورة عجز الإنسان كلياً، فلكل فرد سمات قوة وسمات ضعف.
> ويعد الإنسان بطبيعة كائناً اجتماعياً ينشأ في جماعة، وينتمي إليها ويتفاعل مع أعضائها، ويتواصل معهم، فيتم على أثر ذلك الأخذ والعطاء بينه وبينهم. وتلعب حاسة السمع دوراً هاماً وبارزاً حيث تسمح للفرد بسماع الأصوات والكلمات التي ينطق بها الآخرون من حوله، فيشرع في تقليدها مما يساعده على تعلم تلك اللغة السائدة في جماعته فيتمكن على أثر ذلك من التعامل والتفاعل والتواصل معهم إذ ينقل أفكاره إليهم ويستمع إلى أفكارهم وآرائهم وهو الأمر الذي يسهم بدور فاعل في تطور سلوكه الاجتماعي، كما يساعده من جانب آخر في فهم البيئة المحيطة بما فيها ومن فيها، فيتعرف بالتالي على ما تتضمنه من جوانب إيجابية، وينتفع بها ويطور فيها، ويتعرف كذلك على ما تضمنه من مخاطر فيتجنبها، ويتحاشى تلك المواقف التي قد تدفع به إلى مثل هذه المخاطر . وإلى جانب ذلك فإن فهمه للآخرين وفهمه للبيئة المحيطة ومشاركته في الأنشطة المختلفة وتطور سلوكه الاجتماعي يمكنه من السيطره على انفعالاته والتعبير المناسب عنها، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل واضح على شخصيته ككل.
> وما من شك أن الإعاقة السمعية تؤثر على المظاهر النمائية المختلفة لدى الأفراد المعاقين سمعياً فهي تؤثر على مظاهر النمو اللغوي والنفسي والاجتماعي والمعرفي والتحصيل الأكاديمي ( الزريقات، 2003 ) بالإضافة إلى هذا التأثير، فإن وجود طفل معاق سمعياً في الأسرة يترتب عليه الكثير من التحديات التي على الأسرة أن تواجهها والضغوط النفسية التي عليها أن تتعامل معها، فالتعرف على الصم غالباً ما يأتي نتيجة مرحلة طويلة من الصعوبات الانفعالية التي ربما لا تقف عند حد ما أو عمر معين ( Kricos, 1993 ) . ففي كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل المعاق سمعياً نجد أن ردود الفعل الانفعالية تعود من جديد لتضع الأسرة في دائرتها وتفرض عليها مره أخرى ضغوطات نفسية تؤرق الأسرة وأعضاءها، فمرحلة دخول المدرسة ومرحلة المراهقة ومرحلة الرشد كلها مراحل يمر بها الطفل المعاق سمعياً وبحد ذاتها تشكل مصدراً من مصادر الضغوط النفسية.
> كما يؤكد عبد المطلب أمين القريطي ( 2001 : 311) أن الإعاقة السمعية بدورها تؤدي إلى إعاقة النمو الاجتماعي للطفل حيث تحد من مشاركاته وتفاعلاته مع الآخرين واندماجه في المجتمع، مما يؤثر سلبياً على توافقه الاجتماعي، وعلى مدى اكتسابه المهارات الاجتماعية الضرورية واللازمة لحياته في المجتمع كما تعوض نموه الانفعالي والعاطفي.
> ويعد ضعف السمع نمط من أنماط العجز حيث يستشعر صاحبه فقد قدره من قدراته التي لها وظيفة اجتماعية نتيجة وجود حاجز التخاطب وعدم التواصل، ويؤكد عبد العزيز الشخص ( 1997 : 33) على أهمية حاسة السمع في تكوين الحصيلة اللغوية التي يستخدمها الطفل في نطق الكلمات وذلك عن طريق اكتسابه من الوسط المحيط به.
> ومن آثار ضعف السمع على شخصية الطفل المعاق سمعياً عدم القدرة على إنشاء العلاقات الاجتماعية الطبيعية والفعالة مع الآخرين وذلك بسبب عدم قدرته على التواصل اللغوي بشكله المنطوق ( الشكل الأساس للتواصل الاجتماعي الطبيعي ) ( غسان عبد الحي أبو فخر، 1992 : 57، 58 ) كما أن ضعف السمع تحجم دخول الخبرات والمعرفة التي تعتمد على هذه الحاسة ، فضعف السمع يؤدي إلى تأخر الحصول على الخبرات ويزيد من تأخر الصمم في الحصول على الخبرات عوامل أخرى مثل عدم توافر وسيلة الاتصال الاجتماعي بينه وبين الأفراد السامعين، فعدم قدرة الطفل ضعف السمع على مشاركة الآخرين بوسائل اتصالهم المختلفة التي تعتمد في الأساس على القدرة على السمع وتمييز الأصوات والكلام فهو غالباً ما ينعزل عن الجماعة، ويبدو أنه لا تتاح له فرص التفاعل الاجتماعي والحصول على الخبرات الاجتماعية بصورة سليمة، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تكوين شخصية منطوية وغير ناضجة انفعالياً واجتماعياً.
> ويشير شاكر قنديل ( 2000 : 498) إلى أن دائرة التواصل في آية أسره يجب أن تستوعب جميع أفرادها وخاصة الطفل ضعيف السمع ومن ثم فإن تطوير طريقة تواصل أسرى ناجحة تدعم نموه، النفسي والوجداني وتنمي وعيه الاجتماعي، وبدون هذا التواصل تتعقد مشاكل سلوكه وقواعد النظام في حياته.
> وإعداد الطفل ضعيف السمع لمواجهه الحياة يتطلب إكسابه أكبر قدر من الخبرات والمهارات التي تؤهله لها قدراته واستعداداته حتى يكون عضواً مسؤلاً في المجتمع، ويخرج من حيز الإعاقة التامة إلى مجال الإنتاج والاعتماد على النفس جزئياً أو كلياً. مما يؤثر على الطفل من جميع الجوانب وبخاصة الجانب الاجتماعي ومنه النضج الاجتماعي إذ تمثل مرحلة الطفولة المحور الأساسي لبناء شخصيه هؤلاء الأطفال من أجل الوصول إلى درجة معينه من الكفاءة الشخصية والاجتماعية تساعدهم في التفاعل مع مواقف الحياة.
> وأن الإحساس بنجاح الأم الكامل للطفل ينمو عندها حين تتصل بطفلها وخاصة الطفل المعاق، وذلك أن غياب الاتصال الكامل مع أمه يؤدي إلى تغييرات في تكوينه، إنها تستطيع أن تحد من قدراته ليكون مشاعر القرب لأمه وبالتالي للأعضاء الآخرين، فمما لا شك فيه أن طرق الاتصال وتبادل اتصال المعلومات بين الآباء والطفل هذه الطرق تقلل الإحساس بالعزلة بينهم.
> ولذا فإن التفاعل المبكر بين الأمهات وأطفالهن ضعاف السمع له تأثيرات واسعة في النمو الاجتماعي للطفل ضعيف السمع حيث ينتقل الطفل إلى مرحلة ما وراء علاقة الأم والطفل إلى ما وراء المحيط الأسري لكي يتعامل مع باقي العالم، ويؤثر تواصل الآباء في النمو الاجتماعي للطفل ضعيف السمع كما يؤثر في مجالات النمو الأخرى ( Vaccari & Marschark, 1997: 1-6 ).
> وتؤكد دراسة ( Spencer, 1993: 275 ) على أن تواصل الأمهات المبكر مع أطفالهن ضعاف السمع واستخدامهن للإشارة بشكل معبر يؤثر على استخدام الطفل للإشارة بشكل معبر كما يؤثر إيجابياً على نمو الطفل.
> كما يشير شاكر قنديل ( 1995 :9) إلى أن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل ضعيف السمع يلعب دوراً هاماً في تسهيل أو تعقيد مهمة الطفل ضعيف السمع في التعامل مع الصعوبات الناتجة عن إعاقته.
> ومن هذا المنطلق فإن أي قصور ينتاب حاسة السمع يؤثر بطبيعة الحال على الأداء الوظيفي الخاص بها سواء تمثل ذلك في ضعف السمع أو حتى في فقد السمع، ومن ثم فإنه يترك أثراً سلبياً واضحاً على الفرد وعلى جوانب شخصيته بشكل عام عقلياً، وانفعالياً، واجتماعياً، وأكاديمياً، ولغوياً وجسمياً، وحركياً. كذلك فإنه يجعله في حاجه إلى تعلم طرق وأساليب خاصة للتواصل كي يتغلب جزئياً على تلك الآثار الناجمة، ويصبح أيضاً في حاجة إلى برامج خاصة يتمكن بموجبها من تعلم ما يساعده ولو جزئياً على العيش في جماعته، والإبقاء على قدر من التفاعل والتواصل معهم يحقق له قدراً معقولاً من التوافق الشخص والاجتماعي.
> وفي ضوء ما سبق فإنه لا يمكن الحد من إعاقة الطفل ضعيف السمع بل يكون الجهد الحد من الآثار السالبة للبيئة الاجتماعية وبصفة خاصة الأم فهي المسئولة عن النمو الاجتماعي للطفل ضعيف السمع بما توفره له من إشباع لحاجاته النفسية فانعدام تواصلها مع طفلها ضعيف السمع يؤدي إلى تكوين شخصية منطويه وغير ناضجة اجتماعياً. ومن هنا تبدو أهمية تحسين تواصل الأم مع طفلها ضعيف السمع لما يظهر تأثيره على شخصية الطفل ضعيف السمع ويؤدي إلى تكوين شخصية ناضجة اجتماعياً.
> ثانياً: مشكلة الدراسة:
> نتيجة لاختلاف لغة التواصل بين الأم طبيعية السمع وطفلها ضعيف السمع لإعتمادها على اللغة المنطوقة، وعجز الطفل ضعيف السمع عن استقبال أو إرسال اللغة من خلال السمع نظراً لتعطل الجهاز السمعي، وبالتالي لا يستفيد الطفل من تناقل الخبرات من الأم عبر الكلام المسموع مما يدفع الأمهات لتعزيز سلوك الاعتماد عند الطفل، حيث تجد الأمهات أن مهمة عمل شيء للطفل ضعيف السمع أيسر من محاولات إفهامه كيفية عملها مما يشعر الطفل بالعزلة والانطواء، واعتماده على الأم في جميع السلوكيات التي يجب القيام بها في مرحلته العمرية مما يضعف النضج الاجتماعي للطفل ضعيف السمع. ولذلك تعتبر مشكلة توصل الأم مع الطفل ضعيف السمع في بداية حياته من المشكلات الهامة والمطلوب حلها، وذلك لأن هذه المشكلة تؤثر سلبياً على الطفل من جميع النواحي وخاصة النواحي الاجتماعية ومنها نضجه الاجتماعي، وباعتبار أن الأم هي الحاضنة الأولى للطفل في السنوات المبكرة فإنه يتطلب منها نقل أحاسيسها إليه بصورة أو وسيلة يتفهمها ويتعاين معها، ومن ثم يمكن إدراك مشاعرها من ناحية والرد عليها من ناحية أخرى، فاستخدام الأم التي تتمتع بالسمع لوسائل اتصال تتطلب من الطفل القدرة على تمييز الأصوات، فإذا لم يستطع فغالباً ما ينعزل عن الجماعة، وهذا يؤدي إلى تكوين شخصية منطوية وغير ناضجة اجتماعياً.
> ضعف السمع تضع الفرد المصاب به في مواقف صعبة تأخذ مكانها بين مجتمع السامعين و مجتمع الصم. فالإصابة بضعف السمع يعكس سلوك العزلة والانسحاب الاجتماعي والذي ينتج بشكل رئيسي عن صعوبات التواصل. إن العديد من المشكلات التي تواجه الأطفال ضعاف السمع في المدارس هي ناتجة عن الفقدان السمعي فانخفاض التحصيل وضعف المهارات اللغوية بقسميها الاستقبالية والتعبيرية ومحدودية العلاقات الاجتماعية ما هي إلا مشكلات ناتجة عن الإصابة بالإعاقة السمعية التي تؤثر بشكل شديد على مظاهر سلوك الشخص المصاب (Hallahan & Kuffman, 2003 ) .
> كما أشارت نتائج (Yetman, 2000 ) إلى أن الأفراد ضعاف السمع يعانون من مفهوم ذات متدني مقارنة بأقرانهم السامعين وأكد ( Clark, 2003 ) أن تحسين مستوى التوافق الاجتماعي لدى ضعاف السمع يعتمد بشكل رئيسي على البيئة الاجتماعية والثقافية وقد خلص (Hughes, 1998 ) من خلال مراجعته للأدب المتعلق بعلاقة الفقدان السمعي بالتأثيرات الانفعالية والاجتماعية والحاجات التربوية إلى أن ضعاف السمع تؤثر على الكلام والاستيعاب ولها تأثيرات اجتماعية وانفعالية تتطلب برامج تربوية خاصة لتحقيق حاجات الطفل المصاب بضعف السمع.
> ومن هنا فإن المشكلات الناتجة عن الإصابة بالإعاقة السمعية يجعلها من أكثر الميادين في التربية الخاصة التي استقطبت ولا زالت تحظى باهتمام الباحثين والمهتمين. وتتابين المشكلات الناتجة عن الإصابة بضعف السمع باختلاف العوامل المؤثرة على المظاهر النمائية المختلفة، ويشير ( Altman, 1996 ) إلى أن العمر عند الإصابة بالإعاقة السمعية ونوع ودرجة الفقدان السمعي ومدى إدراك المعاقين سمعياً لفوائد استخدام السماعات الطبية أو التكنولوجيا السمعية في الحياة اليومية، وردود فعل الآباء الانفعالية ومستوى تعليم وتأهيل الآباء والبيئية السمعية المحيطة كلها تعتبر من العوامل المؤثرة على حياة الفرد المعاق سمعياً وأنشطته اليومية.
> والتقليل من آثار ضعف السمع على حياة الطفل ضعيف السمع، فإن التأهيل السمعي Audiological Rehabilitation يلعب دوراً بارزاً، حيث ازداد التركيز في العقدين الماضيين على برامج التأهيل السمعي بهدف مساعدة الأطفال ضعاف السمع على التكيف والتعامل مع الآثار الناتجة عن الفقدان السمعي. وحتى تكون برامج التأهيل السمعي فعالة لا بد لها أن تتعامل مع مشكلات التواصلية لتحقق بذلك حاجات كل فرد بخصوصيته الخاصة ( الزريقات، 2003 ).
> كما نبعت مشكلة الدراسة الحالية أيضاً من خلال إطلاع الباحثان على الدراسات التي أوضحت تواصل الأمهات وتأثيرة في النضج الاجتماعي للطفل ضعيف السمع ولكنها لم تتناول مرحلة الطفولة المبكرة ومن هذه الدراسات: دراسة Caldron (2000)، Caldron (1999)، Samuel (1996) ، Musselman & Churchill(A) (1991)، Matkin & Matkin (1985) Meadow et al (1984)، Schoenwald. Oberbech(1984).
> ومن خلال خبرة الباحثين الميدانية في تدريس مساقات الإعاقة السمعية وخصوصاً التدريب الميداني مع الأطفال المعاقين سمعياً فقد بدى لهما واضحاً أن هذه الفئة من الأطفال ضعاف السمع تعاني من مشكلات تواصلية وسلوكية واجتماعية وأسرية وأكاديمية تؤثر بشكل واضح على مسار حياتهم وآمالهم المستقبلية وحقهم في مواصلة تعليمهم واتخاذ القرارات الخاصة بهم شأنهم بذلك شأن أي طفل سامع يمارس ذلك وبقدر من الاستقلالية. وأيضاً معرفتهم الوثيقة بمدى أهمية تواصل الأم طبيعية السمع في تشكيل شخصية الطفل ضعيف السمع الذي تبين لهما أثناء تقابلهما مع الأمهات أن أهم مشكلة تواجههن عدم فهمهن لأبنائهن ضعاف السمع والتواصل معهم حيث تجد الأمهات صعوبة في التواصل بينهن وبين أطفالهن ضعاف السمع في جميع مواقف الحياة اليومية، مما يؤثر على الطفل في جميع الجوانب وبخاصة الجانب الاجتماعي ومنه النضج الاجتماعي إذ تمثل مرحلة الطفولة المبكرة المحور الأساسي لبناء شخصية هؤلاء الأطفال.
> ومن هنا تدور مشكلة هذه الدراسة حول فعالية برنامج إرشادي لتحسين تواصل الأمهات مع أطفالهن وأثرة في النضج الاجتماعي للأطفال ضعاف السمع وهذا يتطلب الإجابة على التساؤلات الآتية:
> 1. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لتواصل الأمهات مع أطفالهن ضعاف السمع من وجهة نظر الأم على أبعاد مقياس تواصل الأم مع الطفل ضعيف السمع ؟
> 2. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسيين القبلي والبعدي لتواصل الأمهات مع أطفالهن ضعاف السمع من وجهة نظر الأم على أبعاد مقياس تواصل الأم مع الطفل ضعيف السمع؟
> 3. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسيين البعدي والتتبعي لتواصل الأمهات مع أطفالهن ضعاف السمع من وجهة نظر الأم على أبعاد مقياس تواصل الأم مع الطفل ضعيف السمع؟
> 4. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي لتواصل الأمهات مع أطفالهن من وجهة نظر الطفل ضعيف السمع على أبعاد مقياس التواصل المصور للأم مع الطفل ضعيف السمع؟
> 5. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياسسين القبلي والبعدي لتواصل الأمهات مع أطفالهن من وجهة نظر الطفل ضعيف السمع على أبعاد مقياس التواصل المصور للأم مع الطفل ضعيف السمع على أبعاد مقياس التواصل المصور للأم مع الطفل ضعيف السمع؟
> 6. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسيين البعدي والتتبعي لتواصل الأمهات مع أطفالهن من وجهة نظر الطفل ضعيف السمع على أبعاد مقياس التواصل المصور للأم مع الطفل ضعيف السمع؟
> 7. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات الأطفال ضعاف السمع في المجموعتين الضابطة والتجريبية في قياس النضج الاجتماعي بعد تطبيق البرنامج؟
> 8. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات الأطفال ضعاف السمع المجموعة التجريبية في القياسيين القبلي والبعدي على مقياس النضج الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع.
> 9. هل توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسيين البعدي والتتبعي على مقياس النضج الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع.
> أهداف الدراسة :
> تسعى الدراسة الحالية إلى تقديم برنامج إرشادي تدريبي لتحسين تواصل الأمهات مع أطفالهن وأثره على النضج الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع في مرحلة الطفولة المبكرة، ثم يلي ذلك السعي للتحقق من مدى فعالية البرنامج الإرشادي في تحسين تواصل الأمهات مع أطفالهن وأثره على النضج الاجتماعي لدى مجموعة من الأطفال ضعاف السمع الأكثر تعرضا لاضطراب التواصل مع أفراد أسرته وذلك باستخدام الفنيات والأساليب والأشكال المختلفة. والكشف عن تأثيرات ذلك في تحسين تواصل الأمهات مع أطفالهن وأثره على النضج الاجتماعي لدى المجموعة التجريبية ومدى استمرارية تأثير البرنامج المستخدم من خلال القياس التتبعي بعد مضى عشرة أسابيع من القياس البعدي. وذلك يهدف الوصول إلى توصيات علمية وعملية تقدم إلى الجهات المسئولة وتساعد الأمهات على فهم طبيعة إعاقة طفلهم وحاجاته الخاصة التي ينفرد بها دون غيره. وكما تساعد بذلك القائمين على تربية وتعليم هذه الفئة من الأطفال ضعاف السمع على التخطيط ووضع الخدمات اللازمة المحققة لحاجاتهم.
> أهمية الدراسة:
>  تنبع أهمية الدراسة من خلال ما نلاحظه من قله البحوث والدراسات التي استخدمت أساليب وفنيات الإرشاد والعلاج الأسري في البيئات العربية لدى الأطفال ضعاف السمع وذلك على الرغم مما أكدته نتائج الدراسات الأجنبية من فعاليه ونجاح البرامج الإرشادية والعلاج الأسري في التصدي للعديد من المشكلات والاضطرابات في التواصل لدى الأطفال ضعاف السمع وامتداد تأثيراته الإيجابية والاستمرار في التحسن لفترة طويله بعد الانتهاء من التعرض لأنشطة وفنيات ومواقف واستراتيجيات البرنامج الإرشادي التدريبي المستخدم، مما يشير إلى أن الأسرة هي التي تحتاج إلى الإرشاد من أجل تعديل وتحسين العلاقات والتفاعلات المضطربه وأنماط وأساليب التفاعل الخاطئة، ومن هنا تأتي أهمية البرامج الإرشادية والعلاجية والإرشادية الأسري بما يوفره من فرصه أفضل لنجاح وتحسين العملية الإرشادية، حيث يركز محور اهتمامه على الأسرة بصفة عامة والأمهات بصفة خاصة وذلك وحدة متكاملة أسهمت إسهاما في وجود الأجواء الأسري المضطربة.
>  يرجع الاهتمام بدراسة فئة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والرعاية وهي فئه الأطفال (ضعاف السمع ) وذلك لأن لهذه الإعاقة من تأثير واضح على تكيف الفرد وتفاعله مع أفراد الأسرة من حوله.
>  يرجع الاهتمام بفئة الأطفال ضعاف السمع لأنها لم تنل حظها من الرعاية والاهتمام في البحث والدراسة قياساً بغيرها من الفئات الأخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل أنها تكاد تكون فئة مهملة من جانبنا.
>  تقديم برنامج إرشادي تدريبي لتحسين مستوى التواصل لدى أمهات الأطفال ضعاف السمع وأثره في النضج الاجتماعي لديهم حتى يمكن أن يسهم في زيادة تفاعل واندماج هؤلاء الأطفال مع الآخرين.
>  ويتمثل الجانب النظري فيما يمكن أن توفره هذه الدراسات من معلومات وبيانات نظرية والقاء الضوء على أشكال واستراتيجيات وأشكال مختلفة في مرحلة الطفولة المبكرة، وله تأثيراته الواضحة على تكوينهم النفسي خاصة النضج الاجتماعي وتأثير البرنامج الإرشادي التدريبي على خفض تلك الاستراتيجيات والأساليب بالنضج الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع.
>  كما تتمثل الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة في الكشف عن مدى فعالية برنامج إرشادي تدريبي لتحسين تواصل الأمهات مع الأطفال ضعاف السمع وأثره على النضج الاجتماعي لديهم وعن مدى إمكانية استمرار تأثيراته الإيجابية.
>  كما ترجع الأهمية مع ما نلاحظه من ندره استخدام هذه البرامج الإرشادية التدريبية والعلاجية المقترحة في مجتمعاتنا العربية لما يتطلبه من وقت وجهد، حيث يمكن أن يساعد الاهتمام بهذه النوعية من البرامج وعلى انتشار هذه النوعية من البرامج في تحسين العلاقات الأسرية بين الأطفال الصم بصفة عامة، وفئة ضعاف السمع بصفة خاصة، وفعالية هذا البرنامج بعيده المدى على الفرد الذي يتصدى لهذه المشكلة.
> مصطلحات الدراسة:
> * البرنامج الإرشادي program counseling
> تعتمد هذه الدراسة على برنامج إرشادي تدريبي يساعد الأطفال على تفهم وجود مشكلات أسريه، وتقبلها والتخفيف عن مشاعرهم المصاحبة لما يواجهونه في أسرهم لتدعيم ثقتهم بأنفسهم وتحقيق ذواتهم من خلال مجموعة المعلومات من مواقف الحياة اليومية المقدمة للأمهات وأطفالهن ضعاف للسمع استخدام طرق التواصل المختلفة والتي تهدف لتحسين تواصل الأم مع طلفها ضعيف السمع مما يؤدي إلى تحسين النضج الاجتماعي للطفل ضعيف السمع ويسهم في تنمية قدرات واستعدادات هؤلاء الأطفال لأقصى حد ممكن ويساعدهم بالتالي على الانخراط في المجتمع.
> *التواصل : Communication
> التواصل البشري يتيح فرص التأثير مع الآخرين، بما في ذلك تغير حالتهم العضوية والنفسية، ويتيح فرص التعاون مع الآخرين أو عدمه، ويمكن إثارة مشاعر السعادة والتعاطف بين الناس، مثلما يثير لديهم مشاعر الأسس والحزن وعدم الشعور بالأمن، فعملية التواصل هنا عملية منطقية وعقلانية". ( عبد العزيز السيد الشخص، 1997 : 22 ).
> يعرف الباحثان التواصل إجرائياً : "بأنه عملية أقامة وتطوير الروابط بين البشر وتتضمن تبادل الآراء والأفكار والمعلومات وتنمية العملية الاجتماعية بالدرجة التي تحصل عليها الأمهات في مقياس التواصل المستخدم في الدراسة".
> * ضعاف السمع: Hard of Hearing
> هو الشخص الذي يعاني من فقدان سمعي يتراوح ما بين 35-69 ديسيبل نجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام باعتماده على حاسه السمع فقط سواء باستخدام السماعة أو لم يستخدمها.
> ( إبراهيم القريوتي، 1998: 26 )
> ويعرف صلاح حافظ ( 2002 : 61 ) ضعاف السمع بأنهم الذين حاسة السمع لديهم رغم أنها قاصرة إلا أنها تؤدي وظائفها باستخدام المعينات السمعية أو بدون استخدام هذه المعينات السمعية.
> ويعرفه الباحثان إجرائياً بأنهم الأشخاص الذين يعانون من ضعف في السمع بالأذنين على ألا تقل درجة فقدانه في الأذن الأحسن سمعاً عن ( 40 وحدة سمعية أو أكثر ) وكثيراً ما يجدون مشكلات في علاقاتهم الاجتماعية والشخصية بالآخرين، لأنهم لا يستطيعون التواصل بسهولة مع الأشخاص الآخرين ولديهم نقص في القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين. لذا فهم يحتاجون في تعليمهم وتفاعلهم مع الآخرين وسائل معينة وذلك كما يقاس بالأدوات المستخدمة في الدراسة.
>
>
> * النضج الاجتماعي Social Maturity :
> يعرف أحمد عبد المعبود ( 1994 : 68 ) النضج الاجتماعي هو عملية مستمرة في حياة الفرد من خلالها يستطيع الفرد أن ينمي سلوكه الاجتماعي ويكون قادراً على التفكير المستقل ويعتمد على ذاته، وأن يتحمل المسئوليات الاجتماعية التي تلائم عمره الزمني والعقلي.
> يعرف الباحثان النضج الاجتماعي إجرائياً هو اكتساب الطفل بعض المهارات السلوكية التي تساعده على العناية بنفسه، وعلى المشاركة في الحياة، ودرجة اكتساب السلوك الاجتماعي والمعايير الاجتماعية والاعتماد على النفس في الخصائص التي تتناسب مع مرحلتهم العمرية وهو ما يقيسه مقياس فاينلاند للنضج الاجتماعي.
> *الإطار النظري والدراسات السابقة:-
> - ضعاف السمع:-
> الأطفال ضعاف السمع لا يمكن أن تحددهم بخصائص محددة فهم أفراد بقدرات وأنماط تعلم مختلفة إلا أنهم يتشاركون بخاصية هي أن السمع لديهم محدود. فدرجة الإعاقة بضعف السمع والعمر عند الإصابة يحد من قدرة الفرد على التفاعل مع الآخرين نطقياً. وعامل آخر هام هو هل المعاقون بضعف السمع لديهم إعاقات معرفية جنباً إلى جنب مع الإعاقة بضعف السمع وتشير التقديرات الإحصائية إلى أن حوالي 25% من المعاقين بضعف السمع لديهم إعاقات إضافية مثل الإعاقات البصرية والتخلف العقلي وصعوبات التعلم واضطرابات السلوك والشلل الدماغي فهذه الإعاقات ناتجة عن نفس العوامل المسببه للإعاقة السمعية مثل الحصبة الألمانية واختلاف العامل الرايزيسي بين الأم والطفل والصدمات وقت الميلاد. الأطفال الذين لديهم ضعف سمع موروث يميلون إلى أن لا تكون لديهم إعاقات متعددة وفي العموم ومهما كان السبب ، فإن الأطفال الذين لا يستطيعون التواصل مع الآخرين جيداً يواجهون صعوبات في التعلم من خلال الطرق التعليمية التقليدية. ( Smith, 2004; Moores, 2004 )
> وبما أن النمو الانفعالي والاجتماعي واللغة والتكنولوجيا مهمة لنمو الطفل ضعيف السمع، فإن هناك عامل آخر هام وهو تقبل الأسرة له وإدماجه في أنشطتها المختلفة. بعض الأسر وأعضائها تتكيف بسرعه مع متطلبات وجود طفل ضعيف السمع وهذا يعتمد على مقدار الخدمات والدعم المقدم لدى بعض الأسر فإنه تسجل خبرات من الضغط النفسي بسبب الفقدان السمعي والمرتبط أكثر بالقدرة على التواصل مع الطفل. ( Andrews, Leigh Sweiner, 2004; Scheetz, 2004, Smith, 2004 ).
> لذا تعتبر فئة ضعاف السمع تعاني وما زالت تعاني الحرمان من التمتع بالحياة مع الأسوياء وذلك لأن حاسه البصر وسيله يتعرف بها الإنسان على بيئته المادية وأما حاسة السمع فهي وسيلته للتعرف على بيئته الاجتماعية، أي أنهم فئة تتطور حياتها بدون التمتع أما بالاتصال أو بالتعامل الكامل مع البيئة على أساس سمعي ( إبراهيم عباس الزهيري، 2003 : 150 )
> ويذكر عادل الأشول ( 1987 :422 ) أن ضعف السمع: هي حالة تنخفض فيها حدة السمع عند الفرد، لدرجة احتياجه لخدمات معينه مثل برامج للتدريبات السمعية وقراءة الكلام، والعلاج باستخدام المعينات السمعية، ومما يجدر الإشارة إليه أن كثيراً من الأطفال ذوي السمع العادي يقومون باستعانه ببعض الوسائل أو الأدوات السمعية التي تقدم لضعاف السمع".
> وطبقاً للقرار الوزاري رقم (37 ) لسنه ( 1990) المادة ( 11) بشأن اللائحة التنظيمية لمدارس وفصول التربية الخاصة فقد تم الاتفاق على تعريف ضعاف السمع بأنهم:- " هم الذين لديهم سمعاً ضعيفاً لدرجة تجعلهم يحتاجون في تعليمهم إلى ترتيبات خاصة أو تسهيلات ليست ضرورية في كل المواقف التعليمينة التي تستخدم للأطفال الصم كما أن لديهم رصيداً من اللغة والكلام الطبيعي". ( القرار الوزاري رقم 37 لسنة 1990 المادة (11) وزارة التربية والتعليم )
> ويرى عبد العزيز السيد الشخص وعبد الغفار الدماطي ( 1992 : 209 ) أن ضعف السمع يعني: "حالة من انخفاض حده السمع لدرجة تستدعي خدمات خاصة كالتدريب السمعي أو قراءه الشفاه أن علاج النطق، أو التزود بمعين سمعي، ويمكن لكثير من الأفراد الذين يعانون من ثقل في السمع أن يتلقوا تعليمهم من الفاعلية بدرجة مساوية للأفراد العاديين في سمعهم وذلك مع إجراء التعديلات والتغييرات الصحية المناسبة لهم".
> ويعرف على عبد النبي محمد ( 1996 : 83 ) ضعاف السمع بأنهم ؛ الأشخاص الذين يعانون من عجز أو نقص في حاسه السمع، بدرجة لا تسمح لهم بالاستجابة الطبيعية للأغراض التعليمية والاجتماعية، إلا من خلال استخدام وسائل معينة.
> ويضيف عاطف محمد الأقرع ( 1999 : 146 – 149 ) أن شخصية الطفل ضعيف السمع تتأثر بالإعاقة السمعية لما لها من أثر مباشر على توافقه الاجتماعي وذلك لأن ضعيف السمع عليه أن يفهم ما يريده منه الآخرين من تغيرات وجوهم فقط، حيث أنه يفتقد ما يمكن اعتباره من أهم مصادر تكوين العلاقات الاجتماعية وهو سماع صوت المتحدث، كما أن ضعيف السمع يجد صعوبة ومشقه في الاتصال الفكري بالآخرين لأنه مضطر أن يعبر للناس عن أفكاره بواسطة التلميح أو الإشاره ومن ذلك يصبح أن عجز الطفل عن التعبير اللفظي يؤدي إلى عجز في النضج الاجتماعي وعجزه في تكوين علاقات جديدة بالمحيطين به.
> ويضيف عادل عبد الله محمد ( 2004 : 155 ) أن ضعاف السمع هم " أولئك الأفراد الذين يعانون من قصور في حاسه السمع ويتراوح في درجته بين 25 إلى أقل من 70 ديسيبل وهو الأمر الذي لا يعوق قدرتهم من الناحية الوظيفية على اكتساب المعلومات اللغوية المختلفة سواء عن طريق آذانهم بشكل مباشر، أو عن طريق استخدام المعينات السمعية اللازمة حيث يكون لدى هؤلاء الأطفال بقايا سمع residuat hearing تجعل حاسه السمع من جانبهم تؤدي وظيفتها بدرجة ما وذلك استناداً على مصدر الصوت الذي يجب أن يكون في حدود قدرتهم السمعية.
> - مما سبق يتضح للباحثين أن:
> * الصم: " هم الذين فقدوا حاسة السمع قبل أن يتعلموا اللغة والكلام بحيث لا يوجد لديهم أي آثار للتنمية التواصلية عبر اللغة والكلام السابق تواجدها واختزالها.
> * ضعاف السمع: " هم الذين فقدوا جزءاً من سمعهم، ولديهم قدرة ضعيفه على الكلام واستخدام اللغة، ومن ثم يعانون من بعض الصعوبات في عملية التعلم".
> ويعتبر العمر الذي بدأت فيه الإصابة بضعف السمع عامل هام في تحديد درجة التأخر في النمو اللفظي، والأطفال الذين يعانون من صعوبات سمعية منذ الولادة يواجه نموهم اللفظي عجزاً واضحاً منذ الطفولة المبكرة رغم أنهم يصدرون أصواتاً ويبدءون في المناغاه كباقي أقرانهم ( عبد الرحمن سليمان، 2001 : 111) . ويشير فاروق صادق (1997) إلى أن هناك علاقة طردية واضحة بين النمو اللغوي لذوي ضعاف السمع ودرجة تلك الإعاقة ولذا فإن هناك آثاراً سلبية عدة لضعاف السمع على النمو اللغوي لدى هذه الفئة وتتلخص في كون أن الطفل ذي ضعف السمع لا يتلق أي رد فعل سمعي أو أي تعزيز من الآخرين عندما يصدر أي صوت من الأصوات بالإضافة لأنه لا يتمكن من سماع النماذج الكلامية من قبل الكبار لكي يقلدها.
> لذا فإصابة الفرد بالإعاقة السمعية تسبب قلقاً شديداً، ومشكلات للأسرة التي توجد بها، فالكثير من الآباء يريدون معرفة سبب هذه الإعاقة، ولكن للإعاقة أسباب كثيرة ومتنوعة بعضها معروف والآخر غير معروف الأسباب، لذا لا يمكن القول: أن الإعاقة هي نتاج لعامل واحد بل في الغالب أنها تحدث نتيجة لأكثر من عامل أو سبب، فقد ترجع الإعاقة لأسباب قد تكون طبية، أو لأسباب متعلقه بالفرد نفسه، أو مرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها ( محمد عبد الحي، 2001 : 63)
> وتشير العديد من الدراسات مثل: محمد فتحي عبد الواحد (2001: 63-65 ) ، محمد عبد الحي ( 2001: 64-66)، (Hallahan & Kaufman, 2000)، وجمال الدين الخطيب ( 1998 : 47-49 ) سامية فهمي وآخرون ( 1997: 108-110 )، عبد المطلب أمين القريطي ( 2001 : 139)، زينب محمود شفير ( 1996 : 183 )، (Heward & Orlansky, 1993: 35 )، ( Stephen & Peter, 1987 )، إلى الأسباب والعوامل التي تؤدي للإعاقة السمعية وهي:
> 1- عوامل مسببه للإعاقة السمعية قبل الولادة ومنها: ( أسباب وراثية، وأسباب جينيه، اختلاف عامل ( RH ) العامل الريزيسي، إصابة الأم ببعض الفيروسات، تناول الأم الحامل لبعض العقاقير الضارة)
> 2- عوامل مسببة للإعاقة السمعية أثناء الولادة: وقد تحدث للأم أثناء عملية الولادة بعض المضاعفات أو التغيرات التي تؤدي إلى ولادة عسرة الطييب المولد بسببها استخدام الجفت أو الشفط أثناء إخراج الجنين مما ينتج عنه إعاقات كثيرة منها الإعاقة السمعية وحالات التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين وقد يحدث نقص في كمية الأكسجين الواصل إلى الجنين مما يؤدي إلى حدوث الإعاقة.
> 3- عوامل سببه للإعاقة السمعية بعد الولادة: وترجع إلى إصابة الأذن الخارجية والوسطى، أو أسباب خلقية في صوان الأذن أو القناه السمعية أو طيلة الأذن أو وجود كمية كبيرة من صمغ الأذن في قناة السمع بالأذن الخارجية أو الالتهابات والأورام التي تصيب الأذن كالالتهاب السحائي وغيره مما يضعف من السمع.
> ومن خلال النظر إلى مفهوم الإعاقة السمعية من خلال عدة تصنيفات محددة منها درجة ضعف السمع ويمثل هذا العامل أهمية في التفرقة بين الصم وضعاف السمع من خلال التعرف على درجة فقدان السمع بالديسبل وهي؛ وحدة قياس التفاوت بين صوتين- مع تفسير تأثر الفرد في قدرته على سماع الكلام.
> وقد تبين كل من دراسة (Hallahan & Kaufman, 2000 )، ودراسة ( محمد فتحي عبد الواحد، 1998 : 310 ) ودراسة( Katz & White, 1997, 25, 26 )، ودراسة ( Dunn, 1993, PB )، ودراسة ( Heward & Orlansky, 1993, p 35 )، ودراسة ( جمال مختار حمزة، 1979 : 111)، ودراسة ( Davis, Krauts, 1979: p14 )، أن فئات السمع تنقسم إلى عده مستويات كالتالي:
> 1- فقدان السمع الخفيف Slight Losses ما بين 47-40 ديسيبل
> 2- فقدان السمع المعتدل Mild losses ويتراوح ما بين 41-55 ديسيبل
> 3- فقدان السمع الملحوظ Moderate Losser ويتراوح ما بين 56-70 ديسيبل
> 4- فقدان السمع الشديد Severe Losses ويتراوح ما بين 71-90 ديسيبل.
> 5- فقدان السمع العميق Profound losses 91 فأكثر ديسيبل
> - وتقسم الإعاقة السمعية تبعاً للاحتياجات التربوية للطفل المعاق سمعياً إلى قسمين:
> * الصم Deaf : وهم أولئك الذين يعانون من فقدان سمعي أكثر من 70 ديسيبل ولا يمكنهم من الناحية الوظيفية فهم الكلام مباشرة، وبالتالي يعجزون عن التعامل بفاعلية في مواقف الحياة الاجتماعية وذلك حتى باستخدام معينات مكبرة للصوت. ويحتاجون إلى تقنيات ذات طبيعه خاصة نظراً لعدم قدرتهم على السمع أو لفقدانهم جزءاً كبيراً من سمعهم.
> * ضعاف السمع Hard of Hearing : وهم أولئك الذين يعانون من قصور في حاسة السمع يتراوح ما بين 30 وأقل من 70 ديسيبل ولكنه لا يعوق فاعليتهم من الناحية الوظيفية في اكتساب المعلومات اللفظية سواء باستخدام معينات سمعية أو بدونها. ومعظم هذه الفئة يمكنهم استيعاب المناهج المصممة للعاديين. ( عبد المطلب القريطي، 2001: 142 )
> ومن المتوقع أن تؤثر الإعاقة السمعية على الخصائص النمائية المختلفة، وذلك لأن مظاهر النمو مرتبطة ومتداخله من أهم خصائصها الخصائص الاجتماعية والانفعالية حيث ظهر أثر ضعف السمع على تأخير نضج الطفل ضعيف السمع اجتماعياً فضعيف السمع لا يدرك كيفية اخضاع رغباته لحاجات الجماعه، بل كل ما يهمه أن يشبع رغباته. وقد لا يستطيع إظهار مودته نحو الآخرين بسهوله. لذا فالطفل ضعيف السمع غير ناضج من الجانب الاجتماعي، وذلك بسبب عجزه عن التفاعل مع أفراد المجتمع. كما يعوق ضعيف السمع فهم لمعنى الملكية العامة واحترام ممتلكات الغير، كما يميل ضعاف السمع إلى الانسحاب والانزواء من المجتمع، فهو يشعر بالوحدة رغم وجوده مع الجماعه، ويفضل اللعب بمفرده. ( Furth, 1996: p80 (
> تعتبر اللغة وسيلة من وسائل الاتصال الاجتماعي، فأي قصور في هذه اللغة يعرض الفرد إلى العزلة والابتعاد عن العالم الذي يعيش فيه، لذلك نجد الطفل ضعيف السمع يعاني الكثير من المشكلات التكيفية وذلك بسبب النقص الواضح في قدرة اللغوية، مما يجعله يتجنب التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات مثل دراسة Harris (2001) ، Greenslade (2001)، Calderon (2000) ، دعاء أحمد محمد ( 1997)، أحمد المعبود مصيلحي ( 1994)، Watson et, al (1990)، Kolod (1988) ، James (1987) ، James(1986) ، نهى اللحامي ( 1980 ).
> حيث أوضحت Atkine & Jones, (2001) أن ضعاف السمع يواجهون بعض الحواجز إلى تحول دون الحصول على احتياجاتهم وإدراكها من قبل سياسة الرعاية وتعد هذه الحواجز انعكاساً لضعاف السمع والأصل العرقي ووضعهم كصغار.
> وأشار إبراهيم عباس الزهيري ( 2003 : 152) أن ضعاف السمع وما يتبعها من مشكلات عدم التوافق مع مجتمع السامعين تفرض على ضعاف السمع أنوعاً معينة من ردود أفعال وتشعرهم بيئاتهم في الوقت نفسه بفشلهم في إشباع حاجاتهم.
> وتشير دراسة ( Spencer, 1993: 275 -183 ) إلى أن الأطفال ضعاف السمع يختلفون في نموهم المعرفي عن الأطفال العاديين وإن لديهم صعوبات بالغة في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين نتيجة لعدم فهم الآخرين لهم وللغتهم الخاصة بهم.
> وباعتبار أن الاتصال الاجتماعي وسيلته الأولى هي اللغة وحيث أن ضعيف السمع يعاني من فقد الاتصال اللغوي، ولذلك فإن ضعيف السمع يعاني العديد من المشكلات التكيفية حيث النقص في قدراته اللغوية، وصعوبة التعيير عن نفسه، وصعوبة فهمه للآخرين، ولذلك فهو يعاني من اضطرابات في النضج الاجتماعي. ( زينب محمود شقير، 2000: أ : 171 )
> كما أن افتقار الشخص ضعيف السمع إلى القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وكذلك أنماط التنشئة الأسرية الخاطئة والمتمثلة في تقديم الحماية الزائدة لضعيف السمع قد تقوده إلى عدم النضج الاجتماعي والاعتمادية، وقد أشارت بعض الدراسات أن هؤلاء الأطفال ضعاف السمع لديهم فقراً في طرق الاتصال الاجتماعي، ويعانون من الخجل والانسحاب الاجتماعي، ويتصفون بتجاهل مشاعر الآخرين ويسيئون فهم تصرفاتهم ويتصفون بالأنانية، كما يتأثر مفهومهم عن ذواتهم بهذه الإعاقة. (جمال محمد الخطيب، 1998: 91-92)
> وقد تتخذ الإعاقة السمعية تأثيراتها السلبية على الوظيفة الاجتماعية العاطفية ضعيف السمع، فإن الطفل ضعيف السمع يجد نفسه منعزلاً عن بقيه أفراد المجتمع فهو غير قادر على التواصل بالسمع والكلام بمفرده، وهذه العزلة نتيجة مباشرة لفقدانه حاسة السمع التي تمر عبر بعض النماذج الخاصة بالاندماج الاجتماعي، وضعيف السمع منذ صغره يشعر بالقلق نحو محيطة وخاصة في إطار علاقته بأمه التي كلما ابتعدت عن مجال بصره اعتبرها بعيده عنه عكس الإنسان العادي الذي يمكنه متابعتها عبر حركتها وصوتها عن بعد، وهي دائماً معه رغم ابتعادها، وهنا تظهر التأثيرات السلبية على ضعاف السمع على الجانبين العاطفي والنفسي، كما أنه عبر استعمال اللغة وتبادل الكلام يتعلم الإنسان السوى الكثير ويتشبع بالمبادئ الحسيه، بينما الطفل ضعيف السمع يكون عاجزاً عن التواصل واستخدام اللغة، ولا تكون له الخبرة الكافية للاندماج الاجتماعي بمفرده، وبالتالي عدم القدرة على القيام بواجباته والانتفاع بحقوقه كمواطن، مما يجعل ضعاف السمع يميلون إلى العيش في محيط مغلق، الشيء الذي يؤثر سلبياً على الاندماج الاجتماعي.
> ( السيد نور الدين الفراني ، 2000 : 4-5 )
> على هذا فالحرمان من حاسة السمع لا بد أن يؤثر بدرجة أو بأخرى على الخصائص النفسية والاجتماعية والانفعالية للأطفال ضعاف السمع إلا أن هذا التأثير يختلف من فرد لآخر حسب عدة عوامل منها: مستوي الخسارة السمعية وسن الإصابة بالإعاقة السمعية، ونوع الخدمات والبرامج التي قدمت، والمعين السمعي المستخدم، وجود صم آخرين بالأسرة... الخ.
> ومما يؤكد هذا دراسة ( Jarvis & Riley, 2000 ) أن أسلوب الاتصال الفعال مع الأطفال باللغة المناسبة داخل برنامج للمساعدة أو للمساندة الوالدية؛ كان له دور فعال في تحسين توافق الأطفال مع الآباء بعكس الوالدين الذين لم يستخدموا برنامج المساندة اللغوية في أسلوب تواصلهم الاجتماعي مع الأبناء.
> * تأثير الإعاقة السمعية على النمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال الصم وضعاف السمع.
> 1- الانعزال الاجتماعي: يفضل الطفل الأصم وضعيف السمع الانزواء النفسي والعيش في عزلة، فهو يتسم بالعجز في إقامة علاقات سليمة مع أقاربة. إلا أنه يقوم بدوره الاجتماعي وسط جماعه الصم وضعاف السمع التي يجد فيها الحب والصداقه والترويح، مما يساعده على تأكيد ذاته والحفاظ على استقرار شخصيته وثباتها على حالة العزلة التي يعيش فيها.
> 2- سؤ التكيف الاجتماعي: يجد الطفل الأصم وضعيف السمع صعوبة ومشقه في الاتصال الفكري بالآخرين لأنه مضطر أن يعبر للناس عن أفكاره بواسطة الإشارة والتلميح ومن ذلك يتضح أن عجز الطفل الأصم وضعيف السمع في التعبير اللفظي يؤدي إلى عجزه في النضج الاجتماعي، وعجزة عن تكوين علاقات اجتماعية بالمحيطين به ويزداد سوء تكيف الأصم وضعاف السمع مع الآخرين كلما زادت حدة الإعاقة السمعية.
> ومن الدراسات التي أكدت على أن الأصم وضعيف السمع يعاني من العزلة، وسوء التكيف الاجتماعي كل من دراسة فاطمة أحمد عواد ( 2005 )، ودراسة عادل عبد الله محمد، ( 2004 )، ودراسة محمد فتحي عبد الواحد ( 2001)، ، ودراسة عبد المطلب أمين القريطي ( 2001 )، ودراسة زينب شقير ( 2000 )، ودراسة فاروق الروسان ( 1998)، ودراسة إبراهيم عباس الزهيري ( 1998)، ودراسة عمرو رفعت عمر ( 1997)، ودراسة عبد المطلب أمين القريطي (1996 )، ودراسة يوسف القريوتي وعبد العزيز السرطاوي وجميل الصمادي (1995)، ودراسة De – Wet – Wynand (1993)، ودراسة محاسن عبد اللاه ( 1992)، Bradway (1989) ، عطية عطية محمد (1990) ورأفت رضا السيد (1989) ، Kashyap( 1986) ، ودراسة محمد عبد المؤمن حسين ( 1986 )، Lytel (1981).
> * خلاصة القول يمكن تلخيص أهم المظاهر العامة لشخصية الأطفال المعاقين سمعياً وضعاف السمع كالآتي:
> - يميلون إلى الانسحاب من المجتمع وبالتالي فهم غير ناضجين اجتماعياً بدرجة كافية.
> - كمجموعة لديهم مشكلات خاصة بالسلوك مثل: العدوان والسرقة والرغبة في التنكيل بالآخرين والكيد وتوقيع الإيذاء.
> - يميلون غالباً إلى الإشباع الفوري لحاجاتهم بمعنى أن مطالبهم يجب أن تشبع بسرعة.
> - لديهم عجز واضح في قدرتهم على تحمل المسئولية.
> - يميلون إلى الاكتئاب والحزن والتشاؤم أكثر من الأطفال العاديين.
> - يمثلون عبئاً على غيرهم، وهم غير قادرين على تحمل المسئولية ( عبد السلام عبد الغفار ويوسف الشيخ، 1996 : 171 ، زينب إسماعيل، 1986 : 132 ، رمضان القذافي، 1994 : 73-84 ، مصطفى إبراهيم ومحمد السليطي، 2002 : 200-211 ).
> * التواصل لدى الأطفال ضعاف السمع:
> أن النمو الانفعالي والاجتماعي واللغة والتكنولوجيا مهمة لنمو الطفل ضعيف السمع، فإن هناك عامل آخر هام وهو تقبل الأسرة له وإدماجه في انشطتها المختلفة. بعض الأسر وأعضائها تتكيف. وبسرعة مع متطلبات وجود طفل ضعيف السمع وهذا يعتمد على مقدار الخدمات والدعم المقدم له ولدى بعض الأسر خبرات من الضغط النفسي والمرتبط أكثر بالقدرة على التواصل مع الطفل ( Andrews, Leigh & Weiner, 2004; Scheetz, 2004; Smith, 2004 ) . فالأطفال ضعاف السمع يعيشون في بيئة لا يستطيعون فيها السمع ولا الكلام بلغة مشتركة مع آبائهم ولديهم فرص قليلة في مناقشة ومشاركة خبراتهم مع الكبار في حياتهم ولا سيما الأسرة وأعضائها ( Deitz, 1981 ) .
> ولأن فهم التواصل يعتمد على اللغة المستخدمة فإن التواصل يفتح لنا مجال واسع أمام التعبير عن آرائنا وأنفسنا والتفاعل مع الآخرين. وتبرز أهمية ذلك في التفاعلات الأسرية والقدرة على إقامة بيئة أسرية صحية للأطفال ضعاف السمع. وبغض النظر عن العرق والثقافة وبنية الأسرة والحالة الاقتصادية والجتماعية، فإن كل الأطفال يحتاجون إلى الشعور بأنهم جزء من وحده الأسره وهذا بالتالي يعتمد على نظام اللغة المستخدم، فالأطفال السامعين محظوظون بانتماءهم إلى بيئة سامعه يستطيعون فيها التفاعل باستخدام اللغة المنطوقه أو المحكيه ( spoken language ) والتعبير عن أنفسهم وتكوين هويتهم وامتلاكهم مهارات حركية ومعرفية وسمعيه وتمكينهم من التفاعلات الاجتماعية المختلفة.
> وانطلاقا من ذلك فإن الإصابة بضعف السمع يؤثر على الدخول في وحده الأسره وعلى نظام التواصل المستخدم كما ويؤثر على إقامة العلاقات الأسرية والتفاعلات مع الطفل ضعيف السمع ووالديه وأخوته. إن إصابة أحد أفراد الأسره بضعف السمع يحدث صدمه لدى الأباء ويجدون أنفسهم بأنهم مجبرون على تحديد طرق التواصل التي عليهم استخدامها مع طفلهم ضعيف السمع. وتستعيد الأسره حالة اتزانها بتعلم أسلوب التواصل المشترك الذي يمكنهم ويسهل عليهم إقامة أشكال التفاعلات الأسرية المختلفة مع الطفل ضعيف السمع بعد ذلك نجد الأسره تركز على الطريقة الأفضل التي تحقق حاجاتها وحاجات طفلها ( Scheetz, 2004 ).
> ومن هنا فأنه نستطيع القول بأن الإعاقة السمعية هي إعاقة تواصلية وأن امتلاك نظام التواصل هو بمثابة سلوك محوري أو مركزي ( pivotal behavior ) يؤثر على مظاهر النمو المختلفة للطفل ضعيف السمع فالنجاح في إقامة نظام تواصل مشترك مع الطفل ضعيف السمع في الأسرة وخارجها يسهل من نموه والفشل في إقامة هذا النظام يؤدي إلى إعاقة تطور ونمو الطفل بشكل طبيعي، أن مساعدة الطفل ضعيف السمع في الاشتراك في المحادثات وإقامة علاقات معه وإكسابه الإحساس بالانتماء لأسرته يشعره بالأمن والطمأنينه. وعلى النقيض من ذلك فأن الفشل في إقامة ذلك يقود الطفل إلى الشعور بالعزله وعدم الطمأنينه.
> وتحتاج تربية ضعاف السمع وتعليمهم وتأهيلهم الاجتماعي إلى تدريبهم على طرق الاتصال تتلاءم ودرجات إعاقتهم، بغرض تمكينهم من التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم واحتياجاتهم، والتفاعل مع بعضهم البعض ومع الآخرين، والاندماج في الحياة الاجتماعية.
> ويشير عبد المطلب القريطي ( 2001 : 164) إلى أن طرق التواصل مع الصم وضعاف السمع بتباين الفلسفات التي تبنى عليها هذه الطرق، كما يعتمد استخدامها على الفقدان السمعي، ومن ثم الحاسة التي يتم استخدامها بدرجة أكبر في تعلم المهارات التواصلية.
> وتشير العديد من الكتابات مثل: (Hallahan & Kauffman2000: 282 - 284) ) ، أحمد حسين اللقاني وأمير القرشي ( 1999: 51-76 )، جمال الخطيب (1998 : 123 -140 )، عبد المطلب القريطي ( 1996 : 164 – 168)، (1993: 394 – 398 Cole & Cole )، إلى تلك الطرق ومن هذه �
المصدر: http://aljobran.net/web/2/5.doc
نشرت فى 25 يوليو 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,797,973
ساحة النقاش