كتبت ـ سوسن الجندي:
علي الرغم من قيام الإعلام والأطباء بأدوارهم في نشر الثقافة والتوعية الصحية بصورة كبيرة فإن المرأة المصرية لا تستجيب لهذه التوعية بالصورة المناسبة التي تخدمها وتضمن سلامتها..
هذا ما يؤكده د. جلال البطوطي رئيس جمعيتي الحفاظ علي الطفل والأم وطبيب الأسرة, موضحا أن المشكلات الصحية للمرأة المصرية اليوم سببها عدم تحويل الوعي والمعرفة إلي عمل من خلال ممارسة الحياة بصورة صحية, ملقيا بذلك اللوم علي المرأة ومحملا إياها مسئولية عدة مشكلات اجتماعية وصحية ومستدلا علي ذلك بأمثلة منها عدم إقبال المرأة المصرية الواعية بالقدر الكافي علي الفحص الدوري للثدي وعنق الرحم بعد الأربعين رغم إدراكها خطورة تجاهل هذا الفحص, حتي بين سيدات المجتمع الراقي, وهو ما يعكس تهاونا في صحتها مما يجعلها أكثر عرضة لتكون ضحية لنفسها بسبب هذا التقصير.
مضيفا أن هذا الفحص الطبي يجري حاليا في كل مكان وعلي أيدي أطباء مهرة وهو غير مكلف ولا يستغرق أكثر من ساعتين سنويا, وبالتالي فلامبرر لنقص الإقبال عليه. مثال آخر يؤكد عدم عناية المرأة بصحتها يتمثل في عدم الاهتمام بمتابعة حمليها الثاني والثالث مقابل اهتمامها بمتابعة تطور صحتها وصحة جنينها في الحمل الأول بصورة كبيرة, مما يزيد من احتمال حدوث مشكلات صحية مع تكرار الحمل عن المرات الأولي, ويضيف دكتور جلال أن بعض حالات نقص الوعي لدي المرأة في المناطق الريفية مازالت تؤدي إلي حدوث مشكلات اجتماعية وصحية تتحمل تبعاتها المرأة وحدها, فالاستهانة بالفحص الطبي للمقبلين علي الزواج من الجنسين تؤدي إلي حدوث حالات طلاق بسبب العجز أو العقم كما أن أحد أسباب تعدد مرات الزواج هو نقص الوعي وتجاهل مشكلات صحية بسيطة كان يمكن تجنبها بمتابعة التطور الصحي للفتي والفتاة في الطفولة والمراهقة من خلال المتابعة الدورية للمراهقين.
ويضيف أن المرأة المصرية التي ربت جيلا ذا وعي سياسي عال يجب أن تكون أكثر إيجابية فيما يتعلق بصحتها فلا يصح أن تقبل اليوم أن يتم استئصال رحمها بسبب وجود أورام ليفية متعددة خاصة أن الطبيب المصري في العصر الحديث قد نجح في استئصال ما يصل إلي65 ورما ليفيا من جسم امرأة واحدة, وبالتالي فإن جهل المرأة المصرية بإمكان استئصال الأورام الليفية من الرحم دون استئصاله بالكامل مهما بلغ عدد هذه الأورام ومهما زاد حجمها, يسيء إلي وظيفتها الطبيعية وفرصتها في الإنجاب, مشيرا إلي أن زيادة الوعي الصحي للمرأة يمكن أن تحل آلاف المشكلات الاجتماعية ويكون لها مردود أكبر علي جودة حياة الأسرة المصرية.
ساحة النقاش