عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

عالم السياسة والثقافة الإخباري .. عارف الجمال

 

رد على مقال الكاتب حسين الرواشدة تحت عنوان ( نسخة من خطاب الكراهية .. " مانديلا كافر " )

 

    أحترم الكاتب حسين الرواشدة على قلمه المبدع ، غير أنه قد خلط الحابل بالنابل في مقاله هذا ، الذي يتناول فيه خطاب أحد الدعاة (المشهورين) و يصف قوله بخطاب الكراهية ، لأنه اعتبر مانديلا كافراً ، و أنه لا يجوز الترحّم عليه (أي طلب الرحمة له من الله) ، و أن من ترحّم عليه آثم إذا كان يجهل هذا الحكم ، و مرتدّ إن أصرّ على عمله هذا بالترحم على مانديلا و إذا اعتبره مع المؤمنين .
* الخوض في مواضيع فقهية متعلقة بالعقيدة ينبغي على صاحبها أن يكون قد قرأ و فهم كتابين ـ على الأقل ـ في العقيدة ، ثم ناقش الموضوع نقاشاً علمياً ، كما هو حال أهل العلم مدّعي الثقافة .
أما أن يحاكم دين الرجل سياسياً لأنه لا يعجبه ، أو رآه لا يتفق مع البرستيج السياسي في هذا الزمن ، الذي يرى هو فيه المسلمين أقلية ، و لا يحق لهم احتكار الإيمان ، فهذا أقل ما يقال فيه أنه خلط خاطئ .
* لو أنه قال : لا يحسن طرح مثل هذا الموضوع الآن في الإعلام ، و أنه يرى أن من الحكمة ترك الخوض فيه لأنه قد يضر بمصلحة المسلمين مع الأمم الأخرى .. لكان مقبولاً .
أما أن يعتبر مانديلا مؤمناً ، و أنه لا يجوز وصفه بالكفر ، فهو خوض في الدين بغير هدى من الله . {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50
* ثم إن الحساسية من كلمة كافر هي في غير مكانها .. فنحن كفار بدين النصارى و دين اليهود و المجوس والهندوس ... و كل الأديان ، إلا دين الإسلام .
و قد قال الله في كتابه العزيز : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4
    فأسوتنا في إبراهيم خليل الله أن نقول للعالم كله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده .
و كلمة (كافر) لا تحمل معنى الشتيمة ، إلا بين أهل الدين الواحد . أما لو قال لي يهودي أنت كافر .. فأسأله كافر بماذا ؟ فيقول كافر باليهودية ... فأقول له نعم .
و يدعي أن دين اليهودية هو الصواب ، فأقول له أنا كافر بما تقول !!
* و أما استغفار إبراهيم لأبيه فقد نسخه الله من شريعة المسلمين في قوله :
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة113 - 114
فلا يجوز الاستغفار للكفار و لا الترحم عليهم .
    و من ينكر حكم الله جاهلاً فقد وقع في الإثم العظيم ، و من أنكره أو كرهه عن علم به فقد وقع في الرّدّة و الكفر .
(من أنكر آية من كتاب الله فقد كفر) و (من كره حكماً في شرع الله فقد كفر) و هذه آية معلومة من كتاب الله ، و حكم واضح في شرع الله .
فلا يكون (الداعية المشهور) قد تعدّى حدّه مع الله و دينه ، بل قال صدقاً و حقاً .
و ما ذنب الداعية إن كنت لا تعرف الحكم ، و لم تقرأ الآية ؟!
* لكن الله أباح لنا أن نتزوج من بعض الكفار ـ وهم أهل الكتاب ـ و أن نأكل طعامهم .
كما أباح لنا أن نتعامل مع الكفار جميعاً و أن نخالطهم في العمل و الجيرة و نبايعهم و نشتري منهم ، إذا كانوا غير معتدين علينا ، مع أنا نعتبرهم كفار !
قال تعالى : 
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
فنكون بارّين بهم ، عادلين معهم ، نوفيهم حقهم . 
فنقول : كان مانديلا رجلاً مناضلاً ، كان عظيماً ، كان زعيماً في قومه ، كان و كان و كان .... أما أن نقول : كان تقياً مؤمناً ، فهذا بهتان عظيم ، و قد مات الرجل على غير الإسلام !
و لا يجوز أن نطلب له الرحمة و المغفرة من الله .
* ثم إن كلمة (هلك) ، و قد رآها الكاتب حسين الرواشدة من الشتائم ، قد ذكرها الله في كتابه العزيز عن نبي الله يوسف عليه السلام :
{وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ }غافر34
و هلك بمعنى مات ، و لا تحمل معنى الشتيمة ، غير أنها تستخدم في أيامنا هذه عند العوام بمعنى الشتيمة ، فيقولون لمن لا يحبونه من الموتى : الهالك .
هدانا الله و المسلمين لأحسن القول ، فإنه لا يهدي لأحسنه إلا هو .

 

عارف الجمال

 

جريدة الدستور : نسخة من خطاب الكراهية.. «مانديلا كافر»www.addustour.comحين قرأت امس، بيان احد الدعاة “المشهورين” عن “مانديلا” الكافر الهالك، أدركت تماما ان “مصيبة” الأمة في بعض دعاتها والناطقين باسم دينها اعظم واكبر من مصيبتها في أعدائها وخصومها الذين يدبرون لها ويترصدون بها ويفترون عليها. الداعية –سامحه الله- قال في بيانه: “ان كل من يتمنى 
المصدر: عالم السياسة والثقافة الإخباري .. عارف الجمال
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 165 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

256,014

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .