عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم
الإجراءات الرسمية الاستفزازية لذوى المجني عليهم سياسة متّبعة منذ عشرات السنين
يظنّ البعض بأنّ الإجراءات الرسمية الاستفزازية تجاه قضية مقتل شهيدة الفجر , وابنة الوطن , الطالبة نور العوضات _ هي شذوذ عن القاعدة , ويفسّرها بأسباب إقليمية ,ويظنّ بأنّها لو كانت من عشائر شرق الأردن لما حصل مثل هذا الاستفزاز , ومع رفضنا المطلق لهذه التقسيمات التي صنعها المستعمرون وأذنابهم وعملاؤهم , ومع تأكيدنا على أننا شعب واحد مترابط بجميع الروابط الإنسانية المقدّسة منذ مئات السنين رغم أنف العملاء والمتآمرين _ إلاّ أنّ ذلك لا يمنعنا من توضيح الحقائق للناس لئلا يظنّ أنّ هذا النظام يكيل بمكيالين كما يزعم البعض , فهذا النظام يتعامل مع جميع قضايا المجتمع الخطيرة بنفس النهج , ولا يفرّق بين غربي وشرقي , ولا شمالي ولا جنوبي , ولا بين حضري أو بدوي , ولو كانت النفوس تحتمل فتح الملفّات التي راح ضحاياها سادة صيد وأبطال صناديد , وتفاقمت قضايا وتطورت , وزرعت عداوات ونمت بسبب تلك الإجراءات الرسمية الإجرامية _ لأصيب العقلاء بالذهول , والحلماء الحكماء بالحيرة .......... ولتيقنوا بأنّ الجهات الرسمية المعنية بهذا الشؤون تعمل جاهدة على توسيع الجراح , ودفع الناس لمزيد من العنف .
والغريب العجيب أنّ الناس قد تعايشوا مع هذا النهج الإجرامي , ولا أحد يرغب بفتحه أو الإشارة إليه بما في ذلك ضحايا هذا النهج , أمّا ما يسمّى بالوجهاء والشيوخ الذين أبدع الدكتور سلطان أبو تايه في كشف حقيقتهم وواقعهم في مقاله الرائع ( الهواء الذي ربما يشعل النار تحت الرماد ) المنشور على موقع كلّ الأردن 19/2/2011م فهم يعرفون هذه الحقائق , ويلتزمون الصمت تجاهها , والأدهى من ذلك أنّ الإعلام لا يقترب منها , وكذلك الذين ينظّرون علينا عن أسباب العنف المجتمعي والجامعي لا يشيرون مجرد إشارة إليها .
القصص كثيرة , والكثيرون يعرفونها , ولكن لا أحد يرغب بذكرها , ولا أحد يرغب بسماعها , والراغبون بسماعها من القلّة لا يملكون الجرأة على رفع الصوت لاستنكارها ؛ لذلك أنا مضطر للصمت , والاكتفاء بهذه الإشارة العابرة .
فلاح أديهم المسلم