نحن والوطن .. الى أين ؟؟

عالم السياسة والثقافة الإخباري .. عايدة المعايطة

اليوم صباحا .. فاجئني صديق برسالة يقول فيها : لقد فقدت اسلوبك في الكتابة ولم تعودي تكتبين كما كنت دائما ... ذهلت لصراحتة لكونه عرف ما أنا فيه ... فأنا أعرف إنني لم أعد أكتب كما كنت سابقا .. ولأسباب متعددة فقدت تلك الشعلة وذلك الهوس بالكتابة عن الوطن وعما يدور حوله وفية .
    لقد كتبت كثيرا عن قضايا الوطن .. كتبت عن قضايا الفساد وهي الأهم عند الحراكين , القضايا التي لم تزل عالقة وخبا بريقها ، وتم نسيانها من الشعب و الحكومة التي تساهلت الى حد ما في التحقيق بها وعرضها على القضاء , وكان ذلك نتيجة سبب مهم وهو ظهور حراكات ((خدمية)) ناشطة لها مطامع شخصية وأهمها زيادة الراتب أو الحصول على مزايا أكثر من الجهات التي تعمل بها . ولذلك فقدت الحراكات الوطنية زخمها لصالح الاعتصامات الخدماتية حين قامت الحكومة بتلبية مطالبهم ليتم نسيان المطالب الاصلاحية الحقيقية للحراكات وهي فتح ملفات الفساد وتعديل بعض نصوص الدستور وإنجاز قانون انتخاب جديد .
    وقد أثر ذلك بشكل سلبي على المواطن ,حين اصبح همة الأول مصلحته الشخصية فازداد الفساد .. وتطور حتى وصل لفئة كبيرة من الشعب فانتشر بيع السلاح الغير مشروع والاتجار بالمخدرات , واستمر مسلسل الفساد لتدمير الوطن وشبابه ، حين تم بيع اسئلة امتحانات الثانوية العامة واصبحت تعرض بالسوق لأعلى سعر , وابتدأ الاهالي بابتكار خطط مختلفة وتنفيذها لتمرير الغش لأبنائهم في امتحان الشهادة الثانوية حتى وصلوا في النهاية الى لغة التهديد واستعمال العنف والأسلحة أثناء إجراء الامتجانات لتمرير الغش الى الطلاب , وهنا ظهر وبوضوح تدني طريقة تربيتنا لأبنائنا حين شجعناهم عند أول تجاربهم في الحياة على اتباع مبدأ الغش للحصول على المكاسب (( النجاح والمعدل العالي )) , الذي انعكس بعد ذلك عنفا وتمردا في جامعاتنا الرسمية والخاصة , أليس الغش فسادا ؟؟؟؟.. أليس ذلك انهيار لمنظومة أخلاقية كنا نلقنها لأطفالنا ليلا نهارا .. لا تغش .. من غشنا فليس منا !!!
    وهكذا .... اصبح الفساد عاما يشمل الهرم كاملا من القمة الى القاع , فساد تأصل وتعاظم حتى اصبح (( ما في حدا أحسن من حدا ... كلنا فاسدون . فالواسطة فساد , إهمالنا بالواجب فساد ,عدم تطبيقنا للقانون فساد , اصبحنا نساعد الدولة في فسادها واصبحت تسهل لنا الطريق لنفسد معها ,. فالتعيينات فساد , ازدياد حجم البطالة .. توظيف الأصدقاء والمقربين ..و..و,,,ووو......والبرلمان فاسدمن يوم البدء في عملية الترشح : قانون انتخابات ضعيف , ونواب أصحاب أموال (( أغلبها مشبوهة )) اشتروا ذمم الشعب بمال أسود , وبعضهم أتى يوم النتائج ناجحا من خلف القضبان ليصبح نائبا ومشرعا .. نائبا لا يعرف أبدا أين الوطن ومصالحة ؟؟؟.. نائبا بصيما أو هاربا من جلسات المجلس , نوابا يمثلون الوطن ويمثلوننا لا يعرفون سوى مصالحهم ومكتسباتهم الشخصية , لا يعرفون مدى أهمية المناصب السياسية التي لا تقتصر فقط على البرستيج الذي لا يعرفون سواة , نواب قضايا .. مشادات واطلاق رصاص , لا نعرف من أتى بهم ، أو من وجد إنهم جديرين بوضع تشريعات للوطن , (( جلسة الموازنة العامة لم يحضر سوى 57 نائبا ...وهي الأهم )) ولذلك فكل من ساعد بنجاحهم من الأجهزة الرسمية حتى اوصولوهم تحت القبة ، هم فئة ضالة تكرة الوطن وتحقد علية (( وبينها وبين الوطن تصفية حسابات )). 
...وماذا بعد الآن , بعد أن تعاظمت وتكالبت المشاكل على الوطن وبعد قدوم مليون شخص واكثر من سوريا الان . وسابقا العراق .. ليبيا .. الصومال (( حتى الصومال ))
......... وماذا بعد أن تم بناء مخيمات للاجئين من سوريا بعد سلسلة من الهجرات الممنهجة والغير ممنهجة للوطن ، وبعد أن تداعت الدولة لمنح البعض منهم جوازات السفر لدواعي انسانية واصبح الشعب السوري يشاركونا نقطة الماء وفرص العمل في مجتمع يعاني أصلا من بطالة أزلية , واصبحت القضية والهوية الفلسطينية في خبر كان والمشاورات تجري ما بين أمريكا و " إسرائيل " والدول المجاورة لتصفية القضية على حساب فلسطين والأردن .
    ماذا أرى .. أرى نفسي أمشي على أرض زلقة غير ثابتة لا أعرف الى أين تؤدي بنا .. محاطين بكركبة دموية سياسية في فلسطين والعراق ومصر ولبنان ودماء في سوريا ، وجنيف 1 ...وجنيف 2 ... ونحن هنا في حيرة وارتباك أيضا .. غلاء .. بطالة ... اخبار لاتسر البال .. صحافة صفراء ... نتسائل هل نحن على وشك تغيير ما يؤثر على هويتنا الوطنية وعلى الديموغرافيا السكانية ... نتسائل فقط ..
.. .. ,ولكن الايام تمضي وتزداد الامورالمعقدة المقلقة ..الصعبة في المنطقة (( قلق متتابع ...قاتل ..متسلسل ...غامض ))
   نعم يوجد تحت أقدامنا زلزال متوثب للفتك بنا وبهويتنا  .. والأرض غير ثابتة .. ولكن .. نحن ... والوطن ... الى أين ؟؟؟؟ ما زلت في حيرة .. !!!

عايدة معايطة