عالم السياسة والثقافة الإخباري .. صالح البطوش
أقرّها الله وتحايلنا عليها باسم الإنسانيّة
يقول الله تعالى في محكم التنزيل :
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . [البقرة: 179]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ . [البقرة: 178].
ويقول المصطفى علية السلام :
عَنْ عَبْدِالله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاّ الله، وَأَنّي رَسُولُ الله، إلاّ بِإِحدَى ثَلاَثٍ: الثّيّبُ الزَّانِي، وَالنّفْسُ بِالنّفْسِ، وَالتّارِكُ لِدِينِهِ، المُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ». متفق عليه.
وعنه عليه الصلاة والسلام في حديث الصحيحين: ( اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )
.
جاءت هذه الآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية بما لا يدعو مجالاً للشك أو التفسير أو التأويل أو التحويل أو التبديل بهذه المعاني الواضحة الجليّة ، لِتؤكد على عقوبة الإعدام ضمن شروطها وقوانينها ودوافعها وتوفّر أسبابها .
فإذا كان الدستور الأردني ينص على أنّ الأسلام هو دين الدولة ومصدر تشريعاتها فكيف تلغى تلك العقوبة بحجة التماشي مع البروتوكلات الدوليّة والإقليمية كرافد للأنسانية التي باتت شبه مزيفة إذا ما نظرنا الى ازدواجية المعايير الدولية والقتل والتهجير الإقليمية . وبالتالي توفّر المناخ السيء للمجرمين واللصوص في غياب تلك التشريعات الرادعة القاهرة الناهرة لكل نفسٍ عبثية وحشية مجردة من كل المعاني الانسانية والاخلاقية .
نعم ( من أمِنَ العقاب أساء التصرف ) وفي غياب العقاب مع الظروف المعيشية شبه الإستثنائية ستتوفّر المحرشات لكل رذيلة لِمن غابت عنهم قيم المنظومة الأخلاقية بكل تفاصيلها وحيثياتها ومبادئها . وليت هذا وحسب بل أنّ العقوبات القانونّية المصنّعة تماهياً مع الأنسانية المقنّنه المفصّلة لا تطبق في حدودها الدنيا .
عالم السياسة والثقافة الإخباري .. صالح البطوش
فهناك جريمة نكراء جريمة حية في كلِ نفسٍ تقيّة نقيّة جريمة مجتمعية كلية لآمست بحزن وأسف شديدين كل بيت أردنيّة , جريمة مكتملة الأركان في غياب الدوافع والأسباب مع وجود ذلك المجرم القميء المجرد من كل المعاني الساميّة والاخلاق العالية ، المعترف بالجرم بدوافع دنيئة رذيلة لا تقل عن الذنب نفسة وقاحةً وسخفاً . إنها جريمة قتل الطالبة نور العوضات في مكانٍ عام وهي تدافع عن عفتها ودماء شرفها . فلا أدري لماذا لا تقوم الحكومة بتنفيذ حكم الله من فوق سبع سماوات الحكم المستحق بحق ذلك السفاح .
وهنا أتسآئل : أوليس بإعدامه إحقاقاً للحق وتنفيذاً لأمر الله ؟
أوليس بإعدامه تهدئة للنفوس المحتقنة البركانية والتي قد تجعل منها بو عزيزه الثاني ؟
أوليس بإعدامه درء للمفاسد والمزيد من الجرائم قد تنشأ بين عوائلهم وعشائرهم ؟ أوليس بإعدامه عبره يعتبر بها غيره ؟
الحقيقة لا أدري لماذا تتعامل الحكومة من خلال ممثليها المختصين مع هذه الجريمة وما شابهها بهذا الفتور والبرود والذي قد يصل الى حد اللامبالاة .
أنا لا أدري وأترك التعليق لكم .
صالح البطوش