منهج علم الإدارة

Management Science Approach

من كتاب

نظرية التنظيم

والتصميم

Organization Theory

and Design

الطبعة العاشرة

ريتشارد إل. دافت

2010م

ترجمة

أحمد السيد كردي

2016م

منهج علم الإدارة لاتخاذ القرار التنظيمي هو يماثل Analog المنهج العقلاني من قبل المديرين على المستوى الفردي. وقد جاء علم الإدارة إلى حيز الوجود خلال الحرب العالمية الثانية World War II. في ذلك الوقت، تم تطبيق تقنيات رياضية Mathematical وإحصائية Statistical لمشاكل عسكرية عاجلة واسعة النطاق التي كانت تتجاوز قدرة صناع القرار على المستوى الفردي.

علماء الرياضيات Mathematicians، والفيزياء Physicists، وباحثون العمليات يستخدمون تحليل النظم لتطوير مسارات المدفعية Artillery trajectories والاستراتيجيات المضادة للغواصات Antisubmarine، واستراتيجيات التفجير Bombing مثل الترويل Salvoing (تفريغ القذائف المتعددة في وقت واحد). والنظر في مشكلة سفينة حربية في محاولة لإغراق سفينة العدو على بعد عدة أميال. وحساب استهدافهما بالبنادق الحربية Battleship’s guns ينبغي النظر في المسافة وسرعة الرياح وحجم القذيفةShell  والسرعة واتجاه كلا من السفينتين، وفي مرمى وتمايل السفينة التي تطلق النار، وانحناء الأرض. حيث أن طرق تنفيذ مثل هذه الحسابات باستخدام التجربة والخطأ Trial and error والحدس Intuition ليست دقيقة، وتأخذ وقتا طويلا جدا، ولا يجوز أبدا أن تقوم بتحقيق النجاح.

وهذا بالتحديد هو الذي جاء منه علم الإدارة. وكان المحللون قادرون على تحديد المتغيرات ذات الصلة بالمشاركة في الهدف لمدافع السفينة ويمكن استخدام تصميم نموذج من خلال المعادلات الرياضية. وذلك للمسافة والسرعة، ومرمى الهدف، والتمايل، وحجم القذيفة، وهكذا يمكن حساب كل ذلك في حيز المعادلات. ويمكن الحصول الجواب على الفور، والمدافع تسطيع البدء في اطلاق النار. كانت بعض العوامل مثل المرمى والتمايل تقريبا يمكن قياسها ميكانيكيا وتقديم التغذية المباشرة في آلية الاستهداف. اليوم، تتم إزالة العنصر البشري تماما من عملية الاستهداف. حيث أن الرادار Radar يلتقط الهدف، ويتم حساب التسلسل الكامل تلقائيا.

علم الإدارة حقق النجاح المذهل لكثير من المشاكل العسكرية. وذلك المنهج الخاص باتخاذ القرارات ينتشر في الشركات والمدارس الإدارية، حيث تمت دراسة التقنيات بالتفصيل. وإدارة بحوث العمليات تستخدم النماذج الرياضية لتحديد المتغيرات ذات الصلة وتطوير التمثيل الكمي من الحلول البديلة واحتمال كل منها في حل المشكلة. وهذه الإدارة أيضا تستخدم بعض الأدوات مثل البرمجة الخطية linear programming والإحصاءات النظرية الافتراضية  Bayesian statistics، الرسوم البيانية لبيرت PERT charts، والمحاكاة الحاسوبية computer simulations.

علم الإدارة هو أداة ممتازة في صنع القرار التنظيمي عندما تكون المشاكل ذات قابلية للتحليل analyzable وعندما يمكن تحديد المتغيرات وقياسها. يمكن أن تحتوي النماذج رياضية على آلاف أو أكثر من المتغيرات، كل منها يكون فعال في الحصول على النتيجة النهائية.

وقد تم استخدام تقنيات علوم الإدارة لحل مشاكل متنوعة بشكل صحيح وذلك في العثور على الموقع الصحيح لإقامة المعسكرات، واختبار تسويق أحد المنتجات الجديدة، والتنقيب عن النفط، والتغيير الجذري في توزيع خدمات الاتصالات. ومشاكل أخرى قابلة لتقنيات علوم الإدارة هي الجدولة Scheduling لفنيين الإسعاف Ambulance technicians، وأعضاء طاقم الطائرة. وتطبق يونايتد ايرلاينز United Airlines أيضا تقنيات علوم الإدارة عندما تقرر كيفية المسار الأكثر كفاءة للطائرة.

 

يونايتد اير لاينز United Airlines

في الممارسة العملية

في الماضي، كانت طائرة يونايتد ايرلاينز United Airlines تتجه إلى فرانكفورت Frankfurt من سان فرانسيسكو San Francisco تتبع المسار القياسي، وتحلق فوق مونتانا Montana، ثم إلى الشمال الشرقي فوق كندا Canada وأيسلندا Iceland.

ولكن بفضل البرنامج الجديد لرسم خرائط المسار Route-mapping، الطائرة يمكن الآن البقاء في أجواء الولايات المتحدة U.S. حتى قرابة كليفلاند Cleveland أو ديترويت Detroit. بتخفيض استهلاك الوقود على حد سواء في الولايات المتحدة وكندا Canadian لرسوم "التحليق فوقهم overfly" (معظم البلدان تتقاضى رسوم fee لاستخدام مجالها الجوي). إجمالي الوفورات: حوالي 1400 $ لكل طائرة في اتجاه واحد.

شركات الطيران في حاجة ماسة لخفض النفقات بأي طريقة ممكنة، وبرمجيات لرسم خرائط المسار التي تساعد الطيارين والمرسلون في العثور على أفضل توازن لاستهلاك الوقود، وسرعة الطيران، ومسار الرحلة هو أحد أحدث هذه المناهج. أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة تتبع كمية هائلة من البيانات، بما في ذلك رسوم التحليق التي يتقاضاها مختلف البلدان، وما يتصل بلحظة الرياح والظروف الجوية، وتكاليف الوقود، ومواقع المطار والمدارج Runways المتاحة والوزن وأداء كل طائرة، والمجال الجوي المغلق بشكل مؤقت، وموقع الخطوط الجوية الثابتة. ونظام تقييم السيناريوهات Scenarios المتعددة لتحديد أفضل حل لأقصى قدر من الحمولة Payload.

قبل هذه الأنظمة الحاسوبية المتطورة، كان يقوم منظمي الحركة Sophisticated بإنشاء مسارات الطيران يدويا، كأنهم يفتشون على أدلة في صناعة الطائرات، وتحليل أنماط الطقس وبيانات الرياح، وهكذا، لحساب احتياجات الوقود وتخطيط المسارات. وتقدر الولايات المتحدة أن النظام المحوسب الجديد سيوفر أكثر من 20 مليون $ في السنة.

ومعظم شركات الطيران الكبرى، بما في ذلك شركة سويس ويست Southwest ، ولوفتهانزا Lufthansa AG، ودلتا Delta، وكونتيننتال Continental، شركة طيران اير كندا Air Canada، الخطوط الجوية الأمريكية American Airlines والخطوط الجوية البريطانية British Airways، الخطوط الجوية السنغافورية Singapore Airlines، ونورث ويست ايرلاينز Northwest Airlines، كلهم يستخدمون أنواع مماثلة من برمجيات المسار Routing software. "في عالم تشغيل شركات الطيران"، حيث بين ذلك الكابتن ريتشارد سويدين Sowden Richard من شركة طيران اير كندا Air Canada"، ونظام تخطيط الرحلات هو أمر في غاية الأهمية لمراقبة التكاليف.

وكانت شركات الطيران لفترة طويلة من كبار المستخدمين لتقنيات علم الإدارة بسبب العديد من المشاكل التي يواجهونها هي قابلة للتحليل analyzable وقابلة للقياس measurable، ويمكن تنظيمها بطريقة منطقية. وعلم الإدارة، خصوصا مع تكنولوجيا الكمبيوتر المتطورة على نحو متزايد، والبرمجيات، يمكن استخدامه بدقة وبسرعة في حل المشاكل التي بها الكثير من المتغيرات الواضحة للمعالجة البشرية الكافية. وعلم الإدارة يغطي مجموعة واسعة من المشاكل من أي وقت مضى.

على سبيل المثال، بدلا من الاعتماد على الحدس والتخمين Hunches، شركات الدعاية مثل فرونتير إيفيسنت Efficient Frontier، تبدأ تشغيل سليكون فالي Silicon Valley، باستخدام البرمجيات لتحسين الحملات الإعلانية على الإنترنت. ويمكن للبرنامج بسهولة حساب معدلات الاستجابة، والعائد على الاستثمار في كل إعلان. والعديد من تجار التجزئة، بما في ذلك هوم ديبوت Home Depot، وبلومينجديلز Bloomingdale’s، وجاب Gap، يستخدمون البرمجيات لتحليل بيانات المبيعات الحالية والتاريخية، وتحديد متى وأين، ومقدار تخفيض الاسعار.

شركات الأغذية والمشروبات يستخدمون المعادلات الرياضية Mathematical formulas لدراسة بيانات العملاء بالتحديد واتخاذ القرارات المناسبة بشأن المنتجات الجديدة لتطويرها وكيفية تسويقها. حتى عيادات الأطباء Doctors’ offices يتحولون إلى علم الإدارة لإدارة عياداتهم بشكل أكثر كفاءة، مثل التنبؤ بطلب المواعيد Appointments على أساس عدد المرضى في العيادة، ومن خلال متوسط معدل عدم الحضور، وعوامل أخرى.

هناك أحد المشاكل الخاصة بمنهج علم الإدارة Management science approach هي أن البيانات الكمية ليست ذات إثراء ولا تنقل المعرفة الضمنية، كما هو موضح في الفصل الثامن. والتلميحات الغير رسمية Informal cues التي تشير إلى وجود مشاكل يجب أن تكون تم لمسها بشكل أكثر خصوصية من قبل المديرين. والتحليل الرياضي الأكثر تطورا لا قيمة له إذا كانت العوامل الهامة لا يمكن قياسها كميا، والمدرجة في النموذج.

وهناك أشياء مثل ردود فعل المنافس، وأذواق المستهلكين، وإشباع المنتج هي من الأبعاد النوعية Qualitative dimensions. في هذه الحالات، دور علم الإدارة هو تكملة عملية صنع القرار للمدير. حيث يمكن إعطاء النتائج الكمية للمديرين للنقاش والتفسير جنبا إلى جنب مع الآراء الرسمية، واستخدام الحكمة، والتخمين. ويمكن أن يشمل القرار النهائي كلا من العوامل النوعية والحسابات الكمية Quantitative calculations.

.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 605 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2016 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,832,909

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters