القيمة الزمنية للنقود

إعداد

أحمد السيد كردي

2016م

أولا: أهمية القيمة الزمنية للنقود في صنع القرار المالي.

العنصر الأساسي في صنع القرار المالي يتمثل في القيمة الزمنية للنقود إذ أن قيمة الجنيه اليوم أكبر من السنة القادمة. وأساس القيمة الزمنية للنقود هو معدل الفائدة, فمن المعروف أن معدل الفائدة هو بمثابة "ثمن النقود".

يوجد معدل الفائدة حتى في المجتمع الذي لا يتعامل بالنقود، حيث يصبح معدل الفائدة عبارة عن الفرق بين قيمة السلع في الوقت الحاضر وقيمتها في المستقبل, ويرجع ذلك إلى عاملين:

الأول: تفضيل الاستهلاك في الوقت الحاضر عن المستقبل "نظرية تفضيل الاستهلاك" عامل  سيكولوجي.

الثاني: أن رأس المال يحقق إنتاجية, ومن ثم فهو عنصر منتج ومن هنا كان معدل الفائدة بسبب إنتاجية رأس المال, عنصر تكنولوجي.

وبالنسبة للعنصر الأول, وهو "نظرية تفضيل الاستهلاك" فمن يستهلك أمواله لا يعرض نفسه للحرمان، أما من يؤجل الاستهلاك فإنه يعرض نفسه للحرمان, وبالتالي فلابد أن يكون لهذا ثمن.

أما بالنسبة للعنصر الثاني, فإن رأس المال أحد عناصر الإنتاج (الأرض، رأس المال، العمل، المنظم). ومن ثم فلابد أن يكون هناك مقابل لهذه الإنتاجية وهذا الثمن هو معدل الفائدة.

ولما كان الاستثمار في الأوراق المالية هو استثمار الأجل الطويل, فإنه على المستثمر أن يكون ملماً بتحديد القيمة المستقبلية لتدفقاته النقدية في المستقبل، وكذلك القيمة الحالية، لأن ذلك له تأثير كبير على اتخاذ قراراته في الاستثمار في الأوراق المالية. حيث أن سعر الفائدة يلعب دوراً أساسياً في تحديد قيمة هذه التدفقات النقدية, وذلك للأسباب الآتية:

١- كلما ارتفع معدل الفائدة كلما كانت القيمة الحالية أقل.

٢- كلما زادت الفترة الزمنية كلما قل معامل القيمة الحالية وبالتبعية قلت القيمة الحالية.

وذلك للارتباط الوثيق بين معدل الفائدة ومعدل التضخم- فكلما ارتفع معدل التضخم ارتفع معدل الفائدة، وعلى المستثمر وهو يقيم العوائد على الأوراق المالية، في المستقبل أن يقيمها على أساس أخذ القيمة الحالية في الحسبان.

 

ثانيا: مكونات سعر الفائدة.

إذا كان سعر الفائدة هو ثمن النقود, فإن:

معدل الفائدة الإسمي = معدل الفائدة الحقيقي المتوقع + معدل التضخم المتوقع + مقابل السيولة المتوقع + مقابل المخاطرة المتوقع.

وتمثل العناصر الثلاثة الأولى مكونات الوقت والرابع يمثل المخاطرة, وسنعرض هذه العناصر تباعا كما يلي:

<!--معدل الفائدة الحقيقي المتوقع: وهو عبارة عن ثمن النقود التي يتم عرضها من جانب المقرض وطلبها من جانب المقترض لفترة زمنية معينة. وهذا الثمن يعبر عن معدل الفائدة الحقيقي مع افتراض غياب المخاطرة والتضخم.

<!--معدل التضخم المتوقع: لابد أن يتم تعويض المقرض في حالة ارتفاع الأسعار, وبالتالي ارتفاع معدل التضخم. وهو يساوي مستوى الأسعار في فترة المقارنة مقسومة على مستوى الأسعار في فترة الأساس.

<!--مقابل السيولة المتوقع: وهو يزيد كلما زادت فترة الاستحقاق, فالمقرضين يفضلون إقراض أموالهم لفترات قصيرة ويفضل المقترضون الاقتراض لآجال طويلة, ويرجع ذلك إلى تفضيل السيولة.

<!--مقابل المخاطرة المتوقع: يمكن تحديد المخاطر بنوعين رئيسيين, هما:

1. المخاطر الخاصة (غير المنتظمة): وهي مخاطر تفرض على المستثمر تتعلق بالمخاطر الخاصة باختلاف عوائد الأسهم كنتيجة للأحداث غير المتوقعة أو التطورات الخاصة بالشركة نفسها, وتتكون من:

<!--[if !supportLists]-->-     مخاطر الإدارة: وتعني المخاطر الناجمة عن القرارات التي يتخذها المديرون, والتي قد تؤدي إلى العديد من المشاكل.

<!--[if !supportLists]-->-    مخاطر النشاط أو الأعمال: وهي المخاطر الناجمة عن عدم استغلال أصول المشروع الاستغلال الأمثل, الذي يحقق أرقام المبيعات اللازمة لتحقيق الأرباح والاستمرارية للمشروع, وتنصب على جانب الأصول في الميزانية.

<!--[if !supportLists]-->-    المخاطر المالية: تنصب على جانب الخصوم في الميزانية من حيث التمويل اللازم وتكلفة هذا التمويل.

<!--[if !supportLists]-->-   مخاطر الضمان: وهي المخاطر الناجمة عن عدم توفر الضمانات المرتبطة بالديون.

2. مخاطر السوق (المنتظمة): وهي مخاطر عامة ومنتظمة بطبيعتها, حيث يكون لها تأثير على كلا من الأسهم والسندات, ويكون على قيمة الأسهم في التقلب في توزيعات الأرباح, ويكون التأثير على قيمة السندات عند حدوث تقلبات في المستوى العام لأسعار الفائدة

كما يرتبط سعر أو معدل الفائدة بمعدل التضخم, لأنه إذا كان معدل الفائدة أقل من معدل التضخم فتعتبر الفائدة في هذه الحالة سالبة, وعليه فلابد أن يزيد معدل الفائدة عن معدل التضخم حتى يكون موجبا, حيث أنه كلما ارتفع معدل التضخم انخفضت القوة الشرائية لوحدة النقد, مما ينبغي مراعاته عند تقييم التدفقات النقدية في المستقبل.

 

ثالثا: أساليب الحساب المالية.

1- الفائدة البسيطة: وهذ يتم حسابها ببساطة على أساس:

ق = ب (1 + ر) ن    حيث أن:

ق = القيمة المستقبلية في نهاية فترة زمنية محددة. ب = أساس المبلغ.

ر = سعر الفائدة.   ن = عدد السنوات.

2- الفائدة المركبة: يختلف الأمر عن الفائدة البسيطة, حيث تضاف الفائدة إلى أصل المبلغ. ويمكن استخراج المعامل من جداول القيمة المستقبلية.

3- تعريف القيمة الحالية: تعني حساب القيمة حاليا لتدفق نقدي يتم في المستقبل, ويمكن الحصول على هذه القيمة على أساس:

القيمة الحالية = المبلغ الذي سوف يتم استلامه / 1 + (معدل الخصم)ن

مثل القيمة الحالية لمبلغ 1000 جنيه يتم استلامها بعد 5 سنوات بمعدل فائدة 10% يكون 620.9 جنيه.

4- تعريف القيمة المستقبلية: تعني حساب القيمة المستقبلية لتدفق نقدي يتم في المستقبل, ويمكننا معرفة النتيجة باستخدام جداول القيمة, مثل القيمة المستقبلية لمبلغ 2000 جنيه يتم ايداعها في حساب التوفير بمعدل فائدة 10% سنويا لمدة عامين فإن القيمة المستقبلية للمبلغ 2000 جنيه بعد مرور عامين تكون 2420 جنيه.

المصدر: أ.د/ درويش مرعي, أستاذ التمويل, كلية التجارة, جامعة الأزهر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1921 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2016 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,720,416

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters