الحوار الفعال بين الزوجين.

يعتبر الحوار من أهم مقومات التواصل والتفاعل، والتقارب الروحي والعاطفي بين الزوجين، وهو مفتاح التفاهم والانسجام، وهو كذلك القناة التي تعبر من خلالها المشاعر والأحاسيس الدافقة.. فعندما نتحاور نعبر عن شعورنا تجاه الآخر.. كما نعبر عن أنفسنا وأفكارنا وطموحاتنا مع شريك الحياة.. فالحوار ليس فقط لغة للتفاهم، وإنما هو بريد الحب بين الزوجين ومؤشر العلاقة العاطفية.

يتم تقبل الشريك كما هو وبدون أن يقدم أي شيء لرعاية العلاقة... ومع هذا لا تتكون ضده أي مشاعر سلبية على مدار الأيام... فهو حب بدون أي توقعات.. أحبه كما هو وكيفما يتصرف وكيفما يفكر. ومن الصعب الوصول إلي هذا المستوى بين الأزواج وذلك لأن العلاقة الزوجية علاقة تبادلية، تحتاج من كل طرف من طرفيها أن يبذلا جهدا من أجل رعاية العلاقة ودعمها. المهم التأكيد على أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة ديناميكية ومتحركة، أحيانا تتواجد كل المراحل وأحيانا أخرى يسقط بعضها. ومراحل التوافق هذه يمكن استخدامها كدليل أو معيار لقياس قوة ومتانة العلاقة بين الزوجين، ومواطن الخلل والقصور.

والتوافق الفكري بين الزوجين يخلق حالة من الانسجام والتناغم بينهما ويجنبهما الوقوع في المشكلات والخلافات التي من شأنها إرباك وتهديد سلامة حياتهما الزوجية.

والحوار يعتبر من اسس نجاح الحياه الزوجيه بين الزوجين فالحياه الزوجيه لا تخلو من وجود اختلافات فى الاراء بين الزوجين, وبالتالى حدوث خلافات ومشكلات بينهما وهذا امر طبيعى لكن من المهم معرفه كيفيه حل هذه المشكلات والوصول إلى آراء ووجهات نظر متقاربه بطريقه سليمه وناجحه فالحوار بين الزوجين هو الذى يقرب وجهات النظر وأيضا يقلل من حدو المشكلات لأن الحوار يجعل كل طرف يتفهم آراء الطرف الاخر.

وتعلم الحوار الهادف يكون من خلال التدريب على ذلك إن كان مفقودًا في الأسرة بحيث يدرب الشخص نفسه ويساعده في ذلك الشخص الآخر ويتم ممارسته بشكل منتظم حتى يتم التمكن منه.

وتلجأ المرأة لتعبّر عن معاناتها أو ما يؤلمها ويشغل بالها من خلال الحوار, فالمرأة تفكّر بصوت عال وهي توجّه الحديث إلى شريكها, لكن ما يزيد من ألم المرأة هو عدم تفّهم شريكها حاجتها للدعم النفسي والعاطفي.

 

ماذا يعني الحوار لكل من الزوجين؟ وهل يختلف معنى الحوار والحاجة إليه عند كل منهما؟ وما الفوارق النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار؟

 

الزوج:

إن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته، أي لأنه يريد أن يتكلم فقط، إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة مثل إثبات الذات، جلب المصالح، المناقشة والمنافسة، كسب العلاقات العامة·· لذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجاً للفوز ولتحقيق أهدافه، ولهذا فهو يستهلك الكثير من الكلام ما يجعله يظهر بمظهر المتكلم والثرثار خارجاً، وعند عودته إلى المنزل نراه قليل الكلام لأنه بذل جهداً كبيراً في الخارج ولم تبق لديه الطاقة التي تعينه·

كذلك فإن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه، فهو عائد إلى بيته للراحة ، فالراحة للرجل هي الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة، والراحة بالنسبة للرجل هي عدم التكلم بسفاسف الكلام·

كما أن الرجل لا يستخدم الحوار إلا إذا أراد أن يستفسر عن أمور معيّنة أو يتحقق من واقعة، ونادراً ما يتحدث الرجل عن مشكلاته إلا إذا كان يبحث عن حلّ عند خبير، لأنه في ذلك يطلب المساعدة فعندما يكون باستطاعتك تنفيذ العمل فعليك مساعدته وهذه علامة ضعف أو عجز·

فالرجال يجدون صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعرهم، وقد يشعر الرجال بأن كيانهم مهدد إن أفصحوا عن ذلك، وهذا ما يدفعهم للتعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى مختلفة عن الحوار·

 

الزوجة:

تشعر النساء بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي تقيمها مع الآخرين· ويختبرن الاكتفاء الذاتي من خلال المشاركة والتواصل·· فإن الحوار والتواصل بالنسبة للمرأة يعتبر حاجة ضرورية وملّحة، وهي حاجة نفسية فإن لم تشبعها يحدث لديها اضطراب· وقد تلجأ المرأة إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة علاقات اجتماعية والمشاركة في جلسات حوارية مختلفة خارج المنزل، وبالرغم من أن الحوار يلبي حاجة في نفسها إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار لديها مع زوجها· فإن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها ، فإن الزوجة تفسّر ذلك بأنه لا يحبها ولا يقدّرها، وهذا يؤثر على نفسية الزوجة فتقوم بردات فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة الزوجية·

كما أن الزوجة داخل المنزل تكثر الكلام وتتكلم في أمور شتى لأن المنزل هو المكان الأمثل الذي تشعر فيه بحرية الكلام وعدم خوفها من ملاحظات الآخرين، فتتكلم بأمور كثيرة مهمة وغير مهمة· والحياة بالنسبة للمرأة عبارة عن اتصال ودي ومحاولة خلق جو ملؤه المحبة والوئام، والكلام هو أفضل وسيلة، فتظهر أنها ثرثارة تختلق الكلام حتى ولو لم يكن هناك شيء مهم·

 

الحوار وتربية الأبناء.

من المهم جدا وجود الحوار والحاجة إليه في تربية الأبناء، ذلك لأن معظم الآباء إما لغفلة، أو لعدم تقدير، أو لضعف في خبراته التربوية، يعطي الأوامر لأولاده ويعنفهم، وهذا شأنه في أكثر أوقات حياته مع أولاده. ولكن لو كشف الأب أو الأم قيمة الحوار مع الأبناء، لوجدوا أن القائد الناجح لا الذي يأمر، بل الذي يُقنع، إنك إن أقنعت أولادك بشيء تبنوا هذا الشيء، وطبقوه نصاً وروحاً، أما إذا أمليته عليهم، وكنت قاسياً طبقوه شكلاً في وجودك، فإذا غبت عنهم لا يطبقوه أبداً.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1104 مشاهدة
نشرت فى 26 أكتوبر 2015 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,836,699

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters