الإرتياح النفسي بين الرجل والمرأة.
حيث أن الرجل عادة ما يرتاح إلى المرأة الملتزمة ذات الخلق الرفيع والتي تحتوي شخصيتها على أسمى صفات الأنوثة ومعانيها، هذا إلى جانب سمة الحياء التي تزيد المرأة جمالاً وجاذبية في عيني الرجل .... وفي المقابل فإن المرأة عادة ما ترتاح للرجل الذي يتسم بالحكمة والاتزان وقدرته على تحمل المسؤوليات هذا إلى جانب أهمية أن ترى فيه أنه هو الملاذ العاطفي الآمن لها (وهذا أكثر ما يهمُّها).
1- العقل والعاطفة.
حيث أن الرجل عادة ما يستخدم عقله قبل عاطفته وذلك باللجوء إلى التفكير والاستنتاج والتحليل .... بينما المرأة غالباً ما تستخدم عاطفتها قبل عقلها وذلك من خلال الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم .. وبناءً على ذلك فمن السهل استعطاف المرأة أكثر من الرجل.
لذا فتتحكم منظومة العقل والعاطفة في سلوك وتصرفات الجنسين، وتختلف درجة تحكمها بين الرجل والمرأة، فمنظومة العقل تتحكم بالرجل أكثر من تحكم منظومة القلب, فيوسم الرجل بالقسوة والعنف والقوة والنزوع لفرض التوجهات.....وعندما تخذله منظومة العقل في تحقيق كامل رغباته وطموحاته تتحكم به منظومة القلب فيصبح أكثر ميل للتعبير عن المشاعر والعواطف ويسعى جاهداً في البحث عن شريك يتبادل معه مشاعره الفياضة وسرعان ما تنضب فتستعيد منظومته العقلية تحكمها به.
أما المرأة فتتحكم بها غالباً منظومة القلب أكثر من منظومة العقل، فهي توسم بالعاطفة والحنان والمحبة.....لكنها تسعى لإيجاد حالة من التوازن بين تحكم المنظومتين في سلوكها وتصرفاتها في الحياة أكثر من الرجل الذي يعاني من حالة عدم التوازن بين المنظومتين في حياته.
عند هذه النقطة الحرجة من تداخل علاقة الحب ويوميات الحياة الاجتماعية تحدث الفجوة بين طرفي معادلة علاقة الحب، فتسيطر منظومة العقل على سلوك وتصرفات الرجل أكثر من منظومة القلب. وتسيطر منظومة القلب على المرأة أكثر من منظومة العقل، فتزيد حاجة المرأة للعاطفة والمشاعر وتضعف عند الرجل بعد أن تفرض يوميات الحياة رتابتها على العلاقة بين الطرفين.
ترفض المرأة نزوع الرجل في تعامله معها لمنظومة العقل، فهي لاتجيد الإجابة على التساؤلات المؤطرة بالصياغات المحددة وتنزع أكثر لاستخدام الصياغات الحرة المتنقلة عبر فضاءات متنوعة من الأحاديث، متنقلة بدورها بدون قيود من موضع لأخر وتطلب من الرجل أذان صاغية لأحاديثها حتى لو كانت أحاديث تافهة، إنها تسعى لجذب اهتمام الرجل إليها بكافة الوسائل. وتسعد حين يجاريها الرجل في أحاديثها ويناقشها في يومياتها، لكن أين هذا الرجل الذي لاينازعه عقله على قلبه؟.
والرجل بحاجة لأن يتصارع مع ذاته ليوازن بين منظومة عقله وقلبه الذي فرضته عليه الطبيعة كما فرضت على المرأة نزوعها نحو العاطفة، لكن علاقة الحب لها قوانينها الخاصة المتعارضة مع قوانين الطبيعة!. إن التربية الاجتماعية وفروضها في الحياة تتعارض وقوانين الطبيعة، فالأولى تحكمها متغيرات الزمن والثانية تحكمها قوانين أزلية ثابتة.
حين تجف ينابيع العاطفة في علاقة الحب، تبحر سفن الحب نحو بحار العاطفة مستنجدةً برياح عاطفية تعبث في أشرعتها لتخوض في غمار البحار باحثة عن موجة تقودها إلى شاطئ جديد أو مرفأ ترسو فيه سفنها لتعرض ما تحمله من مشاعر وأحاسيس على الباحثين عنها لكي تخوض الروح من جديد أتون حروب الحب عسى أن تعود منظومة القلب لرشدها أو تأسر منظومة العقل في معركة من معارك الحب فتكف قوانين الطبيعة عن فرض آلياتها على علاقة الحب بين الرجل والمرأة.
قليلاً من التوازن بين منظومة العقل والقلب تكفي لإنهاء المعارك في ساحة الحب، وقليلاً من العاطفة والحنان تفجر ينابيع جديدة في واحة الحب، وحينها لن تعد سفن الحب للمرأة بحاجة للإبحار بعيداً لإنقاذ الروح فربما"تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن" فالقطبان الذي لايحسب حساب أمواج البحر العاتية يبتلعه البحر!.
2- المديح والإطراء.
إن الرجل عادة ما يرغب في سماع عبارات المديح والإطراء على أعماله واجتهاداته وبطولاته وما حققه من إنجازات, والرجل بطبعه ينجذب نحو المرأة التي تقدره، وترتفع معنوياته من كلمات الإطراء والمديح، لذلك فإن الطريق إلى قلب الرجل يبدأ بالكلمات السحرية التي تصف مزاياه وقدراته، وإن مدح الزوج وتشجيعه هما أقصر وأسهل الطرق لضمان السعادة الزوجية.
وفي المقابل فإن المرأة عادة ما تعشق سماع عبارات الإعجاب في محاسنها ومفاتنها وجمال أنوثتها .. حتى أنها تعشق سماع (الكلام الحلو) فيها. وتخصص وقتاً أطول من الرجل للاعتناء بجمالها ومظهرها لتنال نظرات وإعجاب الآخرين. ومع انشغالها في الزواج وتربية الأطفال تقل فترة الاهتمام بجمالها ومظهرها عن ذي قبل، لكنها تتعطش أكثر لسماع كلمات المديح بعملها والإطراء بجمالها والتغزل بها.
3- التعليقات والإنتقادات.
إن معظم نساء العالم لا يتقبلن الانتقادات أبداً .. بل إن لديهن حساسية مفرطة من أي تعليق أو أي انتقاد يوجّه إليهن .... على عكس الرجل الذي غالباً ما تكون (روحه رياضية) نظراً لأنه يعد أكثر تقبلاً للنقد من المرأة.
ويحذر من انتقاد الرجل الكثير للمرأة، لتأثيره سلبيًا عليها، مما ينعكس على نفسية المرأة بشكل كبير جدا، فتشعر بعدم الثقة فى نفسها، وجمالها وتبدأ بتأنيب نفسها على ما بذلته لإرضاء زوجها، ولم يقدّر كل هذا، ويأتى اليوم الذى ينتقدها فيه فتعانى من الاضطرابات التى بدورها قد تصل للأمراض كالإحباط والاكتئاب، فإن كثيرًا ما نجد زيارات من نساء متزوجات إلى الطبيب النفسى تشكين فيه سوء معاملة الزوج وانتقاده الدائم لهن.