فروق بين سيكولوجية الرجل والمرأة
إنّ أحد أسباب الصعوبات في العلاقة بين الرجل والمرأة وبين البشر عموماً هو عدم إدراك الفرق بين الرجل والمرأة، أو بصورة أعمق، عدم إدراك بُعدَيّ الذكورة والأنوثة النفسية في الإنسان. لذلك يمكن إلقاء بعض الضوء على هذه الأبعاد في الشخصية الإنسانية فردياً ومجتمعياً كي نتمكّن من الحصول على فهم أعمق لهذه الصفات الإنسانية الغنية.
قال تعالى في كتابه الكريم : وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى .. آل عمران الآية: 36 يتجلى لنا من هذه الآية الكريمة أن هنالك فروقاً بين شخصية الرجل وشخصية المرأة يجب مراعاتها والانتباه إليها عند تحليل الشخصيات أو التعرف عليها.. سواء كان ذلك في الإحساس أو السلوك أو حتى في طريقة التفكير، كما أوضحت بعضاً من الدراسات أن هنالك فروقاً بين شخصيتي الرجل والمرأة وذلك في أمور عدة.. أهمها:
1- مـرحـلة الـبـلــوغ:
وهي المرحلة التي يتم فيها نضج واكتمال الأعضاء التناسلية سواء كان ذلك للشاب أو الفتاة .. ومن ثم تبدأ بالتكوين مرحلة ما تسمى بـ فسيولوجية الرجل أو المرأة. أما بخصوص مرحلة البلوغ فعادة ما يكون نضج واكتمال الأعضاء التناسلية لدى الفتاة بصورة أسرع من الشاب الذي يتأخر في بلوغه عن الفتاة عادة.
2- المناصب والترقيات في العمل:
عادة ما يهتم الرجل في عمله بالترقيات والمناصب العليا وكيفية الوصول إليها .... على عكس المرأة التي لا تهتم كثيراً بذلك بقدر ما تهتم بتكوين الصداقات بينها وبين زميلاتها في العمل مما يقوي بينهن روح التعاون ومن ثم تقديم نتائج أفضل ..
3- الـقــوة والـضـعـــف:
إن الرجل مثل (سي السيد) حيث يغلب عليه طابع القوة والشجاعة والإقدام ومقاومة الغير جسدياً .... على عكس المرأة التي غالباً ما يغلب عليها طابع الأنوثة والحياء وضعف البنية الجسدية.
4- الاهـتمام بتفـاصيل الأمور الصغيرة:
إن الرجل عادة لا يهتم بتفاصيل الأمور الصغيرة حيث أنه ينظر إلى الأمور بنظرة شمولية وعامة ولسان حاله يقول: (مشّي حالك).... وذلك على عكس المرأة التي عادة ما تهتم بتفاصيل الأمور الصغيرة, بل إنها عادة ما تهتم بأدق تفاصيل الأمور الصغيرة.
5- الـغـريـزة الـجــنـســيـة:
إن الرجل عادة ما تستثار غريزته الجنسية بشكل صريح ومباشر وبدون أية مقدمات جنسية .... على عكس المرأة التي غالباً ما تستثار غريزتها الجنسية بشكل غير مباشر حيث أن استثارتها عادة ما تتطلب مقدمات جنسية وذلك ابتداء من الكلمات الرقيقة ومن ثم الملاطفة ومن ثم المداعبة .. إلخ .. .
6- الـتـحــدث والاسـتـمــاع:
الرجل عادة ما يميل إلى الاستماع أكثر من التحدث.. على عكس المرأة التي غالباً ما تميل إلى التحدث والتعبير (الفضفضة) عما بداخلها أكثر من الاستماع.
7- الحـيـرة والـحــســم:
المرأة عادة ما تحتار ولا تحسم أمورها بسرعة... وذلك على عكس الرجل الذي غالباً ما يتخذ القرارات الحازمة واللازمة في الوقت نفسه على الرغم من أنه قد يتسرع في اتخاذ القرار أحياناً.
8- الـفـرق البيولوجي بيـن الـرجـل الـمــرأة:
إن الله تعالى قد خلق آدم من تراب (أي من جماد) لذلك فعادة ما يكون الرجل مجبولاً على الخشونة وجمود الإحساس .... وفي مقابل ذلك فقد خلق الله تعالى حواء من ضلع آدم (أي أنها خُلِقت من إحساس أصلاً).. لذلك فإن المرأة عادة ما تكون مجبولة على النعومة ورقة الإحساس.
وهذه واضحة جداً، فتركيب الرجل أخشن وأقوى غالباً وذلك لتحمل مشاق الحياة.. وتركيب المرأة أرق وأنعم ومناسب لدورها الأساسي في الحياة وهو بقاء النوع الإنساني.
9- في استقبال الواقع:
تميل الطبيعة الذكرية لأن تستقبل الواقع ككل دون الانتباه للتفاصيل الصغيرة والخروج بتقييمٍ عام وهي طريقة في الاستقبال تميل لتصنيف الواقع تحت تصنيفات وإصدار الأحكام العامة، وهي مجرَّبة دائماً بالتعسف وإغفال التفاصيل واللفتات التي قد تبدو دون أهمية ولكنها ربما تقلب الموازين تماماً إذا انتبهنا إليها. وهذا ما تقوم به الطبيعة الأنثوية فهي تملك ميزة القدرة على قراءة المعاني المخبَّأة في التفاصيل الصغيرة ومتابعة التغيُّرات اللحظية التي قد تغفلها الطبيعة الذكرية فتفقد الكثير. لكن الطبيعة الأنثوية أيضاً مجرَّبة بفقدان الرؤية الكاملة اللازمة للتحرك السليم.
10- في العلاقات الإنسانية:
وفي العلاقات الإنسانية، كم نحتاج للتوازن بين الحق والحنان، بين الميل الذكري للتكلم بالحق دون أن نخشى فيه اللوم، وفي الوقت ذاته نراعي الحنان فنرعى البدايات الصغيرة ونحِنّ على من يتراجع وينتكس في مسيرة نموه معطين إياه فرصة جديدة ليواصل النمو والتطور.
لقد تجلَّت عبقرية الخلق في ذلك التنوّع الرائع بين الذكورة والأنوثة في كلٍ من الرجل والمرأة وكيف أنه زوَّد الرجل بقدرٍ من الأنوثة، والأنثى بقدر من الذكورة لضبط الاتزان الروحي والنفسي لكل منهما ولمساعدة كل منهما على فهم الآخر لتحقيق الوحدة بينهما التي تحقق بالفعل التوازن الكامل بين الذكورة والأنوثة في المجتمع البشري بصورة تعبِّر بأجمل صورة بشرية عن كمال وجمال الله.
- الفشل خوف الرجل الأول والرفض خوف المرأة الأول
أكثر خوف الرجل من الفشل، ولهذا السبب فإن الرجل يثبت ذاته بالعمل (كسب الرزق ؛ البيت ؛ الحي ؛ المجتمع) .. فالرجل يريد أن يكون ناجحاً ويريد أن يشعر من حوله بالحاجة إليه، ولذلك فعندما يصل إلى مرحلة الفشل الذريع وأن الناس ليسوا بحاجة له فإنه يصاب بالإحباط و الاكتئاب، و أكبر مثال لذلك ما يحصل للرجل عندما يحال إلى التقاعد.
المرأة بالمقابل تخشى الرفض، أي الشعور بأنها غير مرغوب فيها، وحتى تشعر بكيانها فإنها لا بد وأن تشعر وأنها مرغوبة ومحبوبة، فهي تثبت ذاتها بعلاقاتها مع الآخرين، وبكسب الحب والرغبة من زوجها، أو أسرتها، أو صديقاتها، أو أولادها، فالمرأة تريد أن تكون مرغوبة، هي تعيش في حنايا هذا المفهوم، وهي عندما تشعر بأنها مرفوضة تصاب بالقلق والاكتئاب والغضب الداخلي الممقوت.
إدراك هذين المفهومين عند الرجل والمرأة في غاية الأهمية حتى يمكن التعامل معهما التعامل الصحيح, إن عدم سد هذه الحاجة لدى الرجال والنساء قد يولد الكثير من المشاكل النفسية والأسرية.
كيف يواجه الرجل الخوف من الفشل وكيف تواجه المرأة الخوف من الرفض ؟
كيف تتخلص من الخوف من الفشل ؟؟
1ـ تقبل الفشل وأصِّل في نفسك أن الفشل هو طريق النجاح، وتدبر في سير الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن سار على دربهم من الصالحين .. ومن أهل الدنيا كثير من المخترعين والعلماء الذين فشلوا عشرات المرات ونجحوا بعد ذلك.
2ـ استفد من الفشل: لكل فشل سبب، فحاول أن تعرف ما الذي جعلك تفشل في تحقيق هدفك حتى تتجنبه في المرات القادمة.
3ـ لا تفكر في الفشل بل فكر بأنك ستنجح بنسبة 80% على الأقل.
كيف تتخلصين من الخوف من الرفض ؟؟
يجب أن تعلم المرأة أنه لا يوجد أي شخص حصل على رضى الجميع إلا شخص واحد، وهو الشخص الذي ولد في جزيرة ومات فيها ولم يقابل أحداً في حياته.
1ـ تأولي للآخرين: فعليك أن تضعي عذراً لمن يرفضك، قد يكون هذا الشخص لا يعرف الحب أصلاً !! لا لأنك لا تستحقين الحب والتقدير والاهتمام.
2ـ آمني بمبدأ الوفرة: الدنيا مليئة بالعطايا المادية والمعنوية، فما لا يعطيك هذا الشخص تحصلين عليه من آخرين.
3ـ ثقي بنفسكِ: فلو كنتي واثقة من نفسك فلن تخافين من الرفض، وإذا لم تكوني واثقة بنفسك فابدئي بزرع الثقة في نفسك وتعلمي الطرق لذلك.
4ـ اهتمي بنفسك: في كتابها: أسرار حول الرجل يجب على كل مرأة معرفتها, تقول العالمة النفسية باربرا دوانجليس: في كل مرة تتخلين فيها عن اهتمام أو صديقة أو حلم على أمل كسب حب الرجل، فإنك تفقدين جزءاً من نفسك، فكلما ضحيت أكثر كلما بقي منك أقل إلى أن تصبحي ذات يوم وأنت تشعرين بفراغ، فلم يبق منكِ شيء.
فيجب على المرأة ألا تعيش على الأوهام وتبدأ بانتظار الأحلام وتفقد ما هو بين يديها ، وعليها أن تهتم بنفسها وبما تملكه فعلاً .
إن هنالك كثيراً من الفروق التي لا يمكن حصرها بين شخصية الرجل وشخصية المرأة .. ولكن ما سبق ذكره من فروقات هي بمثابة أهم الفروقات بين سيكولوجية الرجل والمرأة.