معوقات الإبداع في الإدارة المدرسية.
وفي مجال الإدارة المدرسية فإن هناك عدد من المصائد التي يمكن أن يقع فيها القائد في تعامله مع موضوع الإبداع وهي (الحر، ٢٠٠٤م، ص: ١٢٥):
١. مصيدة الوقت: فقد يعتقد القائد أن ما لديه من أعمال يومية تكفي لشغل الوقت كله، فلا يمكن إضافة عبء جديد اسمه الإبداع، علمًا بأن الإبداع يعد حلا مفيدًا لمشكلاته وتطوير روتين عمله.
٢. مصيدة المخاطرة: فالقائد يعتبر أن الإبداع يولد أفكارًا غير مألوفة، والأخذ بها يعد مخاطرة يصعب التكهن بنتائجها، مع أن المخاطرة هي التي تحمل الحلول الناجحة والأفكار التطويرية.
٣. مصيدة البيئة: فالقائد قد يقول أن البيئة المدرسية بما فيها من إمكانيات غير مشجعة على الإبداع، فهي بيئة محدودة في إمكانياتها، مرتبطة بنظام مركزي غير قابل للإبداع. ولكن هذه الصعوبات غير كافية لصرفه عن الإبداع، بل عليه التحرر من وهم البيئة السلبية وتحويلها إلى بيئة إيجابية.
٤. مصيدة الإتقان: يخشى القادة التقليديين من الخطأ، فهم يحبون أن يكونوا على صواب، لذا فهم مرتبطون كثيرًا بما يعرفون ويجيدون، متناسين أن الخطأ هو أفضل مدرسة للقادة المتميزين.
٥. مصيدة الصواب والخطأ: يعتقد القائد أن مجال عمله لا يتطلب الاجتهاد والإبداع بل يتطلب العمل وفق ضوابط وحدود، كما يتطلب التقويم والتوجيه والمراقبة وإصدار التعليمات. ولكن القيادة المدرسية ليست إصدار تعليمات وقياس أداء فحسب، بل قيادة مؤسسة لتربية أجيال لمستقبل غير معروف، وهذا يتطلب الكثير من الإبداع حتى يمكن التعامل معه.
٦. مصيدة الماء الراكد: إن العمل المؤسسي وخاصًة التعليمي إذا لم يطرأ عليه تجديد وتغيير بشكل مستمر استجابة للتحديات المختلفة فلن يكون ذا جدوى.
٧. مصيدة ظلم الذات: إن اعتقاد القائد بعدم إبداعيته يحد من قدرته على الإبداع. وكل إنسان لديه قدرات إبداعية، ولكن ينبغي عليه أن يتعلم كيفية إطلاقها واستخدامها. وأول خطوة لذلك هي إيمان الفرد بقدراته وتشجيع نفسه على تطويرها، حتى يصبح ذلك جزءًا من ثقافته وتفكيره.
٨. مصيدة المال: قد يعتقد القائد أن الإبداع سوف يضطر المدرسة إلى بذل الأموال في تجريب أفكار غريبة غير معروفة النتائج، وبالتالي تحميل ميزانية المدرسة تكاليف طائلة، ولم ينظر له باعتباره نوع من الاستثمار، يضاعف المكاسب المادية والمعنوية.
وقد أشارت دروزة إلى أن من أهم الأسباب التي تحول دون اتخاذ مدير المدرسة للقرارات التطويرية الإبداعية, ما يلي (دروزة، 2004م، ص: ٢٦):
- الروتين الإداري والتسلسلات الإدارية، وجمود القوانين والتعليمات الإدارية الروتينية الصارمة، ومحدودية صلاحية المدير في اتخاذ مثل هذه القرارات التطويرية، إذ أنه بحاجة إلى موافقة المسئولين في وزارة التربية والتعليم على كل صغيرة وكبيرة.
- عدم وجود الميزانية الكافية لتحقيق التطوير.
- عدم وجود جو من التعاون بين المدير والمعلمين، وبين المعلمين أنفسهم.
- كثرة المسئوليات الإدارية الملقاة على عاتق المدير وعدم وجود الوقت الكافي للتطوير.
- عدم وضع الإنسان المناسب الذي يتفهم طبيعة التطوير في المكان المناسب