علاقة نظم دعم القرار بإعادة الهندسة الإدارية.
إعداد
أحمد السيد كردي
2015م
تمهـيد.
تسعى المنظمات الحديثة والرائدة إلى إحداث تغييرات جوهرية وتحديث بنية العمليات والمعلومات لديها لدعم عملية اتخاذ القرار، ومواكبة التغيرات التي تحدث في بيئتها المحيطة وزيادة قدرتها على المنافسة والبقاء، ولاشك أن التغيير يهدف بالدرجة الأساسية إلى إكساب المؤسسات المرونة والقدرة اللازمة لتجسيد أهدافها وتعزيز ثقافتها بما يخدم نظرتها المستقبلية وخطتها الاستراتيجية ويعزز ميزتها التنافسية، وهناك الكثير من الأساليب الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحقيق مثل تلك الأهداف كإدارة الجودة الشاملة وإعادة الهندسة الإدارية، ونظرًا للتطور التكنولوجي الهائل في الفترة الأخيرة وظهور الانترنت تم استخدام أسلوب الهندسة الإدارية في كثير من المنظمات لما له من دور كبير في خفض التكاليف والوقت وتحسين الجودة. (<!--)
1/3/2- أهمية تكنولوجيا المعلومات للمنظمات.
إن نجاح التنظيمات الإدارية يتوقف على مقدار ما يتوفر للمنظمة من معلومات دقيقة وصحيحة وواضحة، كما أن نجاح التنظيمات يحتاج إلى معلومات منظمة تستطيع الإدارة استخدامها والاستفادة منها، وتعتبر قدرة المنظمات الإدارية على توفير المعلومات الضرورية والسريعة مطلبًا أساسيًا لترشيد عمليات صنع القرار، وأيضًا لوضع خطط سليمة مستقبلية تساعد على تحقيق الأهداف بيسر وسهولة. (<!--)
تعد المعلومات موردًا مهمًا للمنظمات الإدارية بسبب الحاجة إليها، خاصة في العمليات الإدارية، فاتخاذ القرارات الصائبة يحتاج إلى معلومات صحيحة، حتى تتخذ هذه القرارات في حالات التأكد التام والابتعاد عن الارتجالية والعشوائية، فتوافر المعلومات يساعد المنظمات الإدارية على: (<!--)
أ- العمل على اتخاذ القرارات الرشيدة، وذلك باستخدام المنهجية العلمية والتحليل الكمي لاختيار بديل من عدة بدائل، شريطة أن يحقق هذا البديل المنفعة الأكثر للأفراد والتنظيمات الإدارية.
ب- استخدام أنظمة اتصالات فعالة، والابتعاد عن الأنماط التقليدية في الاتصالات، إذ لابد من استخدام نمط يساعد على مواكبة المستجدات المحيطة دون أن يسبب أي عوائق للتنظيم أو للتنمية الإدارية، فنمط الاتصالات الإدارية الجيدة يساعد على تحقق التنمية الإدارية.
جـ- اختبار البناء التنظيمي الجيد والعمل على تحديد النشاطات داخل هذا البناء بشكل يسهل العملية الإدارية ويقلل التكاليف.
د- إعداد الدراسات والأبحاث بصورة مستمرة تساعد في تحديد ومعالجة الانحرافات الإدارية.
هـ- الاستمرار في العمليات الرقابية داخل بيئات العمل, وذلك للتأكد مما يلي:
- أن الخطط الاستراتيجية للمنظمة تتفق مع الظروف البيئية السائدة والمتوقعة.
- أهداف المنظمة قد تتحقق حسب الاستراتيجيات المحددة والسياسات السائدة.
و- للتأكد من أن المعلومات يتم استخدامها كأساس في عملية التخطيط الاستراتيجي, والتي تتضمن:
- العمل على تحديد المهام والوظائف الأساسية والأهداف, التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها.
– تحديد الوسائل والإجراءات, التي عن طريقها ترغب المنظمة بتحقيق أهدافها.
– إعداد وتعديل السياسات العامة بالمنظمة.
علمًا بأن الإدارة الناجحة، هي تلك التي تركز على ضرورة توافر أنظمة معلومات داخلها، حتى يتم ممارسة العمليات الإدارية بكل شفافية وصراحة ودقة وموضوعية، ولابد للإدارة الجيدة من مراعاة الاختلاف في طبيعة المعلومات الضرورية لكل مستوى إداري، فالإدارات العليا تحتاج إلى معلومات وبيانات تختلف عما تحتاجه الإدارات الوسطى أو الدنيا. (<!--)
ولقد اتجهت بعض المنظمات حديًثا إلى تطبيق نظم معلومات تختلف عن نظم المعلومات الإدارية التقليدية، ومن ضمن هذه النظم التي تم استخدامها نظم دعم القرارات فهي نظم مبنية على الحاسب الآلي تم تصميمها بغرض تحسين الإنتاجية وزيادة الفاعلية من خلال دعم متخذي القرار وواضعي السياسات، وتطبق هذه النظم في مجالات التخطيط طويل الأجل والتخطيط الاستراتيجي، ووضع السياسات وتسهيل عمل الفريق واختصار المسافات والتقليل من التكاليف والأعباء. (<!--)
لقد أدت التطورات الحاصلة والمتسارعة في بيئات المنظمات إلى ازدياد تبني تكنولوجيا المعلومات بوصفها وسيلة استراتيجية وحاسمة في بقاء المنظمات المعاصرة واستمرارها، كما أن ازدياد حجم المعلومات المتدفقة قاد إلى ضرورة تبني تكنولوجيا مناسبة إذ انه خلال السنوات الثلاثين الأخيرة فإن الجنس البشري قد أنتج كمية من المعلومات تزيد عن كمية المعلومات التي أنتجها في الخمسة الآف سنة الماضية، كما أن 43% من المديرين في العالم مقتنعون بأن القرارات المهمة تتأخر بسبب الحاجة إلى المزيد من المعلومات. (<!--)
وتعرف تكنولوجيا المعلومات بأنها الأدوات والأساليب والطرق المستخدمة في تحويل المدخلات إلى مخرجات، أو هي أداة فاعلة تساعد في توفير المعلومات وإيصالها إلى المنظمات لإنجاز وتطوير العمليات الإدارية في جميع المستويات التنظيمية, وتتضمن الأجهزة والمعدات والموارد البشرية والبرمجيات. (<!--)
إن توفر تكنولوجيا معلوماتية متطورة يساهم في تنفيذ خطط المنظمة وسياساتها خصوصاً بظهور ما يسمى بتوجهات العولمة وتغير احتياجات العملاء وتنوعها ورغبة المنظمة في البقاء والاستمرار مما يتطلب مواجهة تحديات البيئة الخارجية ومحاولة المواءمة بين المتغيرات المختلفة، ويمكن توضيح أهم المزايا التي يمكن تحقيقها عند استخدام تكنولوجيا المعلومات بالآتي: (<!--)
أ- تحسين خدمة العميل, من خلال إمكانية استلام طلباته بوساطة المحطات الطرفية ومحاولة التمسك به.
ب- تقليص الكلف, وذلك من خلال تحسين كفاءة العمليات وتحقيق حالة من التعاون بين التشكيلات التنظيمية المختلفة.
جـ- تساهم تكنولوجيا المعلومات في إمكانية إيجاد منتجات جديدة.
د- تحسين قرارات إدارات التشكيلات المنظمية الأخرى, من خلال توفير المطلوب من المعلومات وبالنوعية والوقت المناسبين.
هـ- إمكانية دعم الموقف التنافسي للمنظمة, وبناء مجموعة من العقبات التي تمنع دخول المنافسين إلى الأسواق.
و- التوفير في وقت انجاز العمل والجهد اللازم للإنجاز, من خلال وجود نظام خزن واسترجاع المعلومات عند الحاجة.
ز- المساعدة في كشف الانحرافات في وقت مبكر, بهدف وضع المعالجات الدقيقة لها.
جدول رقم (1):
قدرات تكنولوجيا المعلومات.
القدرات |
المميزات التنظيمية |
تعاملي |
لتحويل العمليات الغير مبنية إلى عمليات روتينية دورية |
جغرافي |
ليمكن التنقل السريع للمعلومات في المسافات الكبيرة تجعل العملية مستقلة جغرافيا. |
أتوماتيكي |
لتقليل أو استبدال الجهد البشري. |
تحليلي |
إحضار طرق تحليل معقدة لتواكب العملية. |
معلوماتي |
إحضار كمية كبيرة من المعلومات المفصلة للعملية. |
تتابع |
لتمكين المتغير في تتابع المهام في العملية وتمكين أكثر من مهمة تؤدى في وقت واحد وبشكل متوازي. |
إدارة المعرفة |
تسمح بتصوير وتحسين المعرفة والخبرة لتطوير العملية. |
عدم التدخل |
ربط جزئين بعملية واحدة, وتسمح بطريقة أخرى بالإتصال من خلال وسيط. |
Resours: Tenuant, Charles & wu, yi-chich, The Application of Business Process Reengineering in the UK, Journal of the TQM, Vol. 17, No. 6.
كما انعكست البيئة التنافسية الدولية على تكنولوجيا المعلومات وجعلتها ضرورة تنافسية، إذ أصبح السبب الأساسي في عدم نجاح بعض المنظمات في إنجاز أهدافها هو فشل إداراتها في تبني تقانة معلوماتية مناسبة. وهناك بعض العوامل المؤثرة في نجاح تبني تكنولوجيا المعلومات منها الحصول على دعم الإدارة العليا, وإيجاد بطل تكنولوجيا المعلومات, وتطوير تصور عن تكنولوجيا المعلومات, وتطوير مشاركة الأعمال والتكنولوجيا, ومن الممكن استخدام تكنولوجيا المعلومات لتحسين الكفاءة والفاعلية التنظيمية, وذلك من خلال التخلص من الوسطاء الإداريين وتفادي حالات التأخير وتجاوز خطوات المعالجة المتكررة الزائدة وتسهيل الوصول إلى مصادر المعلومات والحصول عليها. (<!--)
2/3/2- دور تكنولوجيا المعلومات في إعادة الهندسة.
إن دور تكنولوجيا المعلومات في برامج إعادة هندسة الأعمال, يمكن أن يبرز من خلال الاتجاهات الآتية: (<!--)
أ- توظيف المعلومات بالشكل المناسب لتحقيق الإبداع في العمل, وبما يسهل من التحسين ليمكن العاملين من أداء الأعمال الجديدة.
ب- المساعدة في تحليل العمليات الجديدة, فضلاً عن تشخيص أنواع البرمجيات المستخدمة لإنجاز العمل.
جـ- إعطاء الفرصة للعاملين للعمل بتقارب أكبر, والاتصال مع بعضهم على الرغم من تباعدهم مكانياً.
د- تساعد على انجاز التكامل في العمليات, سواء على مستوى المنظمة الواحدة أو مع المنظمات الأخرى.
إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلعب دوراً مهماً جداً في عمليات إعادة الهندسة من خلال الجوانب الآتية: (<!--)
أ- استخدام برامج المساعدة الآلية المرتبطة بنظم المعلومات الصوتية, عن طريق الحاسوب لمساعدة العملاء في الحصول على خدمات.
ب- المساعدة في القيام بأعمال جديدة لم تكن متوافرة من قبل, مثل: المؤتمرات عن بعد.
جـ- المساعدة في تصور حلول جديدة لمشكلات من المتوقع حدوثها.
د- التخلص من الأنماط الجامدة والقديمة.
هـ- التكامل والاندماج بين أجزاء العمل لتكوين عمليات مترابطة ذات معنى.
و- انجاز الأعمال بسرعة ومرونة وشفافية.
ز- التحديث المستمر للمعلومات عن طريق البريد الالكتروني ولوحات الإعلانات الالكترونية وحلقات المناقشة وقواعد معلومات المستندات.
حـ- الحصول على دورات تدريبية عامة من مؤسسات ومعاهد التدريب الخارجي.
ط- وضع نظام في الاختبارات في كافة برامج التدريب, لتقييم فاعلية التدريب وقدرات العاملين.
ي- توفير احتياجات التعلم الذاتي والمستمر من الاختبارات, وإعادة تحديد مستويات الأداء عن طريق النظم الآلية.
ك- معلومات مباشرة عن الحاسب الآلي بخصوص برامج التدريب ورسوم الدورات ومواعيد الدورات والتسجيل.
ل- تقييم التدريب الفعلي عن طريق الحاسب في محطة العمل الخاصة بالعامل, وذلك عبر استخدام النظم الاستشارية الخاصة بالإدارة أو القيادة أو التحفيز وغيرها.
حيث أن نظم المعلومات تلعب دورا فعالا وإيجابيا في عملية إعادة الهندسة، عن طريق إعادة تصميم النظم والسياسات والهياكل التنظيمية، وعليه يمكن حصر مساهمة تكنولوجيا المعلومات في إتمام عمليات إعادة الهندسة في العناصر التالية: (<!--)
أ- المعاونة في القيام بأعمال لم يكن في الاستطاعة تحقيقها من قبل.
ب- المعاونة في تخيل حلول جديدة لمشاكل غير مرئية أو لم تحدث.
جـ- المعاونة على التخلص من القواعد القديمة والأنماط الجامدة، والتمكين من الحركة والمرونة.
د- المعاونة على التوحيد والتكامل والاندماج بين أجزاء العمل, لتكوين عمليات مترابطة ذات معنى.
كل هذه العناصر تساعد على تطوير عملية إعادة الهندسة وتصميم نشاطات المنظمة بما يناسب التغيرات التي يعرفها السوق بمختلف مكوناته، ومن جانب العرض والطلب، وبالتالي إمكانية ربح المنظمة لمكانة مميزة أمام المنافسة الشرسة من خلال تحسين الأداء والكفاءة والإنتاجية.
وتلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دور مهم في تمكين إعادة هندسة الأعمال من بلوغ أهدافها، إذ ازداد هذا الدور في الآونة الأخيرة للأسباب الآتية: (<!--)
أ- انخفاض أسعار أدوات تكنولوجيا المعلومات وكلف تطبيقها.
ب- تزايد وعي الأفراد العاملين بضرورة التفاعل الايجابي معها وفي جميع مجالات العمل.
جـ- الإمكانيات المالية المتاحة التي شجعت على استخدام تكنولوجيا المعلومات.
كما تبرز فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في برامج إعادة الهندسة, من خلال تحليل برنامج إعادة الهندسة وتصميم عمليات إعادة الهندسة والرسوم والبرمجيات وأدوات الحالة وبرامج الجدولة وخرائط العملية وقواعد البيانات التي تتابع رضا العملاء وشكواهم, كما يسهل البريد الالكتروني الاتصال والتنسيق عبر المسافات الجغرافية والتنظيمية. (<!--)
كذلك فإن تكنولوجيا المعلومات تعد من العوامل المساعدة لعملية إعادة هندسة الأعمال على الرغم من أنها تعد ضرورية لإعادة تصميم العملية إلا أنها تمثل عنصراً حساساً ودقيقاً للكثير من جهود إعادة تخطيط العملية. إذ توصل احد البحوث التجريبية إلى أن تكنولوجيا المعلومات تساهم بدور بارز في عملية إعادة الهيكلية في نحو نصف المنظمات عينة الدراسة، فقد اجمع المستجيبون في منظمات الخدمة المدنية أن تكنولوجيا المعلومات هي ذات تأثير حاسم في إعادة هيكلتها, كذلك فإن نحو ثلاثة أرباع المصارف والمنظمات الاجتماعية ذكرت أن تكنولوجيا المعلومات ساهمت بشكل كبير في هذا الجانب، ومن جانب آخر فإن تكنولوجيا المعلومات لا تعني البديل عن جهود إعادة هندسة الأعمال، إذ أن ميكنة الطرق القديمة للعمل يهدف إلى زيادة سرعته دون تغييرها جذرياً، لذلك فهي تؤدي دوراً تكميلياً يستند إلى بناء العمليات الأساسية وبشكل جديد ومختلف عن الشكل الحالي, وهنا فإن التكنولوجيا تكون عاملاً مساعداً في سرعة الانجاز وبما يوفر الكلفة والوقت وتحقيق الإنتاج المبدع. (<!--)
وتعد عملية التكامل بين التخطيط الاستراتيجي التنظيمي والتخطيط الاستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات من المكونات الأساسية المهمة التي تشكل البنية الهيكلية المناسبة، إذ يتطلب ذلك خلق تصور شامل عن العمليات التنظيمية وتناقله بين المستويات التنظيمية, وكذلك ضمان تحقيق توافق وانسجام بين تخطيط عملية إعادة هندسة الأعمال وبين التخطيط الكلي للمنظمة, وذلك لإعطاء الأسبقية لجهود إعادة هندسة الأعمال مع تطوير نموذج متكامل للأعمال. (<!--)
واعتماداً على ما تقدم وعندما تدخل جهود عملية إعادة هندسة الأعمال حيز التطبيق الفعلي فمن الضروري توظيف البنية التحتية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات التي يجري ترسيخها لدعم مبادرات إعادة هندسة الأعمال، فالبنية التحتية وقدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي المكون الأساس لحقيبة التكنولوجيا, وهي مشتركة بين جميع أقسام المنظمة وفرق العمل التي يجب أن تدرك التوليفة المناسبة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تخدم إعادة هندسة الأعمال، ومن جانب آخر فمن المهم أن يكون لدينا فهم واضح لطبيعة المنظمات, وذلك لتطوير وتنفيذ أنظمة معلومات ناجحة فضلاً عن تقليص المخاطر المرتبطة باستخدام تكنولوجيا المعلومات، إذ تصف اغلب الدراسات المنظمات على أنها أشكالاً اجتماعية ناشئة من ارتباط الأحاسيس, الأمر الذي يترتب عليه السماح لمجاميع مختلفة بالانتماء إلى المنظمة وإلى البيئة، كما تؤكد إحدى الدراسات بأن المنظمات مؤلفة من أجزاء غير رسمية وأخرى رسمية وثالثة تكنولوجية وتكون في حالة تفاعل مستمر. (<!--)
ومن جانب آخر يؤكد آخرين أن البنية التحتية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات تمثل تركيبة من البيانات المعلوماتية التفصيلية وتكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية, وكذلك تكنولوجيا الحاسب والتي تجتمع كلها لتسهيل تنفيذ برنامج إعادة هندسة الأعمال, علماً بانه ليس من الضروري امتلاك تكنولوجيا معلومات جديدة لإعادة هندسة العمليات بل قد يتم تعديل العمليات وإصلاحها، وعندما تسير هذه المعلومات بشكل صحيح ومنتظم فإن التكنولوجيا الحالية تكون عندئذ مناسبة. وعليه فعند استخدام تكنولوجيا المعلومات في المنظمات تظهر الحاجة إلى ضرورة تحقيق المواءمة بين العناصر أعلاه والفشل في تحقيق هذا قد يؤدي إلى الاضطراب والدخول في مخاطر غير ضرورية. (<!--)
لهذا نلاحظ أن هذه التقنية العصرية لتأهيل المنظمات وتغييرها (إعادة الهندسة) شائعة بصفة كبيرة في الدول الصناعية الكبرى، حيث تتركز المنظمات العملاقة والطموحة لبسط سيطرتها على الأسواق العالمية واستغلال كل صغيرة وكبيرة في كل المعمورة، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال بعض الدراسات لوحظ أن نسبة كبيرة من المنظمات الأمريكية من 25% إلى75% تحاول إعادة هندسة عملياتها، وهي نسبة أقل بكثير في الدول الصناعية الأخرى، بالإضافة كما أشرنا إلى تركيزها في المنظمات الصناعية الكبرى وبوجود تكنولوجيا معلومات متقدمة. (<!--)
3/3/2- أدوات تكنولوجيا المعلومات في دعم إعادة الهندسة.
أما الأدوات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات والتي يمكن أن تستخدم في دعم نماذج إعادة هندسة الأعمال هي: (<!--)
أ- المحاكاة وأدوات المحاكاة البصرية: وتعد أداة أساسية في دعم نشاطات إعادة الهندسة, من خلال توجيه البرامج, والرسوم البيانية, وأدوات تطوير التطبيقات.
ب- تحليل العمل: تحليل العمليات والحلول المقترحة, من خلال بعض النماذج منها: تحليل المخاطر وأساليب التنبؤ والأمثلة.
جـ- مجموعة الأدوات المتكاملة: هنالك مجموعة أدوات متكاملة لتقديم الدعم لإعادة هندسة المنظمة, مثل: برمجيات تخطيط موارد المشروع.
د- برمجيات تدفق العمل: إذ يجب تحليل العمل من مكان لأخر, وهذا مصدر أساسي لأتمته الأعمال من خلال وضعه ضوابط للأدوات مختلفة فضلاً عن توفير البرامج الداعمة لذلك مثل: تقارير المصاريف الإدارية, واقتراحات المبيعات.
هـ- الأدوات الأخرى: هنالك عدة أدوات صممت لتخطيط وإدارة إعادة هندسة الأعمال, إذ أن أدوات تكنولوجيا المعلومات قد تكون جزء من الحل مثل أنظمة CAD و CAM وهي تقنيات تساهم في خفض الوقت وكذلك دعم الأنظمة الخبيرة والخرائط الإدراكية لدعم عملية إعادة الهندسة. (<!--)
وهناك بعض التقنيات التي تستخدم في برامج إعادة الهندسة كالآتي: (<!--)
أ- قواعد البيانات المشتركة, والتي تعتمد لتوفير المعلومات إلى جميع الأطراف المساهمة بتنفيذ العمل. والتي تسمح بتوفير المعلومات في نفس الوقت في كل الأماكن المطلوبة، عكس ما كان في المفهوم التقليدي بأن المعلومات لا يمكن أن تظهر إلا في مكان واحد.
ب- أنظمة دعم القرارات, التي جعلت من اتخاذ القرار جزء أساسي في عمل الإنسان وليس المديرين فقط, وتعتمد هذه الأنظمة بهدف توسيع المجالات في عملية اتخاذ القرار.
جـ- شبكات الاتصال, التي سمحت بإمكانية المزج بين المركزية واللامركزية, وتعمل على نقل المعلومات بين جميع أطراف العمل.
د- النظم الخبيرة, والتي مكنت الأشخاص العاديين قادرين على أداء أعمال متخصصة من اختصاص الخبراء في العادة, وهذه النظم تساعد الأفراد في أداء أعمالهم وبشكل تخصصي.
هـ- نظم الاتصالات اللاسلكية والانترنت, لدعم التواصل بين العاملين أينما كانوا دون الحاجة إلى إيجاد مقار ثابتة لهم.
و- تكنولوجيا الحاسب الآلي المتطورة.
وأهم المجالات التي تظهر دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في برنامج إعادة هندسة الأعمال هي: (<!--)
<!--تحديد واختيار العمليات المرشحة لإعادة الهندسة .
<!--تحديد العوامل المساعدة في إعادة الهندسة.
<!--تطوير استراتيجية العمل.
<!--معرفة إعادة الهندسة ومسار عملها.
<!--تقويم أداء العمليات الحالية.
<!--تصميم نماذج جديدة للعمليات المرشحة.
<!--تطبيق وتنفيذ الطرق الجديدة للعمليات والنظم المصاحبة لها.
4/3/2- دور نظم دعم القرار في إعادة الهندسة.
إن نظم دعم القرار لها دور رائد في إعادة الهندسة الإدارية, وأن استخدامها يعتبر جزءا رئيسا في مشاريع إعادة هندسة الإجراءات، وعلى كل حال فإن ضمان نجاح استخدام نظم المعلومات في إعادة الهندسة يحتاج فهما عميقا، بشكل عام فإن إعادة هندسة الاجراءات تكون ذات قيمة عندما ينتج عنها شيء جديد, لذا ينبغي للمنظمات أن تضمن مستوى كافيا من المهارات وإدارة قادرة لأعمال الأنظمة في الوقت المناسب. (<!--)
من خلال ما تقدم من عرض يمكن تحديد ما يلي:
أ- حيث أن المعلومات هي المحور الأساسي والمركزي الذي تدور حوله العمليات, لذا فإن نظم دعم القرار تعد احد وسائل انجاز برنامج إعادة هندسة الأعمال.
ب- تعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أحد المحددات الأساسية لنجاح تطبيق برنامج إعادة هندسة الأعمال.
جـ- إن دعم الإدارة لتبني برامج نظم دعم القرار يسهم في تحقيق التحول الجذري في أساليب تقديم السلع والخدمات. (<!--)
د- تساعد نظم دعم القرار على تمكين الإدارة العاملة في برنامج إعادة الهندسة من العمل بصورة مستقلة, فضلاً عن إمكانية الاستفادة من مزايا المركزية عن طريق ربط جميع الإدارات بشبكة اتصالات موحدة. (<!--)
هـ- تساعد نظم دعم القرار على انجاز العمل في مكانه دون الانتقال إلى مكان آخر.
كما ويمكن تجسيد آلية مساهمة نظم دعم القرار في جهود إعادة هندسة الأعمال من خلال الفكرة التي تم طرحها والتي من خلالها تم الربط بين عناصر المهمة وتكنولوجيا المعلومات المعتمدة فيها من بعدين هما تنوع المهام وإمكانية تحليل المهام وكما يأتي: (<!--)
أ- عندما يكون تنوع المهمة كبيراً, فإن المشكلات تكون متكررة الحدوث ويصعب التكهن بها, لذا تصبح ظروف عدم التأكد عالية جداً إذ يجب توفير معلومات اكبر كما أن الأفراد العاملين يمضون وقتاً اكبر في معالجة المعلومات، والعكس صحيح فعندما يكون التنوع قليلاً فان مقدار المعلومات المطلوبة يكون قليلاً أيضاً.
ب- عندما تكون المهام صعبة التحليل, فإن ذلك يؤدي إلى مشكلات غامضة وبذلك سيحتاج الأفراد العاملون إلى معلومات ثرية يتم الحصول عليها عن طريق المقابلة وجهاً لوجه أو عن طريق الهاتف، وعندما تكون المهام سهلة فسوف يستخدم المديرون أوساطاً انسيابية واضحة فان المعلومات المحددة هي المطلوبة.
5/3/2- متطلبات نجاح نظم دعم القرار في إعادة الهندسة.
وبناء على ما ورد أعلاه فإن متطلبات نجاح نظم دعم القرار في إعادة الهندسة تتضمن في الآتي: (<!--)
أ- لكي يضمن فريق إعادة الهندسة تحقيق أهدافه لابد من الاعتماد على التكنولوجيا الملائمة, وبما ينسجم مع طبيعة العملية المراد إعادة هندستها.
ب- اعتماد مبدأ التكامل في عمل نظم دعم القرار والابتعاد عن الازدواجية.
جـ- تخصيص بند خاص بنظم دعم القرار في ميزانية إعادة هندسة الأعمال.
د- إعادة هندسة الأعمال يجب أن تنظر إلى نظم دعم القرار كأداة تنافسية.
هـ- إنشاء فرق نظم دعم القرار كعنصر مكمل لفريق إعادة الهندسة ومنذ بداية البرنامج.
و- التأكيد على مواصلة الاتصال والتغذية العكسية عند تطبيق أدوات نظم دعم القرار وذلك لكشف أية مستجدات.
ز- دعم تبني استخدام نظم دعم القرار في برامج إعادة الهندسة من قبل كبار المديرين التنفيذيين.
حـ- بناء منصة نظم دعم القرار تتيح الفرصة للمنظمة لاستخدامها كبنية تحتية في برامج إعادة الهندسة.
6/3/2- معوقات استخدام نظم دعم القرار في إعادة الهندسة.
نظراً لأهمية تكنولوجيا المعلومات في إعادة الهندسة نجد أن فرق نظم المعلومات الاستراتيجية يمكن أن تواجه بعدة مشكلات شائعة ومتكررة عند تطبيق إعادة هندسة العمليات, والتي قد تكون: (<!--)
أ- تخوف مديرو العمليات من مشروع إعادة الهندسة, نتيجة مسئوليتهم عن معرفة كل شيء خصوصاً في البيئة الفنية بالمنظمة.
ب- تنشأ المشكلة الرئيسية أيضاً حينما يكون لدى فريق الإدارة فرصة للاختيار من بين بدائل متعددة لتطوير النظام تظهر خلال إعادة الهندسة.
جـ- ليس لدى الإدارة الصبر الكافي على نظم المعلومات التي تقوم بحل مشكلات العمليات, وكذلك الوقت اللازم للتحليل الشامل للأعمال وللأداء ومتطلبات النظام.
د- عدم الحصول على المساعدة الكافية لمشروع إعادة الهندسة من هيئة التنفيذيين أو عدم الحصول على الموارد الضرورية للنجاح.
لذا فإن أبرز الأسباب التي من الممكن أن تشير إلى فشل نظم دعم القرار في برامج إعادة الهندسة هي: (<!--)
أ- عدم قدرة نظام المعلومات القائم على التكيف مع العمل الجديد.
ب- بطئ النظام بسبب تاريخه غير المناسب.
جـ- عدم وجود فرق عمل تكنولوجية تنسجم والحالة الجديدة.
د- ضعف أداء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مواجهة المخاطر والتعامل معها بكفاءة.
هـ- النظر إلى نظم دعم القرار باعتبارها ليست جزءًا من العمل.
و- استخدام أنظمة المعلومات لتقديم التقارير ذات الحاجة المحدودة.
ز- استخدام نظم دعم القرار لتسريع بعض الأعمال الفائضة عن الحاجة, وتوليد المعلومات غير الضرورية, وجذب الانتباه إلى التفاصيل غير المهمة.
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->