أهمية إعادة الهندسة الإدارية.
يحقق تطبيق إعادة الهندسة الإدارية فوائد كثيرة تعود على التنظيم بكفاءة وفاعلية، وبشكل يحافظ على بقاء واستمرار التنظيمات الإدارية في مواجهة التحديات الجديدة, ويمكن استخلاص العديد من الفوائد والعوائد الإيجابية لإعادة الهندسة من خلال ما سجله مايكل هامر وجيمس شامبي عن أنواع التغيرات التي تحدث عندما تقوم الشركات بهندرة أعمالها, كما يلي:(<!--)
1- تتحول وحدات العمل من إدارات وظيفية إلى فرق عمليات :
يتم تجميع الأعمال ذات التخصصات الواحدة والمتخصصة بتقديم خدمات أو سلع معينة في مكان واحد، بشكل يؤدي إلى توفير الوقت المستغرق في تقديم الأعمال، وتوفير الوقت للجمهور وتوفير التكاليف، وتجنب الإرباك والفوضى في تقديم الأعمال، وتتحول وحدات العمل في ظل هذا المفهوم من إدارات متخصصة وظيفية إلى فرق عمليات, ورغم وجود أنواع عديدة من فرق العمل، فإن نوع فريق العمل المناسب يعتمد على طبيعة العمل المطلوب.
2- تتحول الوظائف من مهام بسيطة إلى أعمال مركبة:
بعد تكوين فرق العمل المتخصصة في أداء الأعمال في أماكن محددة وواضحة وسهلة الوصول وبسيطة الإجراءات، ويتم ملاحظة أن هناك اختلافات كبيرة بين ما كانت عليه عمليات تقديما لأعمال وما تم القيام به الآن، فالمسؤولية عن ناتج الأعمال مشتركة بين أعضاء الفريق بدلا من المسؤولية الفردية، هذا الأسلوب الناتج عن تطبيق إعادة الهندسة يؤدي إلى ترسيخ قيم التعاون وتضافر الجهود، لأن تقويم العمل لهذا المفهوم يكون جماعيًا، ومحاسبة فريق العمل عن الأداء تتم بشكل جماعي أيضًا، وهذا المفهوم يؤدي إلى زيادة تماسك الجماعة وترابطها وتعاونها نظرًا لوجود هدف مشترك يتمثل في زيادة مستوى الأداء الجماعي الرامي إلى تقليل الصراعات التنظيمية بين أعضاء الفريق.
3- يتحول التنظيم من هرمي إلى أفقي:
عندما يتم تكوين فريق العمل أو فرق العمل للقيام بالمهمات والواجبات، فإن عمليات اتخاذ القرار والمسؤوليات المترتبة على ذلك تنتقل إلى فريق العمل بدلا من الإدارات التي تحتاج إلى عقد اجتماعات عديدة لاتخاذ مثل هذه القرارات، وهو ما يعني إعطاء الصلاحيات, وفقًا لمفهوم إعادة الهندسة إلى الأفراد ذوي الاختصاص في أداء الأعمال، الأمر الذي يترتب عليه ضرورة إلغاء المستويات الإدارية الهرمية، والاستعانة بما يعرف بالتنظيم الإداري المنبسط الذي يعمل على بقاء البناء التنظيمي ثابتًا وأفقيًا، لأن فرق العمل تمارس أعمالها بحرية وباستقلالية كاملة.
4- المسئولون يتحولن من مراقبين إلى قياديين:
يركز مفهوم إعادة الهندسة الإدارية على ضرورة قيام الأفراد التنفيذيين بالعمل كقياديين، هدفهم الأول التركيز على أساليب القيادة التقليدية وعلى الأفراد العاملين في التنظيم.
5- تتحول معايير الترقية من الأداء إلى المقدرة:
أي العمل على مكافأة العاملين على أدائهم ومكافأتهم على قدراتهم الوظيفية بالترقيات، فحتى يلتحق الأفراد بفرق العمل، عليهم الارتقاء إلى مستوى معين من الأداء, وبناءً على هذا المعيار تتم مكافأة الأفراد ماديًا، أما الأفراد ذوو القدرات العالية فتتم ترقيتهم إلى وظائف أفضل كمكافأة على هذه القدرات التي يتمتعون بها, وهذه المعايير تؤدي إلى خلق روح من المنافسة بين الأفراد العاملين مما ينعكس على الأداء بصورة مباشرة وعلى جودة ونوعية السلعة أو الخدمة المقدمة.
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
(<!--)مايكل هامر, وجيمس شامبي، إعادة هندسة نظم العمل في المنظمات: الهندرة، ترجمة: شمس الدين عثمان، الشركة العربية للإعلام العلمي، القاهرة, مصر، 1995م, ص: 41.